الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اللعب مع الكبار

اللعب مع الكبار
اللعب مع الكبار




بقلم: هبة فرغلى
فى يوم وليلة وفجأة وبدون اى انذار، اختفى شراب «نيو اكواڤيرا» من الصيدليات، وهذا الشراب خاص لعلاج المغص والانتفاخ والقىء عند الرضع والأطفال، بالإضافة إلى انه طارد للغازات، وتلك الاعراض هى الاصعب للأطفال الرضع حديثى الولادة.
وهذا الدواء بالإضافة إلى انه شراب يحتوى على اعشاب طبيعية، فسعره ايضا طبيعى وهو 5 جنيهات، وقد يكون هذا المبلغ لبعض الفئات شيئا لا يذكر وعلى العكس لفئات اخرى، فاحيانا يستخدم الطفل عبوة كل اسبوع يعنى 20 جنيها شهريا، وقد يكون هذا المبلغ ايضا شيئا لا يذكر لبعض الفئات، وعبئه على بعض الاسر التى يصل دخلها لاقل من 50 جنيها فى اليوم، وهما اكثر من الفئة التى لا يمثل هذا المبلغ شيئا لهم.. نعود لقصة اختفاء الدواء، فالشركة المنتجة لهذا العقار- شركة امون للأدوية- قررت منها لنفسها وقف انتاج هذا العقار، لانه يعتبر من الادوية الرخيصة التى لا تتناسب تكلفة انتاجها مع تكلفة تسعيرها، واستندت الشركة على العبارة السخيفة اللى اى حد عايز يرفع سعر اى حاجة يقولها، وهى زيادة اسعار الدولار وزيادة ارتفاع اليورو وتعويم الجنيه، وهذا القرار تتخذه كثير من شركات الادوية فى الفترة الاخيرة، مما ينتج عن تلك القرارات وقف انتاج لادوية مهمة، وذلك بهدف الضغط على وزارة الصحة للموافقة على زيادة اسعار الأدوية، وهنا تجد نفسك واقفاً امام بيزنس هو الاهم فى العالم، وهو بيزنس عالم الادوية، حيث اللعب مع الكبار، وكل ذلك يدور داخل مسار حكومة مغيبة ورقابة معدومة وفلوس من تحت الترابيزة، وفجأة ترتفع اسعار الادوية وترتفع معها ارباح الشركة، ويولع المريض وتولع الأطفال الرضع اللى كل مشكلتهم فى الدنيا، مغص وشوية غازات فى المعدة.
العقار مازال غير متوافر فى الاسواق، واذا توفر سيزيد سعره اضعاف السعر القديم، والوزارة ستظل مغيبة او متعمدة التغيب، وستتجه الشركة بعد ذلك برفع سعر منتج آخر، وستظل الوزارة مغيبة وسيظل الوزير بمنصبه وسيأتى غيره، وسيظل المريض تحت رحمة بيزنس شركات الادوية يدفع اكتر كل ما تطلب اكتر.