الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«افتحوا أوبرا ملك».. شعار المسرحيين على صفحات التواصل «الاجتماعى»

«افتحوا أوبرا ملك».. شعار المسرحيين على صفحات التواصل «الاجتماعى»
«افتحوا أوبرا ملك».. شعار المسرحيين على صفحات التواصل «الاجتماعى»




«افتحوا أوبرا ملك»، تحولت هذه العبارة، إلى شعار لشباب المسرحيين، على صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»،  غضبا واعتراضا، على ما تعرض له مؤخرا، المخرج أحمد السيد مدير مسرح ملك، حيث قرر وزير الثقافة عبد الواحد النبوى، نقل تبعية المسرح إلى البيت الفنى، بعد ما كان تابعا لقطاع الإنتاج الثقافى، وذلك بناء على طلب رئيس القطاع الدكتور سيد خاطر، الذى يرى أن مسرح ملك حتى اليوم، لا توجد لديه مخصصات مالية فعلية، من داخل القطاع، فهو مازال ماليا يتبع البيت الفنى للمسرح، وبالتالى «جحا أولى بلحم ثوره» !!
    هكذا وبلا سابق إنذار، يتحول أكثر مكان مشعا بالطاقة والإبداع، والذى استطاع خلال عام واحد استيعاب، طاقات كبيرة مهدرة لشباب المسرحيين من اماكن مختلفة، رغم الظروف التقنية غير الملائمة التى يعانى منها المسرح منذ يوم افتتاحه، منها مشاكل الإضاءة والصوت والخشبة، وحتى الصرف الصحى الخاص بالمكان والكهرباء، فبرغم كل هذه العوائق غير الآدمية يحسب لأحمد السيد تحمله لها، وإصراره ومثابرته، على تحقيق مشروعه وفكرته، التى كان ملخصها استيعاب طاقات الشباب، التى لا تجد مأوى، من خلال مشروع التنمية البشرية، الذى تقدم به أثناء توليه إدراة المكان، والمشروع ملخصه إقامة ورش مسرحية، ومهرجانات فنية متنوعة، وبالفعل أقام مهرجان «كيميت للشخص الواحد»، ومهرجان «كيميت عشرين»، و«ملتقى الرقص المتنوع»، وانتج وقدم أعمالاً مسرحية جديدة وغير تقليدية، مثل عرض «رجالة وستات» إخراج إسلام إمام، قدمت المسرحية 75 ليلة عرض، ونجحت فى عمل جولات بالمحافظات، وسافر العرض للمشاركة بمهرجان مسرحى بتونس.
كما استحدث السيد، أثناء عمله بأوبرا ملك مشاريع جديدة، وورشاً فنية، ولجاناً مسرحية على رأسها لجنة الدعم الفنى، التى استعان بها فى مهرجانه الأخير، وكان من أعضائه، مناضل عنتر مدير فرقة الرقص المسرحى الحديث، والمخرج المسرحى عمر المعتز بالله مدير فرقة تياترو للمسرح المستقل، ومهمة هذه اللجنة، دعم العروض المسرحية فنيا، عن طريق مساعدة أعضاء اللجنة لأصحاب هذه العروض، بتبادل خبراتهم الفنية مع المشاركين بالمهرجان، وبالتالى شعر عدد كبير من المسرحيين الشباب بالصدمة وخيبة الأمل، بسبب ضياع حلم صغير كان متنفسًا فنيًا حقيقيًا، فحتى ولو كان يعمل معظمهم، بلا مقابل مادى، إلا أن المقابل الفنى كان كافيا، بينما تفاعلت الدولة مع هذا الفن بسخرية واستهزاء شديد، وكانت النتيجة توقف أكثر من مشروع مسرحى، كان يستعد للعرض على خشبة أوبرا ملك، مثل عرض «عالم براميل»، و«1919»، و«كراكيب السحارة»، كما كان يسعى مديره لعمل شراكات مع المراكز الثقافية الدولية الموجودة بمصر، لكن أثناء محاولات السيد للتحرر من سجن البيروقراطية، أعاده إليه الوزير، وبلا تردد بجرة قلم، وكأنه يعاقبه لأنه أراد أن يعمل !!، فتبعيته للبيت الفنى للمسرح، ستحوله من مركز مستقل إلى مكان تابع لمنظومة حكومية كاملة، وبدلا من أن يكون صاحب القرار، فى عمل ورش وإنشاء عروض ومهرجانات مختلفة، سيتحول فقط إلى مجرد مدير، يقترح على مسئولين وموظفين أفكاره، وتتحول هذه الأفكار إلى أوراق، تتنقل بين أيادى موظفى الشئون المالية والإدراية، حتى تصل إلى رئيس البيت الفنى للمسرح، ورئيس البيت، يرفعها إلى رئيس قطاع الإنتاج الثقافى، ومن حق الأخير الموافقة أو الرفض.. وهكذا أغلق المكان النابض بالحياة لحين إشعار أخر!!