الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«كراكيب البيت».. كنز مدفون يحتاج نظرة مختلفة

«كراكيب البيت».. كنز مدفون يحتاج نظرة مختلفة
«كراكيب البيت».. كنز مدفون يحتاج نظرة مختلفة




كتبت - هاجر كمال


عادة ما تواجه المرأة مشكلة وجود أشياء غير ذات أهمية تملأ فراغات المنزل وتنتشر بين أركانه لتحوله من منزل مرتب أنيق إلى منزل ملىء بالكراكيب، ويكون الحل السحرى من وجهة نظرها هو سرعة التخلص من هذه الكراكيب على الفور لاستعادة الإحساس بوجود مساحات وفراغات من جديد، ولكن ما لا تعلمه كل امرأة أن منزلك هو كنز من العناصر والأشياء التى يمكن إعادة استخدامها وتدويرها، وعند تغيير رأيك ومنظورك الخاص حول رمى الأشياء، ستجدين نفسك تبحثين وتنظرين إلى الأجسام والعناصر والأشياء من الحياة اليومية بصورة مختلفة مما يساهم فى خفض النفايات المنزلية وتقليل الحاجة إلى استنزاف المواد المصنعة بالإضافة إلى توفير الأموال وتحسين فرص الإبداع الناتجة عن إعادة التدوير.
إعادة التدوير هواية منى السيد «موظفة» المفضلة، فهى تعيد تدوير معظم المواد التى تصلح للاستخدام مرة أخرى وبشكل بسيط للغاية، وعلى الرغم من أن هذه الهواية تعرضها للانتقاد من زملائها الذين يتهمونها بالفراغ وبذل مجهود بلا جدوى ودون فائدة لكنها ترى أن إعادة تدوير المخلفات المنزلية بمثابة حل سحرى يوفر الكثير من النفقات، وترى أن المنتجات البلاستيكية يمكن إعادة استخدمها مرة أخرى والاستفادة منها فى صنع أوان للزرع أو لتجميل الغرف بدلا من شرائها بأسعار عالية خاصة أن الأدوات الزراعية شهدت ارتفاعا فى أسعارها فى الفترة الأخيرة الأمر الذى اجبر البعض على الاستغناء عنها وبالتالى عدم الاهتمام بتواجد الزرع داخل المنزل، ويقاس على ذلك القماش والملابس القديمة، فمن الممكن إعاده استخدامها كنوع من الديكور او حتى فى المطبخ كأنواع مناشف، بالإضافة إلى استغلال وقت الفراغ فى صنع منتج يدوى الأمر الذى يمنح شعورا بالسعادة خاصة أن هذه الأشياء تكون غايه الجمال وفى نفس الوقت لا تكلف ربة المنزل أى عبء مادى.
وترى سحر مصطفى «ربة منزل» أن إعادة التدوير أصبح ضرورة لا رفاهية فى ظل غلاء الأسعار المتزايد، لافتة إلى أن المرأة يجب أن تكون حريصة على الاستفادة القصوى من كل المواد المتواجدة داخل منزلها والتفكير فى كيفية استخدمها بأشكال مختلفة ومتعددة.
«جزازي» مبادرة فريدة من نوعها تتولى إعادة إنتاج الزجاج المستعمل وتحويله إلى شيء مفيد أو بمعنى أدق إلى تحف فنية، حيث تشير أسماء محمد، مسئولة مشروع جزازى لإعادة التدوير، إلى أن الفكرة بدأت بالبحث عن أفكار وحلول فنية لإعادة استخدام المخلفات والكراكيب وتحويلها إلى وحدات إضاءة وحدات تستخدم فى البناء والديكور، وبالفعل بدأت الفكرة عام 2008 وكان أول ظهور لمنتجات جزازى فى فسطات وادى الجمال جنوب مرسى علم فى مهرجان «شخصيات مصرية»، ثم توالت المشاركات فى المعارض والمهرجانات وتوالى التطوير فى الأفكار والمنتجات حتى تم افتتاح المعرض الاول لمنتجات جزازى فى المعادى، ومن هنا بدأنا نقترح أفكارا جديدة لتزيين الحدائق والقرى السياحية وتوزيع الإضاءة داخل وخارج المنازل والكافيهات، وتطورت الفكرة وأصبح هناك تفاعل من قبل الشباب المبدع وتخصصنا بشكل كبير فى إعادة التدوير من الزجاج ولاقت الفكرة استحسان عدد كبير من الناس ومستمرين فى إعادة التدوير وندعو الجميع وخاصة ربات البيوت إلى إعادة تدوير أى منتج تم استخدامه بدلا من التخلص منه واستغلال مواهبهم فى إظهار الجانب الجمالى للمنتجات التى يقومون بتصنيعها.
وتعتبر ولاء إبراهيم، أستاذة التربية الفنية بجامعة الإسكندرية، إعادة التدوير من أهم العلوم التى يجب ان يعمم دراستها داخل الجامعات بشكل إيجابى وأكثر تفاعلا لأنها تعود على المجتمع بالنفع، بالإضافة إلى أنها تزيد من فرص العيش فى بيئة صحية ونظيفة، وضرورة تخصيص أقسام فى الكليات النوعية لإعادة التدوير يأتى من منطلق تفعيل التنمية المستدامة التى تساعد على تمكين إنسان اليوم من حياة أفضل فى بيئة نظيفة وتحقيق المزيد من الرفاهية والعدل الاجتماعى والأمان له لأن إعادة التدوير توفر الكثير من الأموال، كما تطالب بالتشجيع على نشر ثقافة إعادة التدوير داخل المجتمع المصرى، وأن تبدأ جميع الأسر فى تعليم أولادها كيفية إعادة التدوير مع شرح أهميته حتى يكون تبنى السلوك قائما على وعى وفهم بفوائده.