الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مين قال مجنون اللى يروح لدكتور نفسانى؟ والستات كلها مابتعرفش تسوق؟»

«مين قال مجنون اللى يروح لدكتور نفسانى؟ والستات كلها مابتعرفش تسوق؟»
«مين قال مجنون اللى يروح لدكتور نفسانى؟ والستات كلها مابتعرفش تسوق؟»




كتبت - مروة فتحى


أنماط من التفكير يمتلىء بها مجتمعنا ولا ندرى من ابتدعها وكرسها فى العقول لتصبح واقعا ملموسا ومسلمات تفسد الأجواء وتعكر صفو اللحظات سواء على الرجل أو المرأة على حد سواء.. فأصبح من المستغرب أن نرى رجلا يبكى فذلك يفقده شيئا من «رجولته»، بحسب النظرة السائدة، كذلك الأمر بالنسبة للمرأة وصورتها التى اتسمت بتقديم التضحيات خدمة لعائلتها وحرصا على أولادها، وإن حدث لها طلاق فينظر لها نظرة تبخسها حقها فى الحياة.
وتكاد الفتاة تكون الطرف الأكثر تضررا من الصور النمطية التى تغلب فى المجتمع، فتُساق إليها اتهامات كثيرة وتُبنى الانطباعات بناء على شكلها الخارجى ومظهرها فى الكثير من الأحيان.
هذه الصور النمطية التى ألقت بثقلها على المجتمعات دفعت المدونتين نورهان معاذ وغادة والى إلى إطلاق حملة بعنوان «مين قال» ضمن مشروعهما «مين هُم»، تهدف إلى محاربة التعميم والأحكام على الناس، وتثير تساؤلات تتضمن تفاصيل يعيشها الفرد فى حياته اليومية من نوعية « مين قال مجنون اللى يروح لدكتور نفساني؟ مين قال الطلاق للست حيظلم العيال؟ مين قال مش مؤدبة اللى تحط ماكياج كتير؟ مين قال الراجل ما يعيطش؟ مين قال مسترجلة اللى تقص شعرها؟ مين قال مجموع عالى يعنى لازم طب أو هندسة؟ مين قال الستات كلها ما بتعرفش تسوق؟مين قال مليونير اللى بيشتغل فى الخليج؟ مين قال راجل اللى بياخد حقه بالدراع؟، وتدعو هذه التساؤلات إلى التفكير ولو للحظات قبل تبنى مواقف مسبقة والتفكير فى شكل قوالب جامدة لا تقبل النقاش.
الحملة جاءت على شكل رسوم جرافيكية مرفقة بفكرة يعتبرها المجتمع من المسلمات، تبدأ كل فكرة بكلمتى «مين قال» ويعكس الرسم واقع التساؤل، مع عبارة: «فكر، اقبل، اتغير» فى الختام.
وتقول منسقتا الحملة فى منشور ملحق بالمدونة: «الغرض من الحملة مش إنها تغير مفهوم الناس على طول، لأن المفاهيم الموجودة من سنين مش هتتغير فجأة.. على الأقل طرح الموضوع للنقاش وإسقاط الضوء عليه، هيخلى الناس تقف وتفكر ولوحتى لحظة»، مؤكدين: «الموضوع مهم جداً لأنه سبب أساسى من أسباب تأخرنا أو تخلفنا عن مجتمعات كتير، ولسوء الحظ المفاهيم الخاطئة ملهاش علاقة بالفئة الاجتماعية أو حتى التربية أو المستوى الثقافى.. لأن الأفكار مترسخة فى المجتمع المصرى بجميع فئاته من سنين». كما أضافتا: «الحملة دى هدفها الأساسى هو محاربة التعميم، والحكم على الناس، وكمان العنصرية فى التفكير، فى محاولة توعية وتصحيح الأفكار الرجعية بس مش فى الشكل التقليدى، عشان الناس تقبل بعض من غير شروط أو توقعات معينة، وتبدأ فعلاً تفكر إنها تغير طريقة تفكرها أو نظرتها على الآخرين».
لاقت الحملة أصداء على الموقع الاجتماعى «تويتر»، فانتشر هاشتاج «#مين_قال» بين الناشطين الذين رحب قسم كبير منهم بكسر الصور النمطية فى المجتمعات.