الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قبائل سيناء.. ومواجهة الإرهاب

قبائل سيناء.. ومواجهة الإرهاب
قبائل سيناء.. ومواجهة الإرهاب




كتب: مصطفى رجب

فى خريف العام 2006 وبعد شهور من إعلان تنظيم القاعدة ما اسماه بدولة العراق الإسلامية تأسست مجالس الصحوات من مقاتلى العشائر والقبائل العراقية لمواجهة نفوذ القاعدة بعيدا عن الجيش العراقى.
وفى مصر وبعد نحو العامين من مواجهة الجيش لتنظيمات الإرهاب المتأسلم فى سيناء، أعلنت أكثر من 30 قبيلة سيناوية دخولها ميدان المعركة دعما للجيش متعهدة بالقضاء على شراذم الإرهابيين.
جميل أن يعلن قادة وأبناء القبائل دعمهم للدولة المصرية ووقوفهم خلف رأس الدولة وجيشها ومؤسساتها، لكن دخولهم فى مواجهات مباشرة مع تنظيمات الإرهاب ربما يكون أكثر كلفه على الدولة ومؤسساتها.
مبدئيا فمن دون مقارنة مع تجربة «الصحوات» فإن الأوضاع العراقية كانت لها ظروفها ومعطياتها، وفى كل الأحوال لم تستطع القبائل هناك القضاء على «القاعدة» التى تمددت وتشعبت حتى وصلنا إلى «النسخة الداعشية».
وإذا كانت «الصحوات» جاءت فى وقت انهيار وتسريح الجيش العراقى بعد الاحتلال الأمريكى فإن الجيش المصرى كان وسيبقى هو الأقوى والأعراق والأكثر تسليحا وتدريبا وتجهيزا فى المنطقة بأكملها، ومازال المؤسسة المصرية الوحيدة تقريبا التى حافظت على تماسكها منذ يناير 2011.
منطقيا.. يمثل دخول القبائل فى مواجهة مباشرة مع الإرهاب مغامرة حقيقية حتى لو كانت محسوبة فربما يؤدى الأمر إلى أزمات بين بعض القبائل فى أرض المعركة، فضلا عن أن السماح لأى جهة بحمل السلاح يعنى من حق أطراف أخرى غير الدولة ممارسة مهامها.
عمليا.. يمكن الاستفادة من دعم القبائل غير المحدود للدولة فى قيام رموزها بتوعية أبنائها بخطر الإرهاب والتطرف وفضيلة الإسلام السمح، كما يمكن التعويل على القبائل فى تقديم الدعم اللوجيستى للقوات النظامية والمساعدة فى تحديد تحركات الإرهابيين ودوائر علاقاتهم وطبيعة الدروب والمناطق الجبلية وبما يحقق الدحر الكامل للارهاب فى سيناء.