الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عبد الناصر يبرئ «عتريس» من اتهامات الرقابة

عبد الناصر يبرئ «عتريس» من اتهامات الرقابة
عبد الناصر يبرئ «عتريس» من اتهامات الرقابة




كتبت - مروة مظلوم
نظراته الحادة  مهدت له  أدوار الشر على الشاشة الفضية التى أخفت بلونيها الأبيض والأسود تفاصيل ملامحه الأوروبية، موهبة فذة لرجل ذى شخصية قوية، ولكن وبشهادة المقربين له كان الراحل خجولاً، ورقيقًا، وانطوائيًا فهو واحد من أهم النجوم المصريين الذين بدءوا مشوارهم فى منتصف القرن الماضى.. «عتريس» السينما المصرية محمود مرسى يوافق اليوم ذكرى ميلاده، الذى حل إلى عالمنا يوم 7 يونيو عام 1923، ورحل فى 24 إبريل عام 2004.
توافق ذكرى ميلاد مرسى نكسة يونيو وهو أكثر من شارك فى أعمال تناولت النكسة ومرارتها على المصريين «السمان والخريف» وأغنية «على الممر».. وأخيرًا«شئ من الخوف»!.. الذى أعدته الرقابة نكسة ثانية على الحياة السياسية فى مصر وربطت شخصياته الخيالية بالواقع حيث-على حسب ما تم الترويج له-  ندد الفيلم بنكسة1967، فكان مليئًا بالإسقاطات السياسية الواضحة تجاه ثورة يوليو ونظام عبدالناصر ومراكز القوى، وأشار إلى أن هناك حالة سطو قام بها الضباط الأحرار، الذين رمز لهم الفيلم بعتريس وعصابته، وأن الضحية كانت مصر، التى رمز لها الفيلم بشخصية فؤادة، التى قدمتها الفنانة شادية. وأن شخصية مرسى التى يجسدها ما هى إلا تجسيد للرئيس، وأن الصرخات التى تنطلق فى نهاية الفيلم قائلةً: «جواز عتريس من فؤادة باطل» ما هى إلا رفض لسلطة عبدالناصر، بل إن الفيلم توقع نهاية دامية درامية قاسية لعبدالناصر، وستسحقه ثورة شعبية مثلما كانت نهاية عتريس الطاغية.
ووصل الهمس إلى الرئيس الراحل نفسه، وبرغم انشغاله بإصلاح ما أفسدته النكسة إلا أن اللغط الذى أثير حول الفيلم جعله يصمم على متابعة تلك الأزمة، وبالفعل ذهب الفيلم إلى بيته ليحكم عليه بنفسه، وقال بعدها عبارته المشهورة: «والله لو إحنا كده، نبقى نستاهل الحرق»، فى إشارة منه إلى أن الفيلم جرى تحميله بمعان لا يحتملها، ولا يمكن أن يتصور أن يكون هو عتريسًا وكان موقفه ذلك بمثابة ضوء أخضر لعرض الفيلم فى 3 فبراير عام 1969، الذى وصل فيه محمود مرسى إلى حالة من التألق تجعل الجميع لا يتخيلون غيره مكانه.
ناصر بدأ أثر قرارته يظهر  على حياة  «مرسى» حتى قبل دخوله إلى عالم الفن إذ حصل على وظيفة مذيع فى القسم العربى بالإذاعة الفرنسية بعد نفاد أمواله أثناء فترة دراسته فى معهد الإيديك  إلا أنه فوجئ  بقرار السلطات الفرنسية طرده من البلاد ردًا على تأميم ناصر شركة قناة السويس وطرد الخبراء الفرنسيين، لندن كانت المحطة التى استقبلت الممثل القدير بعدها، وهناك التحق بالقسم العربى بهيئة الإذاعة البريطانية BBC، وبعد سبعة شهور من تعيينه بمساعدة صديقه القديم زكى العشماوى الذى كان قد سبقه إليها،  إلا أنه حزم حقائبه بنفسه عائدًا إلى القاهرة بعد أن قادت بريطانيا العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 على أثر قرار تأميم قناة السويس وهو ما دفع جمال عبدالناصر إلى مكافأة مرسى على موقفه الوطنى، وقراره الشجاع، فقرر تعيينه مخرجًا ومذيعًا فى البرنامج الثقافى بالإذاعة المصرية، وفيها قدم برامج فنية وثقافية بمستوى عالمى عمل فيها على الارتقاء بذوق المستمعين.