الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمد عفيفى: لا أنتظر شيئا من أحد ومعيار عملى صالح الثقافة

محمد عفيفى: لا أنتظر شيئا من أحد ومعيار عملى صالح الثقافة
محمد عفيفى: لا أنتظر شيئا من أحد ومعيار عملى صالح الثقافة




حوار - محمد خضير


يعد المجلس الأعلى للثقافة هو الجهة الثقافية الرسمية الأولى التى تعنى بالنخبة من المفكرين والمثقفين، من خلال مشاركة قامات وشخصيات فكرية وعلمية متخصصة فى جميع المجالات والشئون الثقافية والابداعية المعنية بطرح ومناقشة خطط واستراتيجيات محلية وقومية ودولية يعمل من خلالها على مواجهة التحديات الفكرية التى تواجه المجتمع على جميع الأصعدة.
جريدة «روزاليوسف» التقت الدكتور محمد عفيفى، المؤرخ وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ورئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة، بصفته الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة خاصة عقب مادار فى الأوساط الثقافية من شائعات بخصوص تجديد وزير الثقافة له فى المنصب من عدمه مع اقتراب ميعاد انتهاء انتدابه، ليكشف لنا ماخفى من كواليس الثقافة والمثقفين فى الحوار التالي:
■ ماردك على تأخر وزير الثقافة فى الرد بتجديد انتدابك كرئيس للمجلس الأعلى للثقافة من عدمه حتى الآن؟
- منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة يعد المنصب الثانى فى وزارة الثقافة وان يتم التعامل بهذه الإهانة لشخص الأمين العام فهو أمر غير مقبول على الإطلاق، وردى على ذلك أننى سوف أقوم بدورى فأنا لا أعمل لصالح أحد ولا أحسب على أحد ولا انتظر شيئا من أحد، والأهم هو الصالح العام، لذلك فقد أقمنا مؤخرا ختام ملتقى الثقافة الإفريقية بنجاح ولدينا اجتماع لمجلس إدارة المجلس يوم السبت المقبل 13 يونيو وهو الاجتماع الأهم لعقد جلسة إعلان جوائز الدولة التشجيعية، وسوف احضر اجتماع المجلس لتوزيع الجوائز ولن اسمح بأى تلاعب ولا أحب الشللية ومعيار العمل لدى ما يصب فى صالح الثقافة، وأن نتاج هذا العمل هو من يبين من يعمل لحسابه الخاص ومن يعمل للصالح العام.
■ حدثنا عن الخطة الإستراتيجية التى يعمل المجلس الآن على تنفيذها، ومدى مردودها على ارض الواقع؟
- خطتنا تعمل على شىء رئيسى ومهم وهو استعادة دور المجلس الأعلى للثقافة مرة اخرى ثم تطوير هذا الدور لان الفترة ما بعد ثورة 25 يناير حدث ارتباك إلى حد ما بالمجلس مع تغيير المناخ العام للثقافة والمثقفين، بخلاف ما كان يبرز دور المجلس فى السنوات السابقة، خاصة لما يمثله المجلس من دور محلى وإقليمى ودولى، وبدأت العودة من خلال عودة مؤتمر المأثورات الشعبية ومؤتمر الرواية العربية وغيرها من المؤتمرات العربية التى توقفت والتى تعيد مكانه المجلس الإقليمية وكذلك نعقد مؤتمر الثقافات الإفريقية بمشاركة 20 دولة إفريقية تأكيدا على دور مصر الإفريقى إلى جانب دورها العربى والعالمي.
■ لكن البعض يرى عدم جدوى المؤتمرات والملتقيات التى تقدم دون مردود لها؟
- يجب ان نفرق بين اشياء فى الثقافة بين عمل يقام على مستوى القرية او المدينة او المحافظة وبين عمل يقام على مستوى إقليمى وعربى وبالتالى مهم ان يقوم المجلس هذه الفعاليات من خلال تفعيل دور لجانه فى رسم سياسات استراتيجية ثقافية للبلد، مثل مؤتمر رؤية جديدة لتطوير التعليم فى مصر الذى عقدته لجنة التربية بهدف بحث الوضع الحالى للتعليم ووضع رؤية استراتيجية ورفعنا التوصيات لوزير التربية والتعليم ورئاسة مجلس الوزراء فى محاولة لإثبات ان المجلس يضم خيرة وعقول الدولة المصرية، من الممكن ان يكون بيت خبرة على اعلى مستوى، خاصة ان لجنة السينما قدمت مقترحات لتطوير عمل السينما وادارة اصول السينما وعملها بشكل كبير، ولجنة التاريخ والمواطنة والشباب من 27 لجنة يساهمون فى وضع العديد من المقترحات والتوصيات لرسم الاستراتيجيات السياسية الثقافية.
■ إذا.. حدثنا عما توصل اليه مشروع خطة السياسة الثقافية الذى تبناه المجلس وطرحه للمناقشة؟
- لدينا اجتماع لوضع التقييم النهائى لمشروع السياسة الثقافية وتوزيع جوائز الدولة التشجيعية، ولكن ما يحكمنا فى وضع السياسة الثقافية هو ما ينص عليه الدستور بأن مصر دولة دستورية ديمقراطية مدنية حديثة، وبالتالى علينا ان نرسم خطة السياسة الثقافية تلعب هذا الدور، ولذلك اهتم المجلس بالعديد من القضايا الاستراتيجية العامة من الاهتمام بقضية تطوير التعليم وشكلنا جهاز متابعة ورقابة على اداء الوزارات المعنية بالشأن التعليمى بمصر، وسبق ان دعا المجلس وزير التعليم السابق الدكتور محمود ابوالنصر فى جلسة خاصة مع اعضاء المجلس وعرض عليهم استراتيجية التعليم فى مصر وكان نقاشا كبيرا ومهما وطلبوا مراجعة مناهج المقررات الدراسية، وارسل المناهج وتمت مراجعتها خاصة من مفهوم قيم المواطنة وقدمنا ملحوظات عديدة، وبالتالى نحن نفعل ان يكون المجلس بيت خبرة على اعلى مستوى ويكون راسما للسياسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية فى مصر وان يكون محور الثقافة العربية بشكل عام.
■ سبق أن اطلقت مفهوم الاستثمار فى الثقافة فى تصريح لك لإحياء الثقافة وتوفير موارد للإنفاق عليها، اشرح لنا ذلك. وكيف يمكن تطبيقه؟
- هناك عدة اشياء لتطبيق ذلك لان الاستثمار فى الثقافة له بعدان، ايمان المجتمع ككل بأن نستثمر فى الثقافة وانها صناعة، رغم انها اسلوب وفكر وغيرها لكن هى صناعة ويمكن ان تنفق على نفسها، مثل السينما والمسرح والنشر وغيرها فهى صناعة، ثم كيف تنفق وتقوم بهذا الدور الذى يوفر بعد ذلك ويتيح استثمار اموال ويوفر موارد على الانفاق على الثقافة، من خلال الاستعانة بخبرات دول اخرى مثل ما يتم فى مجال الحرف التراثية واهميتها باعتبارها مصدرا مهما من مصادر الدخل مثل الصين، لان الملكية الفكرية للتراث هى ملك الدولة وبحكم القانون فوزارة الثقافة هى المسئولة عن ذلك، وبالتالى ملكية التراث فى مصر لوزارة الثقافة، ولذلك ترى ان الدول الأخرى تتسابق فى اليونسكو لتسجيل تراث بعينه وهو ما يعد تسجيلا جزئيا لاستثمار التراث، خاصة ان لدينا حرفا تراثية يجب الاهتمام بها ورعايتها واحياؤها من جديد، فهناك موسيقى تراثية صوفية ونوبية وصناعات تراثية بخان الخليلى يمكن ان تسجل كتراث وصناعة يمكن استثمارها، فيمكن ان يكون هناك استثمار حقيقى فى الثقافة وبالتالى يمكن تدويرها فى الانفاق عليها إلى جانب الاستثمار فى البشر.
■ هل ترى ان المجتمع والمسئولين عن الثقافة يستطيعون ان ينفذوا ذلك فى ظل الظروف الراهنة؟
- بالتأكيد ليس امامنا غير عمل ذلك لأنه ليس هناك طريق امامنا للنهوض بالثقافة والوعى المجتمعى غير ذلك للخروج من ازمتنا الاقتصادية فى ظل ضعف الميزانيات والموارد، وبالتالى التطور مقبل.
■ كيف ترى دور القوى الناعمة والفكر والابداع قادرين على مواجهة الفكر الإرهابى والتطرف وخلق وعى مجتمعى قادر على مواجهة ذلك؟
- المعركة فى الاساس معركة ثقافية وليست سياسية فقط، وأكدت من قبل وقلت ان هناك ازمة اقتصادية ولكن لن تحل فى مجتمع جاهل، فإن لم يكن هناك خبراء ومفكرون ومثقفون فلن تحل الازمة الاقتصادية، بناء على وجود ثقافة ووعى مجتمعى، وعودة الثقافة بمعناها الكبير الذى يبنى فكر المجتمع.
■ ماذا عن الشعب واللجان المتخصصة فى المجلس ومدى تطويرها وضخ دماء جديدة بها لاستيعاب فكر وتطور الشباب لمواجهة هذه التحديات؟
- بالتأكيد بعد انتهاء عمل الدورة الحالية للجان فى شهر يونيو القادم سوف يتم الاستعداد لوضع تصور وشكل جديد لتشكيل اللجان واعداد وضخ دماء جديدة تكون قادرة على التطور وتقديم افكار بناءة تحقق ما نصبوا اليه.
■ ماذا عن الموقع الالكترونى للمجلس واسباب توقفه عن البث، والذى يعد بوابة مصر الثقافية للعالم كله؟
- كان هناك موقع ولكن توقف وتعرض لمشاكل كبيرة، ولكن سوف يعود خلال فترة قريبة من خلال بروتوكول تعاون بين المجلس ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وسوف يكون موقعا حديثا يتيح للمثقفين والجمهور متابعة فعاليات المجلس وبث مباشر بالصوت والصورة لأنشطته، وسوف ينطلق قريبا ليصل بنشاطنا إلى كل محافظات مصر.
■ فى النهاية كيف ترى كأستاذ تاريخ المشهد الثقافى المصرى بشكل عام، ومدى اهتمام المسئولين بوجود وعى مجتمعى حقيقى وانتشال الشباب من الافكار الهدامة؟
- بالتأكيد.. خاصة ان الدولة تستعيد عافيتها بعد ثورتين متتاليتين وفى ظل امال واحلام شعب، بالمطالب اكبر من الامكانيات وبالتالى فنحن فى مرحلة استعادة دور مؤسسات الدولة لتقوم بدورها ثم يحدث تطوير لهذه المؤسسات لتقوم بدور اكبر، وأرى ان هناك استعادة لهذا الدور واستطعنا فى المجلس الأعلى للثقافة ان نستعيد هذا الدور إلى حد كبير.