السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د.أحمد الأنصارى رئيس هيئة الإسعاف لـ«روزاليوسف»: نستقبل 70 ألف مكالمة معاكسات يومياً

د.أحمد الأنصارى رئيس هيئة الإسعاف لـ«روزاليوسف»: نستقبل 70 ألف مكالمة معاكسات يومياً
د.أحمد الأنصارى رئيس هيئة الإسعاف لـ«روزاليوسف»: نستقبل 70 ألف مكالمة معاكسات يومياً




حوار – محمود ضاحى

المسعف المصرى له إمكانات وقدرات هائلة فى سرعة نقل المريض والتعامل معه.. تميز عن المسعفين فى إنجلترا والدول الأوروبية.. هناك خطة لإنشاء أكاديمية لتخريج المسعفين قريبا، هذا ما بدأ به الدكتور أحمد الأنصارى رئيس هيئة الإسعاف المصرية فى حواره لـ«روزاليوسف»، بعد نشر تحقيق صحفى بالجريدة يوم 25 مايو بعنوان «الإسعاف المصرى فوق صفيح ساخن».
مؤكدا أن الهيئة تمتلك 3 آلاف سيارة إسعاف، لكن هناك عجزاً فى أعداد السائقين يصل لـ 500 سائق، وأن الموازنة العامة للهيئة مليار جنيه، وطالب بتشريعات قانونية تجرم مكالمات المعاكسات للخدمة الصوتية، منوهاً إلى أن البلاغات الواردة  من 80 لـ 82 ألفاً يوميا بينها من 7 لـ10٪ منها فقط مكالمات صحيحة والباقى معاكسات، وإلى نص الحوار:


■ ما تقييمك لأداء المسعف المصرى؟
- أداء المسعف المصرى «متميز» مقارنة بالدول الأخرى، وأشادت دولة إنجلترا بالإسعاف المصرى خاصة فى السرعة والدقة، وأرسلنا نحو 70 مسعفاً للحصول على دورات تدريبية فى إنجلترا وخرجوا بنتيجة متميزة، وفى سيناريو نقل المريض: المسعف المصرى لدينا أسرع من المسعف فى إنجلترا وألمانيا، ولدينا خطة لإنشاء أكاديمية خاصة لتخريج المسعفين تكون مدة الدراسة فيها 4 سنوات، وسيتم صياغة مناهج قوية تمنح الدارسين درجة البكالوريوس فى إدارة الأزمات والتعامل مع الكوارث والإسعاف الجوى، ونهدف من هذه التجربة لإعداد مسعف متخصص قادر على التعامل مع حالات الإصابات مثل الكسور وأمراض القلب وخلافه.
■ ما الفرق بين مرافق الإسعاف وهيئة الإسعاف؟
- تم ضم مرافق الإسعاف للهيئة بما لها وما عليها، ونقدم الخدمة الإسعافية كاملة، والمحافظة الوحيدة غير المنضمة فقط حتى الآن هى جنوب سيناء، ولدينا 3 آلاف سيارة إسعاف تعمل فى محافظات الجمهورية.
■ لماذا يوجد عدد كبير من سيارات الإسعاف المتهالكة فى مرفق القاهرة؟
- كما ذكرنا أغلب المرافق ضمت للهيئة، لكن هناك سيارات تم إهمالها لسنوات، والسيارات الموجودة فى مرفق القاهرة لو أنفق عليها آلاف الجنيهات لن تصلح للاستخدام مرة أخرى، وهناك بالفعل سيارات أنفقت عليها آلاف الجنيهات وما زالت مكانها، والكثير يتساءل عن هذه السيارات الموجودة فى المرفق، لكن أؤكد أن البعض منها  كلف الدولة 80 ألف جنيه على الورق، لكنها مازالت غير صالحة للاستخدام، وتبقى المشكلة فى كيفية التخلص منها، لأنها تعتبر «كهنة» وهناك إجراءات فى منتهى الدقة للتخلص منها، خاصة أن المواتير بها منتهية والهيكل الخارجى مدمر وتكلفة الإصلاح تعادل الـ200 ألف جنيه.
■ ما العمر الافتراضى لسيارة الإسعاف فى مصر؟
- عمرها الافتراضى يصل لـ 10 سنوات، وتكلفة الواحدة على الدولة نصف مليون جنيه، ولو تعامل السائق مع السيارة باهتمام ستعيش معه ربع قرن، خاصة أن هناك صيانة دورية كل 3 أشهر للسيارات، وننظم دورات تدريبية للسائقين فى كيفية تعاملهم مع السيارة والأجهزة الموجودة فيها، ويعاقب فى حالة الإهمال.
■ هل لديكم عجز فى عدد السائقين؟
- نعم.. لدينا عجز فى عدد سائقى سيارات الإسعاف بما يقرب من 500 سائق، ووافق مجلس الوزراء على تعيين عدد من السائقين لسد العجز.
■ كم عدد البلاغات التى تستقبلونها يوميًا؟
- تراوح بين 80 و 82 ألف مكالمة، منها بين 7 و10% مكالمات صحيحة والباقى بلاغات كاذبة، وأكثر من 70 ألف مكالمة معاكسات، وهناك تعاون مع المرفق القومى لتنظيم الاتصالات، لإيقاف رقم المتصل الذى يعاكس بعد تكرار اتصاله 10 مرات.
■ كيف تواجهون البلاغات الخاطئة؟
- هناك بعض الأسئلة نعرضها على مقدم البلاغ للتأكد من صحته، ومن الإجابة نتيقن من صحة البلاغ، وسبق أن خرجت سيارات إسعاف لمكان الحادث المبلغ عنه وتفاجأ بكذب البلاغ، لذلك أطالب بتشريعات تجرم مكالمات المعاكسات فى المطافئ، والإسعاف، والنجدة لأنه لا يوجد تشريع قانونى فى مصر يجرم هذه المعاكسات حتى الآن.
■ حدثنى عن مشاكل الإسعاف مع المرور؟
- منذ عام ربطنا خطاً لاسلكياً بين غرفة عمليات الإسعاف وغرفة المرور، وفى حال التكدسات المرورية يساعد الإسعاف فى التحرك فى محاور مختلفة فى الأماكن المزدحمة، وتقوم الإدارة العامة للمرور بتدريب مسئولى العمليات بتوحيد الطرق بمسميات معينة لتسهيل حركة مرور السيارة وتوجيهها، وهذا النظام يحدد نظام تتبع ويسهل الوصول للسيارة، وتم تطبيق المرحلة الأولى وتم تجهيز 130 سيارة لاستخدام هذا النظام، وهذا النظام مستحدث للتغلب على مشاكل سيارة الإسعاف مع المرور فى الشارع.
■ لماذا يشتكى الكثير من المرضى من تأخر وصول سيارات الإسعاف إليهم؟
- نقيس عملنا بزمن الاستجابة، ونطالب بمحاسبتنا على التأخير بعد تلقى البلاغ مباشرة، و60% من الحوادث لا تتخطى سيارة الإسعاف 8 دقائق فى الوصول، وفى الطرق السريعة قد يصل إلى 90% والسبب أن فى الطرق الصحراوية توجد نقطة إسعاف كل 20 كيلو.
■ كم تبلغ ميزانية هيئة الإسعاف؟ وهل تزيد فى الأحداث المهمة وأوقات الطوارئ؟
- الموازنة العامة الحالية لهيئة الإسعاف مليار جنيه، ولا تزيد ميزانيتها، وفى الأحداث والمظاهرات والطوارئ فلا تسبب عبئا إضافياً لكن إخلاء المصابين وتحديات العمل أهم من العبء المالي، كما أن الخدمة الطبية مكلفة وهدفنا الجودة فى خدمتنا، والخدمة كلها مجانية تتحملها الدولة.
■ ما تخصصات الأطباء العاملين فى الهيئة؟
- الأطباء الموجودون فى تخصصات الجراحة، والباطنة، والقلب، لكن يشترط فى الأطباء الموجودين القدرة على اتخاذ القرار السريع فى الوقت المناسب.
■ متى يخرج الإسعاف الطائر؟
- كل ما يهم المريض هو الوصول الآمن والسريع له، والتعامل بطريقة محترفة فى نقله لمكان آمن وقريب، ونستخدم الأنسب فى الوصول سواء إسعافاً نهرياً أو طائراً أو سيارات، لكن فى الإسعاف الطائر يستغرق إقلاع الطائرة أكثر من ثلث ساعة، وتستخدم فى المحافظات والمسافات البعيدة التى يصعب الوصول إليها بالسيارة، وتكلفة الإسعاف الطائر مرتفعة سواء داخل مصر أو خارجها، والأهم لدينا تصنيف الحالة والمكان الأقرب حتى نستخدم الوسيلة الأقرب فى وصول ما هو مناسب إليه.
■ قيل إن الإسعاف الطائر خاص بفئات معينة وليس لكل مواطن.. ما رأيك؟
- هذا غير صحيح على الإطلاق، فالهيئة تتعامل مع المصاب أو المريض دون النظر إلى ديانته أو جنسيته أو لونه أو ميوله أو فكره السياسي، فنقدم الخدمة لكل إنسان يحتاج لإسعافه أو مساعدته دون أى اعتبارات أخرى.
■ لماذا يتم تعيين الحاصلين على مؤهلات من غير المتخصصين فى الإسعاف لمجرد حصولهم على دورة تدريبية؟
- هذا الموضوع أحدث لغطاً كبيراً، فلدينا نقص بالمستشفيات وهى شكوى عامة بأن استقبال المستشفيات لا يوجد به أطقم طبية وتمريض ـ وفنيو خدمات مما يترتب عليه أن فنى الخدمات الطبية يعمل بالمستشفيات لمدة عامين «تكليف»، وذلك لسد العجز بالمستشفيات، وبعد العامين يعود للعمل بهيئة الإسعاف وهذا هو ما يحدث.
كما أن فنيى الخدمات الطبية بعد تخرجهم يدرسون عامين بالمعاهد فوق المتوسطة للخدمات الطبية العاجلة، وبعد ذلك يصبح مؤهلاً ويعمل بالمستشفيات التى تمنحه الثقل العملى، حيث إن ما يتم من خدمات طبية بالإسعاف مجرد إسعافات أولية، أما ما يتم بالمستشفيات يكون على نطاق خدمة طبية أوسع وأكثر مهنية وحرفية، مما يترتب عليه تعليم فنى طبى ومهنى عالٍ، ومثل ذلك عند عمله بالإسعاف يكون إضافة ومكسباً للهيئة.
■ الغرفة المركزية هل تكفى للرد على المكالمات الواردة إليها؟
- هناك اتفاق مع  شركة الاتصالات وتخصيص «كول سنتر» فى القرية الذكية  لتلقى البلاغات والرد عليها نظير مقابل معين فى 13 محافظة بينما الـ«14» محافظة الأخرى تتعامل بالموظفين، لكن لو تم استخدام موظفين للرد على المكالمات، سنحتاج 80 موظفا حالياً مما يحمل الدولة أعباء إضافية لطلب تعيينات جديدة.
■ لماذا يعانى الكثير من المسعفين من عملهم فى الشارع من ورديات تصل لـ3 أيام متواصلة؟
- المسعفون يعملون فترات نهارية من 8 صباحاً حتى 8 مساء، والعمل متواصل 3 أيام بناء على طلب المسعف، خاصة أن أغلبهم من الأقاليم والمحافظات، ومن الممكن تكون الخدمة 6 أيام متواصلة على مدار الأسبوع، فمحافظة القاهرة فيها كثافات مرورية خانقة، وتعمل فيها 220 سيارة إسعاف، ونخصص مكاناً معيناً لكل سيارة إسعاف تتمركز فى الميادين المهمة.
■ لماذا الخلاف بين نقابة العاملين بهيئة الإسعاف والهيئة؟
- الخلاف فى اللجان النقابية، والعمل النقابى محترم ويتم تقديره، لكن دوره ليس رقابياً على المؤسسة، لكننا نظام واحد وهدفنا واحد وهو خدمة المؤسسة الإسعافية.
وإذا كانت النقابة تريد زيادة الرواتب، فالإسعاف مؤسسة مكلفة لا تدر دخلاً، ونعمل على زيادة الرواتب ووصولها لأعلى حد، والعام الماضى حققت مؤسسة الإسعاف مليون و200 ألف خدمة إسعافية، والعام الحالى قابل للزيادة.