الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سر «القارورة» الحمراء فى متحف الأقصر

سر «القارورة» الحمراء فى متحف الأقصر
سر «القارورة» الحمراء فى متحف الأقصر




الأقصر – حجاج سلامة
على الضفة الشرقية، من نهر النيل الخالد، بمدينة الأقصر، يقع متحف التحنيط الفرعونى، وهو المتحف الأول من نوعه فى العالم، الذى تحكى محتوياته البالغة 66 قطعة أثرية، أسرار وتاريخ التحنيط فى مصر القديمة ، بجانب لوحات تصور مراحل الموت والبعث و الحساب.
ومن بين محتويات المتحف توجد زجاجة بها سائل أحمر يجتذب أعين المهووسين بالبحث عن الزئبق الأحمر، وما يثار حوله من حكايات أسطورية تملأ صفحات الكتب والمواقع الإلكترونية.
فالمهووسون بالزئبق الأحمر يحلمون باقتناء تلك الزجاجة التى يتاح رؤيتها لزوار المتحف ويرون أن من يعالجون  بالزئبق الأحمر يصيرون بعد تناول جزء منها أقواما خالدين، وأن محتويات تلك الزجاجة – كما يزعمون - تقوم بتثبيت الخلايا فى الجسد وتؤدى إلى احتفاظه بالشباب الدائم والصحة الخالدة فلا يهرم ولا يشيخ ولا يمرض ولا يموت، وقدرة محتويات تلك الزجاجة على تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة.
وترجع قصة تلك القارورة التى تعد أكثر المعروضات إثارة للجدل بمتحف التحنيط فى مدينة الأقصر إلى الأربعينيات من القرن الماضى، حيث تم اكتشاف زجاجة تخص أحد كبار قواد الجيش فى عصر الأسرة 27 «آمون. تف. نخت» الذى تم تحنيطه فى داخل تابوته نتيجة عدم التمكن من تحنيط جده خارج المقبرة بسبب أحداث سياسية مضطربة فى عصره.
وحول تفاصيل القصة المثيرة للسائل الأحمر الموجود داخل الزجاجة الشهيرة بمتحف تحنيط الأقصر قال عالم الآثار والمدير العام السابق للمتحف الدكتور محمد يحيى عويضة إن الحديث عن الزئبق الأحمر المصرى بدأ بعدما عثر أحد الأثريين المصريين، على سائل ذى لون بنى يميل إلى الاحمرار أسفل مومياء «آمون. تف. نخت» قائد الجيوش المصرية خلال عصر الأسرة 27 فى مصر القديمة، إذ عندما عثر على المومياء عثر بجوارها على سائل به بعض المواد المستخدمة فى عملية التحنيط وهى عبارة عن «ملح نطرون، ونشارة خشب، وراتنج صمغى، ودهون عطرية، ولفائف كتانية، وترينتينا».
ولا يزال هذا السائل محفوظاً فى الزجاجة التى تجتذب الأنظار بمتحف تحنيط الأقصر، وتعتبر هذه الزجاجة السبب الرئيسى فى انتشار كل ما يشاع عما يسمى بالزئبق الأحمر المصرى، ونتيجة إحكام غلق التابوت على الجسد والمواد المذكورة، حدثت عملية تفاعل بين مواد التحنيط الجافة والجسد، أنتجت هذا السائل الذى وضع فى هذه الزجاجة، وبتحليله وجد أنه يحتوى على 90،86% سوائل آدمية من  ماء، ودم أملاح، وأنسجة رقيقة و7،36%  أملاح معدنية  - ملح النطرون الذى كان يستخدم فى عملية تحنيط الموتى - و0،12% محلول صابونى و0،01%  أحماض أمينية، و1،65%  مواد التحنيط من  راتنج و صمغ ومادة بروتينية.
ونفى «عويضة» وجود ما يسمى بالزئبق الأحمر المصرى فهو شىء لا وجود له ولا علاقة بين الزئبق الأحمر والفراعنة.