الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كــل واشكــر




ارتبط كعك العيد بمظاهرالفرح وغيابه يعني الحزن فالبيت الذى يخلو منه الكعك يعنى أنه فى حداد.. ولازالت عادة سيدات مصر حمل الصوانى والصاجات على رءوسهن متجهات إلى المخابز فى انتظاره حتى منتصف الليل..لأن «العيد فرحة يابو العيال وخلى العيال تفرح».. الكعك اخترعه الفراعنة كقرص الشمس ونقشوا رسوماته على جدران مقابر طيبة ومنف قبل أن تنقشه مناقيش ربات البيوت واهتم الفراعنة بحشوه بالعجوة والزبيب.. بينما استبدل الفاطميون الحشو بالدنانير ذهبية.
 
الفرعونى بالعسل
 
يصف د.صلاح الراوى أستاذ التاريخ أن كعك العيد هو أحد الموروثات الفرعونية فلم تختلف كثيرا عن صناعته الحالية ،وقد وردت صور مفصلة لصناعة كعك العيد فى مقابر طيبة ومنف من بينها ما صور على جدران مقبرة (رخمى _ رع) من الأسرة الثامنة عشر ومكوناته من الدقيق والسمن واللبن والخميرة والمكسرات أو الملبن أو العجوة (تمر مجفف) يتم خلطها بمقادير محسوبة.
 
حيث كان يخلط عسل النحل بالسمن ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق.
 
 وكان المصريون القدماء يمزجون عجين الكعك والخبز بأرجلهم فى حين يمزجون الطين بأيديهم. حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها بالأشكال التى يريدونها ثم يرص على ألواح الاردواز ويوضع فى الأفران كما كانت بعض الأنواع تقلى فى السمن أو الزيت.
 
وكانوا يشكلون الكعك على شكل أقراص أو بمختلف الأشكال الهندسية والزخرفية، كما كان البعض يصنعه على شكل حيوانات أو أوراق الشجر والزهور ولا تختلف كثيرا عما هو مألوف حاليا.
 
كما يؤكد د.صلاح الراوى أن الفراعنة كانوا يقومون بحشو الكعك بالتمر المجفف (العجوة) أو التين ويزخرفونه بالفواكه المجففة كالنبق والزبيب أو الفطير الذى يصنعونه خصيصا عند زيارة المدافن فى الأعياد والذى يطلق عليه العامة اسم (الشريك) كانوا يشكلونه على شكل تميمة ست (عقدة إيزيس) وهى من التمائم السحرية التى تفتح للميت أبواب الجنة ويصنع اليوم محتفظا بشكله التقليدى القديم). أما الكعك فى التاريخ الإسلامى فيقول د.محمد نصر أستاذ التاريخ الإسلامى بأنه يرجع إلى كعك عيد الفطر إلى الطولونيين حيث كانوا يصنعونه فى قوالب خاصة مكتوب عليها «كل واشكر»، ثم أخذ مكانة متميزة فى عصر الإخشيديين، وأصبح من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر.
 
وقد اهتم الوزير «أبو بكر المادرالى» بصناعة الكعك وحشوه بالدنانير الذهبية، وأطلق عليه اسم «افطن له» وتم تحريف الاسم إلى «انطونلة» وتعد كعكة «أنطونلة» أشهر كعكة ظهرت فى عهد الدولة الإخشيدية، وكانت تقدم فى دار الفقراء على مائدة (200 متر وعرضها 7 أمتار)، وفى متحف الفن الإسلامى بالقاهرة توجد قوالب الكعك عليها عبارات «كل هنيئًا واشكر» و«كل واشكر مولاك» وعبارات أخرى لها نفس المعنى. وأنواعه الخشكنانج «وهو الذى لا يزال بعض عامة الشعب يطلقون عليه الآن اسم «خشنينة» و«كعب الغزال» وصنف و«بالبرما ورد» وصنف و«البسندور».
 
ويضيف د.محمد نصر أن النساء اللاتى كن يعملن فى خدمة البلاط الفاطمى قد أخرجن منه ولجأت بعضهن إلى استغلال خبراتهن المهنية لكسب العيش مثل «حافظة» التى ذاع صيتها فى بداية العصر الأيوبى بوصفها أفضل من يقوم بعمل كعك العيد ولعلها كانت من المشرفات على «دار الفطرة» الفاطمية وهى الإدارة التى كانت تعنى بعمل كعك عيد الفطر. وقد اكتسبت منتجات حافظة شهرة واسعة فى أسواق القاهرة حتى أصبح «كعك حافظة» بمثابة علامة تجارية بمفهومنا الحديث.