الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عام على الإبداع المفقود

عام على الإبداع المفقود
عام على الإبداع المفقود




 كتب: د.حسام عطا

عام على الملاحظة التى أدهشنى تعبيرها الاختصاصى عن ضرورة وجود عمل فنى ملحمى يعبر عن عبقرية ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وهو ما قاله الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى فى خطاب تنصيبه رئيساً للجمهورية منذ عام مضى، وهو الأمر الذى لم تنتبه له وزارة الثقافة طوال تلك الفترة الماضية، كما تكررت ملاحظات الرئيس عن الفن والإعلام، ودورهما فى ضبط منظومة القيم أكثر من مرة، والنتيجة بعد عام، أن رأس المال لم يغامر فى اتجاه القيام بهذا الدور التاريخى الموضوعى الفنى لثورتى مصر الكبيرتين، وهو الأمر الذى يمكن تفهمه فى إطار خوف رأس المال الفنى من الخسارة، وسعيه للربح المادى السريع، أما تراجع مؤسسات الدولة بميزانياتها، التى هى ملك للشعب المصري، ممثلة فى قطاعى الإنتاج بوزارة الثقافة واتحاد الإذاعة والتليفزيون حتى الآن فهى مسألة تستوجب المحاسبة والمساءلة.
إن التعبير الدقيق الاصطلاحى عن ضرورة وجود ذلك العمل الملحمى يعبر عن مطلب التسجيل التاريخى وتأمل الحدث الكبير ورصده، فى إطار الحرص على تخليده للأجيال القادمة، وفى إطار التأكيد السياسى على انحياز وجدانى أخلاقى لمبادئ وقيم ومطالب 25 يناير و30 يونيو.
هل البيروقراطية والفساد فى قطاعى الإنتاج الثقافى والإعلامى الرسميين أكبر من تمكين الفنان المصرى المحترف من تحقيق هذا الحلم الفنى؟ أن تلك الفترة تحتاج لمتحف فنى يقدم عرضًا دائمًا مثل بانوراما أكتوبر من أجل التوثيق الدقيق وتخليد ذكرى شهداء مصر أنبل من فينا، الطليعة التى تحركت لإنقاذ وجه مصر الجميل.
مازالت تلك المؤسسات تحتاج لأصحاب الخيال والفكر، تحتاج اختيار  رجال جدد من خارج دائرة الفساد المغلقة التى تعود لإنتاج المصالح الصغيرة، فقد كانت ثورة 25يناير صدمة ثقافية أربكت حسابات المصالح التقليدية، فيجب البحث عن رجال جدد من خارج الصندوق.
أتذكر كيف جاء جمال عبد الناصر بـ«يحيى حقى» من وزارة الخارجية لإنشاء مصلحة الفنون 1955 وقد طلبت الإطلاع على قرار الإنشاء ومشروعه وأهدافه فى إطار التأمل المعاصر فى استعادة الثقافة المصرية كمؤسسة لإنتاج الوعى والفنون، ولكن البيروقراطية فى دار الكتب والوثائق القومية لم ترد على طلبى من منتصف الشهر الماضي، فى إطار انتظار الرد، أكرر كم نحتاج لتأمل تجربة يحيى حقى فى إنتاج الفنون.
بالتأكيد ستساعدنا فى تقدم ذلك العمل الملحمى المفقود، وبالتأكيد ستجيب عن دور الفنانين فى مخاطبة الداخل والسفر للخارج فى وفود داعمة للموقف السياسى، وما إلى ذلك من التباسات يجب حلها.