الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مهندس الديكور محمد جابر: الورق الجيد ملهمى الأول فى التصميم

مهندس الديكور محمد جابر: الورق الجيد ملهمى الأول فى التصميم
مهندس الديكور محمد جابر: الورق الجيد ملهمى الأول فى التصميم




أشخاص ربما لا يلتفت إليهم، الكثيرون عند مشاهدة العروض المسرحية، لكن بعضهم يجبرك، على الانتباه والتفكير، وتأمل ما صنعوه بالعرض المسرحى، كى يخرج بشكل متميز ومختلف، عما اعتادت عليه العروض التقليدية، هكذا يفعل دائما مصمم الديكور محمد جابر، فهو عادة ما يجبر المشاهد، على الالتفات لما صنعه من ديكور متميز بأعماله، والتى كان على رأسها عرض «الحبل» للمخرج باسم قناوى بمسرح الطليعة، ثم «المحاكمة» بمسرح ميامى للمخرج طارق الدويرى، وحصل العمل وقتها على جائزة أفضل سينوغرافيا، بالمهرجان القومى للمسرح، واليوم يتفوق جابر كعادته، بعرض «روح» للمخرج باسم قناوى، الذى حوله إلى بار حقيقى، حتى أنه فى أحد أيام العرض، جاء رجل سعودى وزوجته لمشاهدة المسرحية، وعندما وجدوا أنفسهم داخل بار خرجوا مسرعين ولم يشاهدوا العرض!!
وعن عمله وطريقة تعامله مع النص المسرحى قال جابر فى تصريحات خاصة:
بالتأكيد اهتم بجودة العمل المسرحى، الذى أكون بصدد المشاركة فيه، فحتى لو استطعت النجاة بنفسى، كأحد العناصر المتميزة بالعرض، هذا لا يشعرنى بالمتعة على الإطلاق، لأنه فى النهاية نجاح العمل بشكل متكامل، وجماعى هو نجاح لى، لذلك اختار العروض بدقة، واعتذرت مؤخرا عن عرضين كبيرين بسبب عدم جودة النص.
ويقول: عندما أبدأ فى العمل لا أفكر، بميزانية العرض على الإطلاق، لكننى أفكر دائما فى التصميم، ثم أفكر بعدها فى إمكانية تنفيذه، وبالتالى أقوم بتعويض الخامات، واستبدل خامة بأخرى أقل سعرا، لكننى لا أتنازل عن الجودة، وعلى سبيل المثال فى عرض «روح» استخدمت، إحدى الخامات الأقل سعرا، بدلا من الورق المطبوع، لكنها كانت تحتاج إلى مجهود مضاعف، فى العمل، حتى يخرج الحجر بهذا التجسيم الذى رأه الجمهور.
وعن مدى تدخل المخرج فى عمله: المخرج المحترف لا يتدخل فى عملى، بل يتركنى افعل ما اشاء، ومن أكثر التجارب التى استمتعت بها، عندما منحنى المخرج الورق كى اقرأه بمفردي، ثم ابدأ فى فتح نقاش معه، حول الورق أولا، بعدها نبدأ فى النقاش بالتصميم، وكان من أهم العروض التى شاركت بها «عفاريت مصر الجديدة» والحبل» مع باسم قناوى، وكذلك «المحاكمة لطارق الدويرى، وأخيرا «روح».
ويضيف: فى «روح « التصميم خرج بهذا الشكل بعد عمل أكثر من تصور، لأن كل البارات التى شاهدتها فى بحثى، كانت أقرب إلى البارات الإنجليزية التقليدية، وبالتالى إذا استعنت بها كاملة، لن اقدم جديدا، لكننى قمت بعمل خلط بين التفاصيل، التى اريد تقديمها فى بار انجليزى، ثم استخدمت خيالى، فى إضافة تفاصيل جديدة، لأن الإهتمام بالرؤية التشكيلية والبصرية، للعرض المسرحى شىء فى غاية الأهمية.
ويقول: تعاملت مع «روح» على انه عرض كبير، لأنه بالفعل عرض مسرحى كبير، فهناك فهم خاطىء دائما عن عروض القاعة، أنها صغيرة، وبالتالى لابد أن تكون ميزانيتها ضئيلة، لكن كنت أنظر لـ«روح» دائما على أنه عمل ضخم، ومشكلته قد تكون اكبر، من عروض المسرح التقليدية لأن الورطة، هنا تكون فى كيفية تقديم رؤية تشكيلية جديدة، تحمل تفاصيل دقيقة، وسيجلس الجمهور فى القاعة بين هذه التفاصيل، لأنه جزء من الحدث المسرحى، وبالتالى التصميم يكون شديد الصعوبة، حتى يشعر الجمهور أنه بين جدران مسرح غير تقليدى، بل دخل فى بار حقيقى، فالموضوع يجب أن يكون واقعيا جدا، لكن ما قدمته لم يكن واقعى بشكل متكامل، لأننى أضفى دائما روحا مختلفة، من خلال فهمى للدراما والورق، لأنه هو الملهم والمحفز الأول لي، فى خروج أفكار جديدة، فقد انفعل بكلمة أو جملة بالنص.