السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كسوة العيد







أوله مرق «يعنى شوربة» وأوسطه خَلَق «الملابس الجديدة» وآخره حلق «يعنى الكعك» فقد بدأ العد التنازلى لاستقبال عيد الفطر وأعلنت معظم البيوت العربية حالة الاستعداد القصوى لاستقبال العيد من خبز الكعك والبسكويت وشراء الملابس الجديدة أو التخطيط للاحتفال بالعيد سواء على الشواطئ او المتنزهات والحدائق العامة.
 
نتناول اليشوم كسوة العيد التى أصبحت معلمًا أساسيًا للساعات الأولى التى تفصلنا عن العيد وتصاحبه أشكال عدة للملابس وزحمة مرورية سواء فى أسواق أو محلات المولات التجارية، فالشراء اجبارى فالمصريون يصنعون البهجة بالملابس، وجاءت محلات الاطفال والأزياء النسائية  كصاحبة النصيب الاكبر من عمليات العرض والطلب، ورفعت  المحلات رايات التخفيضات كجاذب حقيقى للنساء على الرغم من ان الواقع يثبت خلافا لذلك.
 
«فرحة الغلابة على الرصيف» بالموسكى لا تختلف عن معروضات روكسى
 
ساعات ونودع الشهر الكريم  كما استقبلناه بفرحة نودعه بفرحة تملأ عيون الأطفال طلباً للملابس الجديدة  وهذه الأيام تقفز أسعار ملابس الأطفال فى السوق المصرية بشكل كبير قبل عيد الفطر الذى يعد موسمًا لشراء الملابس، لتسرق الفرحة من عيون وقلوب الاطفال مع انضمام أصحاب الدخول المرتفعة الى صفوف الموظفين الذين يشكون ضيق ذات اليد مع الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار. فتكثف العائلات اهتمامها  بعد الإفطار للتوجه إلى المحلات التجارية لشراء كسوة العيد  وكسوة المدارس لأبنائها.. مضطرين أمام نيران الأسعار الاستغناء عن بعضها والاكتفاء بأقل القليل  ولسان حالهم "قل من الندر وأوفى".
 
 فكانت لـ«روزاليوسف»  جولة فى اسواق وسط المدينة لنتعرف معكم إلى أى مدى ارتفعت أسعار الملابس فى مصر.
 
تقول صابرين عبد الصمد  27 سنة ربة منزل أنها السنة الأولى التى تنزل فيها لشراء ملابس العيد لابنها زياد 9 شهور وحضرت إلى منطقة الموسكى طمعا فى أن تجد ملابس له تناسب ميزانيتها بعد ان جابت محلات وسط البلد وهالتها الأسعار المرتفعة  واتضح لها ان ملابس الأطفال أعلى سعرا من ملابسها هى وزوجها   كحد أدنى للطقم الواحد تى شيرت وشورت" 150 جنيهًا فضلا عن الحذاء وملابس المنزل وجلباب الصلاة الأبيض ومانسميه فى قريتنا بكسوة العيد ولأنها ربة منزل فلا تستطيع  أن تزيد الحمل على عاتق زوجها العامل البسيط فلا فارق بين الموسكى وروكسى غير المحل المعروض فيه الملابس .
 
ويقول سامح السيد عامل بإحدى شركات المقاولات (رب أسرة) فى ظل ارتفاع الأسعار  لايوجد مايسمى بالميزانية الثابتة فاسعار الخامات ارتفعت وعجلة الإنتاج توقفت وأصبحت كل البضائع مستوردة والبائع يشتريها بسعر عال وبالتالى يبيعها بسعر يوفر له المكسب ولأنى أعرف إمكانياتى جيداً حضرت إلى العتبة لأنتقى ملابس العيد لأبنائى من على الرصيف ربما تكون أقل جودة من المعروضة فى المحلات ولكنها تحمل الفرحة لأبنائى وأنا لا أريد أكثر من ذلك طقم العيد هنا لايزيد على 50 جنيها البنطلون والتى شيرت والحذاء "الصندل".
 
يرى حامد صابر محمود أحد الباعة بالموسكى  يعمل فى مجال بيع الأحذية منذ مايزيد على 30 عاما أنه لم يشهد خلالها ارتفاعاًِ فى الأسعار  كالذى شهدته مصر فى السنوات العشر الأخيرة  وبخاصة هذه الأيام  فكثيرا ماكان يمر بنا البعض وينظر للبضاعة المعروضة على الرصيف ويقول" سكة" او سكند هاند " وبين يوم وليلة يغير الله من حال لحال فلم يعد لهؤلاء ملجأ سوى البضاعة المباعة على الرصيف والتى يتوافد عليها جميع الطبقات وليس محدودو الدخل وحسب فالزبون يجد مطلبه المباع فى المحل بأسعار تتناسب مع إمكانياته المادية فهى تباع بنصف الثمن.
 
وعن أسعار الملابس لهذا العام يقول حامد من سن 7 إلى 10 سنوات  طقم كامل  مكون من تى شيرت بسعر 30 جنيهًا بنطلون 35 جنيهًا "كوتشى" من 22.5 إلى 27.5 جنيه  أى انه لايقل عن 80 جنيها  .
 
أما بالنسبة للشباب فيقول فتحى محمد 19 سنة بائع: طاقم العيد على الرصيف  يتراوح سعره مابين 170 و200 جنيه بنطلون وبدى وكوتش او بلوزة وجيبة وحذاء بناتى اما فى المحل لايقل عن 500 جنيه.
 
وعن أقل سعر لملابس المدارس المباعة  بأسعار الجملة هى  فى منطقة حارة اليهود يحدثنا محمود  فتحى أن أسعارها شهدت ارتفاعًا وزيادة تتراوح بين 5 و25% عن العام الماضى فالحذاء المدرسى مابين 60 و65 جنيهًا والقميص ما بين 13 و35 جنيه والبنطلون بـ35 جنيها والشنطة تتراوح بين 30 و50 جنيهًا.
 
يقول أحمد ربيع صاحب محلات ملابس بالعتبة إن أسعار الملابس الجاهزة ارتفعت بنسبة 13% مقارنة بالعام الماضى، مرجعًا ذلك لارتفاع الغزل والأقطان المصرية وزيادة أسعار الملابس المستوردة من الخارج قائلا" يبلغ سعر أقل بنطلون قماش 41 جنيهًا رغم أنه لم يتعد 35 جنيهًا فى الموسم الماضى"، كما توقع أن تشهد الفترة المقبلة زيادة أخرى فى أسعار الملابس الجاهزة نتيجة لقيام الحكومة برفع قيمة الضرائب على المحلات التجارية وضريبة المبيعات على الملابس لتعويض الخسائر الاقتصادية التى شهدتها البلد منذ 25 يناير. وأشار إلى تراجع حجم الإقبال الجماهيرى على شراء الملابس الجاهزة بنسبة 15% عن العام الماضى، وأن معدل القدرة الشرائية للملابس الجاهزة لموسم الصيف لم يتجاوز 60% مقارنة بـ 75% للعام الماضى.
 
وأضاف أن حجم الخسارة التى تكبدها خلال موسم الشتاء الماضى والتى بلغت 85% دفعته لتوخى الحذر عند شراء ملابس الموسم الصيفى. وأوضح محمود حمدى، صاحب محل ملابس بمصر الجديدة، أن أسعار ملابس هذا الموسم تبدأ من 85 جنيهاً للبلوزة وتصل لـ400 جنيه للبذلة أو التيير.. مشيرا إلى انخفاض معدل القدرة الشرائية للمواطنين للملابس الجاهزة بنسبة 50% عن العام الماضى، قائلا" إذا كان عدد الزبائن فى اليوم الواحد للعام الماضى يبلغ 20 زبوناً، فعدد الزبائن لهذا الموسم لا يتجاوز 10 زبائن".
 
أما حسن الصبان تاجر جملة يقول أن الزيادة تجاوزت الـ80 % فزى الفتيات "الدريل" ارتفع سعره من 30 جنيهًا إلى 50 جنيهًا أما زى الأولاد فغالبا مايسلم بواسطة المدرسة.. ويفسر اختلاف سعر المحل عن سعر البضاعة المباعة على الرصيف إلى النفقات التى يتكبدها المحل من كهرباء رواتب عمال وضرائب.
 
ويشكو حسن من غياب الأمن فى الشارع الذى أصبح شيئا مرعبًا حيث يقطع الباعة الطريق على الزبائن ويدخلون معهم فى صراعات طوال النهار وغالبا ماتنتهى بعلقة سخنة للزبون فالبائع المتجول لم يعد يهاب الشرطة ولم يعد هناك بلدية تستطيع رفع هذه الاشغالات من على الطريق.