الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأنبا دميان راعى الكنيسة الأرثوذكسية بألمانيا : لو واجهت ألمانيا ما واجهناه من إرهاب لكان رد فعلها أكثر عنفاً

الأنبا دميان راعى الكنيسة الأرثوذكسية بألمانيا : لو واجهت ألمانيا ما واجهناه من إرهاب لكان رد فعلها أكثر عنفاً
الأنبا دميان راعى الكنيسة الأرثوذكسية بألمانيا : لو واجهت ألمانيا ما واجهناه من إرهاب لكان رد فعلها أكثر عنفاً




أجرى الحوار فى برلين: أحمد إمبابى

حرص وفد من قيادات الكنيسة الأرثوذكسية فى ألمانيا على الحضور لمقر إقامة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى ألمانيا ومشاركة الجالية المصرية فى الخارج الترحيب بالرئيس والوفد المرافق له.
وفى مدخل الفندق الذى أقام فيه الرئيس، حضر الأنبا دميان راعى الكنيسة الأرثوذكسية بألمانيا وحرص على مقابلة أعضاء الوفد المصرى، بل شاركه عدد من القساوسة المصريين الذين يقيمون فى ألمانيا لحضور لقاء الرئيس مع الجالية المصرية هناك.


الأنبا دميان هو مصرى يقيم فى ألمانيا منذ عام 1980، أى منذ أكثر من 35 عاما، هو وأشقاؤه، عمل هناك وارتبط بدوائر وشرائح ألمانية مختلفة، حتى أصبح راعى الكنيسة الأرثوذوكسية هناك.
وقال اﻷنبا دميان، راعى الكنيسة الأرثوذكسية بألمانيا إن الدولة المصرية ماضية بنجاح فى إقناع السياسيين اﻷلمان والقيادات المؤثرة فى المجتمع اﻷلمانى بحقيقة اﻷوضاع فى مصر، وبأن ثورة 30 يونيو قامت ضد الفاشية الدينية، وأن البلاد تواجه إرهابا متعاظما.
وأضاف دميان فى حوار خاص أن «حضور قيادة سياسية مثل النائب فولكر كاودر، زعيم اﻷغلبية البرلمانية فى البوندستاج، للقاء الرئيس واقتناعه بخطورة ما يهدد مصر من إرهاب، هو تقدم على مستوى تعريف الألمان بالواقع والرؤية المصرية».
وحول نبرة الإعلام اﻷلمانى المنتقدة للحكومة المصرية والمتعاطفة مع جماعة اﻹخوان، أكد دميان أن «هذا يدل على أهمية موعد زيارة الرئيس السيسى إلى ألمانيا، وما يتوجب على أفراد الجالية المصرية القيام به لنشر الحقائق بدﻻ من الأكاذيب التى ترددها جهات أخرى».
وأعرب دميان عن رضاه عن التصريحات التى أدلت  بها المستشارة اﻷلمانية أنجيلا ميركل فى المؤتمر الصحفى الذى جمعها بالرئيس السيسي، ووصفها باﻻحترام وأنها تدل على تقدير شخص الرئيس وأهمية مصر اﻻستراتيجية واﻻقتصادية ﻷلمانيا».
وإلى نص الحوار..
■ كيف تابعت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى ألمانيا مؤخرا وأهميتها بالنسبة لمصر؟
- زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لألمانيا فى غاية الأهمية، لأنها أكبر دولة أوروبية ولها رأى مؤثر جدا فى الاتحاد الأوروبى، لا يوجد قرار فى الاتحاد الأوروبى يتخذ بدون ألمانيا التى تعتبر ركنا أساسيًا بالاتحاد، ومن هنا تكتسب زيارة الرئيس إلى ألمانيا أهمية كبيرة.
■ هذا على المستوى الرسمى فماذا عن المستوى الشعبى ونظرة الشعب الألمانى لمصر؟
- الشعب الألمانى محب للشعب المصرى بشكل كبير، فهم درسوا تاريخنا ويعرفون الحضارة المصرية وهم يدرسونها وهم أطفال، وأهم سياح يزورون بلدنا هم الألمان، كما أن ألمانيا لها دور مهم فى التعليم  فهناك الجامعة المصرية الألمانية، هذا بجانب مجالات تعاون مختلفة مثل الصناعة والتعليم والسياحة والتسليح.
■ ولكن هناك دوائر فى ألمانيا وفى الإدارة الألمانية لا تحمل نفس الروح من العلاقات المشتركة؟
- عندما تابعت كلام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن الزيارة الخاصة بالرئيس السيسى وتقديرها لخطورة الموقف فى مصر وأهمية موقعها وعلاقتها بالبلاد المجاورة مثل ليبيا والسودان وسوريا.
والأسلوب الذى تحدثت به المستشارة الألمانية وجدت فيه حبا كبيرا ورغبة قوية جدا للتعاون ونظرتها لبلدنا والرئيس فيها احترام وتقدير، وكان من الضرورى أن يكون لها حديث فى قضايا إقليمية مثل القضية الفلسطينية وما يحدث فى غزة،  وأيضا تحدثوا فى أمور فى منتهى الخطورة وتعجبت من كم الموضوعات والقضايا التى تناولها الطرفان وتم ذكرها من ضمنها الإرهاب.
وأريد أن أؤكد أن الزيارة تاريخية ولن تكون آخر الزيارات بين البلدين، لأن العلاقة ممتدة، ومعنى أن تقرر شركة سيمنز استثمارات بقيمة 8 مليارات يورو فى مصر معناه أنهم يشعرون بأمان وأن مصر تستحق الاستثمار.
■ أيضا الألمان ينتقدون ما حدث فى 30 يونيو، ويدعمون بأشكال مختلفة جماعة  الإخوان ويرفضون تصنيفها كجماعة إرهابية كيف ترى ذلك؟
- نحن هنا فى ألمانيا السفير المصرى وأعضاء السفارة والجالية وكرجال دين فى الكنيسة قمنها بمجهود كبير على مستوى ألمانيا وأوروبا، ونعرف المسئولين هنا خاصة فى البرلمان ومن بينهم كاودر زعيم الأغلبية فى البرلمان ونقلنا لهم الصورة الصحيحة بأن ما حدث ثورة شعبية وليس انقلابا.
فهم يرون منذ عام 1952 حتى اليوم رؤساء مصر لهم خلفيات عسكرية ويعتبرون أن الماضى يعيد نفسه، ولذا شرحنا لهم كيف تم ما جرى وهذا هو السبب الذى جعل فولكر كاودر يستقبل الرئيس السيسى بتقدير وهو أقوى شخصية سياسية فى ألمانيا وصانع اللعبة السياسية هنا.
■ وكيف ترى الانقسام فى الإعلام الألمانى حول زيارة الرئيس؟
■ ألمانيا تحترم الرأى الآخر، يعنى تحترم رأى المعارضة وأن يعبر كل اتجاه عن رأيه، ولكنها لاتحترم العنف ولا الإرهاب ولا القتل ولا الجريمة والخراب ولا الكذب.
ونحن نحتاج أن نفصل بين العنف والإرهاب الذى يحدث وبين الدين الإسلامى وتعاليمه المعتدلة، ولذا محتاجين أن نضع يدنا معا لتوضيح تلك الصورة، لمستقبل بلادنا وحتى لا يتكرر الدمار الذى شهدته مصر خلال عام حكم مرسى.
فمثلا أنجيلا ميركل وهى أقوى مستشارة مرت بتاريخ ألمانيا حصلت على نسبة أصوات 44 % من الشعب الألمانى، ويقال إنها أقوى امرأة سياسية فى العالم فالمعارضة أمر طبيعى فى ألمانيا.
■ هل تقدر الإدارة الألمانية والمجتمع الألمانى التحديات التى تمر بها مصر من عنف وإرهاب ومشاكل اقتصادية واجتماعية متراكمة؟
- ألمانيا تريد أن تصل للشعب المصرى أن تستمع للآراء الأخرى حتى لو كانت معارضة وأن نحترمها، يجب أن تعرف ألمانيا أنه لا يمكن تطبيق كل النظم المطبقة لديها فى بلادنا.
لو رأوا ماذا تم لدينا وما حدث لنا ستتصرف بعنف أكبر لو مرت بما عشناه من تدمير وحرق للهيئات وقتل وإرهاب لتصرفت بعنف أكبر.
مصر تصرفت برحمة مع كل من ارتكب جرائم عنف وإرهاب ضد أبنائها
■ بحكم إقامتك الدائمة فى ألمانيا هل وسائل الإعلام الألمانى يقودها لوبى معين تجاه سياسات معينة؟
- هذا يوضح لنا أن الزيارة التى تمت اليوم كانت مهمة جدا وأن الطريق طويل حتى تصحح أفكار خاطئة وتوضح أمورا غير صحيحة، وحتى تتخذ الوضع اللائق، فمثلا أنت قادم من مصر لأول مرة ولكن هنا أناس تعيش منذ سنوات وأناس تجيد اللغة الألمانية ولها مصالح خاصة مع النظام السابق وهذا يوضح لنا حجم المسئولية التى يجب أن تقوم بها مصر وهذا ما نقوم به.
■ كيف توصل الجالية المصرية رسالتنا للمجتمع الألمانى وهل هناك تقصير فى توضيح الصورة الحقيقية؟
-يجب أن يكون هناك تعاون وثيق بين السفارة وبين الجاليات الموجودة هنا، وأن تقوم السفارة بفتح أبوابها حتى تستقبل كل الهيئات والجاليات وتبادل للفكر وخطة عمل مشتركة
يجب أن يكون هناك فى السفارة المصرية مكتب للمجاملات فى العيد القومى لألمانيا يبعث برسالة للمستشارة، وفى أعياد ميلاد المسئولين من المستشارة والرئيس.
■ وما هو العائد الذى ستستفيد منه مصر من هذه الخطوة؟
- هذا يجعل هناك تقاربا فى الفكر، وكلما كانت العلاقات الإنسانية قوية كلما كان مردودها السياسى جيدا وكانت النتائج جيدة.
■ هل معنى ذلك أن لدينا مشكلة فى التواصل المجتمعى والشعبى بين البلدين؟
- يجب أن تكون هناك احتفالات مصرية تقيمها السفارة تعرفهم بالموسيقى الخاصة بك وثقافتك وعاداتك وتاريخك ومعارض مصرية.
■ هل الجالية المصرية والمصريون فى الخارج يمكن أن يكون لهم دور مؤثر فى ذلك؟
- هذا دور متكامل من إعلام ومن الحكومة والخارجية والعلاقات الشعبية والمجتمعية، فألمانيا تنظر لنا نظرة احترام.. والمصلحة العليا لنا هى احترام بلدنا والحفاظ عليها وأمانها وسلامها ووقف أى محاولات لتدميرها.
■ وما الدور الذى تقومون به كرجال دين لكم تأثير فى قطاعات وشرائح مختلفة بألمانيا؟
- نقوم بدور كبير جدا، الدير الخاص بنا عبارة عن سفارة مفتوحه 24 ساعة، وما تقوم به السفارة المصرية نقوم به، فنحن نرتب محاضرات للألمان، وندوات ومعارض، ونأخذ بعض الألمان ونزور مصر ونزور بعض الأماكن المقدسة فى مصر، ونزور الآثار الفرعونية والمصرية والقبطية والدينية.
■ ما المساعدات التى يمكن أن تقدمها ألمانيا لمصر فى أوروبا؟
- قبل السؤال وقبل ما تطلب الألمان كيف يتعاملون معك، نسأل هل نحن مستريحون فى السياسة الداخلية لنا أم لا؟، لو أنا مستقر وناجح داخليا، الناس هتيجى خلفك وتطلب ودك.
نحن لسنا فى حاجة لتمثيلية لإرضاء الألمان ولكن فى حاجة لعمل نافع مثل من لا يجد عملا نوفر له فرصة عمل، نوفر علاجا جيدا للمرضى، وتعليما جيدا ولا يصح أن نكون فى القرن 21 ولدينا نسبة أمية كبيرة.
■ كيف ترى حجم الاستثمارات المشتركة بين البلدين فى الفترة المقبلة خاصة بعد توقيع اتفاقية إنتاج الكهرباء مع شركة سيمنز؟
- هذا دليل ومؤشر جيد عن ثقة فى الاقتصاد المصرى، وأيضا مشروع مثل قناة السويس الجديدة، أعظم دعاية لمصر خلال  القرن 21 لأن فيه جهدا وعملا كبيرا.. فيجب أن نستكمله ونوفى بوعودنا مع الجميع وهذا سيكون أعظم دعاية.
■ ما رسالتك للمصريين فى الخارج وأيضا للمصريين فى تعاملهم مع المجتمعات الأوروبية حتى نوثق علاقتنا بهم؟
- يجب أن تكون لدينا ثقة فى نفسنا، ويجب أن نستحمل أوجه النقد ونتعامل معها فنحن لدينا اسباب كاملة تجعلنا فخورين ببلدنا لأنه لا يوجد بلد على الكرة الأرضية أعطت حق اللجوء للعائلة المقدسة مثل مصر وهذا تاريخ دينى مهم، وبالتالى هذه أرض مقدسة لها مميزات لا توجد بأى بلد على الكرة الأرضية ويجب استثمارها والاستفادة منها.