الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بحث يرصد خصوصية «الولى» فى الرواية العربية

بحث يرصد خصوصية «الولى» فى الرواية العربية
بحث يرصد خصوصية «الولى» فى الرواية العربية




كتبت - رانيا هلال


تحت عنوان  «صورة الولى فى الرواية العربية» ناقش الباحث والشاعر الضوى محمد الضوى مؤخرا رسالة الماجستير بكلية الآداب بجامعة المنيا والتى حصلت على درجة الامتياز، وقد حاول هذا البحث دراسة «صورة الولى فى الرواية العربية المعاصرة»، من خلال مجموعة الخصائص الجمالية والفنية، والتشكيلات الدلالية التى يحققها وجود «الولى» فى النص الروائي، عبر تضافر عناصر بناء العمل المختلفة بداية من شخصية الولى ومرورا بالشخصيات المساعدة، والأحداث، واللغة، ومستعرضا ذلك الفضاء الروائى: زمانا ومكانا.
ويُقصد بالولى أحد الصالحين الذين يتميزون بالتقوى عادة، ويظهرون من الكرامات-أثناء حياتهم أو بعد موتهم- ما يدل على جدارتهم بلقب الولاية، وبالتالى يحاطون بالعديد من مظاهر التكريم أهمها بناء الأضرحة، وتقديم النذور، والزيارة، وإقامة الموالد وغيرها، بحيث يكون البحث مُنْصَبًّا فى جانبين متضافرين: وهما المتن الثقافى لموضوعة الولي، والتوظيف الفنى لهذا المتن داخل العمل الروائى.
ويرى الباحث أن صورة الولى بالرغم من كونها نتاجا لمصادر ثقافية عديدة، فإن التصوف الإسلامى هو المصدر الرئيسى لها، وهو أيضا حلقة الوصل بين الوعى الرسمى بالولى- ممثلا فى النصوص الدينية التى انطلقت منها الصوفية- والوعى الشعبى به؛ ممثلا فى الممارسات الشعبية التى يحيط بها الناسُ الأولياءَ من مظاهر التقديس المختلفة.
وتشير الدراسة التى أعدها الضوى أن ُّ الولىُ يعتبر بطلَ تلك التجربةِ؛ إذ تجتمع فى شخصيته ممارساتها، ويخوض هو تجربتها، ثم يتذوق ثمارها، وتتحقق على يديه خوارقها، وكراماتها. ولقد أسهمت روافد عديدة، فى تطوير اصطلاح الولاية وإنضاجه فى الثقافة الرسمية، حتى وجدناه بصورته الصوفية، ثم عَلقَتْ بالصورة التى انتهت لدى الصوفية إضافاتٌ أخرى أنتجها الوعى الشعبي، بطموحاته إلى رأب صدع الواقع، وإكمال نقصه، حتى تجلت لدينا الصورة المعروفة للولى لدى عامة الناس فى بلادنا العربية، مُسْتَمِدَّةً ملامحَها من الثقافتين الرسمية والشعبية.
وانتقى الباحث متنا لدراسته عينةً من الروايات التى تنتمى لكتابٍ مصريين وآخرين سودانيين، وفقا للمعيار المحدد سلفا، وهو مجموع تصورات الوعيين الشعبى والرسمى عن الولي، فمن مصر يعتمد البحث على روايات: «اللص والكلاب» لنجيب محفوظ، و«أيام الإنسان السبعة» لعبد الحكيم قاسم، و«قنديل أم هاشم» ليحيى حقي، و«لحس العتب» لخيرى شلبى، و«سيرة الشيخ نور الدين» لأحمد شمس الدين الحجاجي. ومن السودان: «عرس الزين» للطيب صالح، و«كياح» لخالد عويس..ويتمتّع هذان البلدان دون غيرهما من البلدان العربية بخصوصية ثقافية، أثرت صورة الولى فيهما، وتبعا لذلك تأثّر الإنتاج الروائى العربى الذى تعرّض لموضوع الولى فيهما بهذه الخصوصية، والتى ترجع لأسباب عديدة، منها وحدة البيئة التى أثمرت وحدة الأصول الثقافية لمفهوم الولاية، تبعا لوحدة الميراث الثقافى بشكل عام، ومن ثَمَّ جاءت الملامح الواحدة لصورة الولى فى المنتج الروائى.