الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية لـ«وزاليوسف»: استغلال شهر رمضان فى العبادة والطاعة واجب ..وأحرص على تناول الإفطار مع الأسرة

الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية لـ«وزاليوسف»: استغلال شهر رمضان فى العبادة والطاعة واجب ..وأحرص على تناول الإفطار مع الأسرة
الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية لـ«وزاليوسف»: استغلال شهر رمضان فى العبادة والطاعة واجب ..وأحرص على تناول الإفطار مع الأسرة




أكد د. شوقى علام مفتى الجمهورية أن شهر رمضان يجب استغلاله فى العبادة والطاعة وان يغتنمه الجميع لرفع الشحناء والبغضاء فى المجتمع، ويعود المصريون فيه لروح الود والتفاهم، وانه لابد من توجيه الزكاة للمؤسسات الخيرية لامتلاكها أساليب تصل من خلالها لكل شرائح المحتاجين.
وشدد فى حواره مع «روزاليوسف» أن انتهاء فوضى الفتاوى يتحقق بلجوء المواطنين إلى المتخصصين والعلماء لطلب الفتوى، وأن التطاول على العلماء بسبب أهداف سياسية مرفوض وليس من الإسلام، وفيما يلى نص الحوار:
■ كيف يقضى فضيلة المفتى شهر رمضان؟
 شهر رمضان هو شهر القرآن، وشهر العبادة والذكر والصدقة، هو شهر الرحمة والمغفرة، وهو سيد الشهور كلها، اختصه الله تعالى بالخير العظيم فأكثر فيه من الغفران، ومحو السيئات، وإقالة العثرات، ورفع الدرجات ومضاعفة الحسنات، واستجابة الدعوات، ونجى فيه من النار كثيرًا، وعم فيه الخير واليمن والبركات، وهو شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وتصفد فيه الشياطين، لذا علينا أن نستغل هذا الشهر الكريم فى العبادة والطاعة وألا نهدر أوقاتنا فى أشياء غير ذى جدوى، بل يجب علينا أن نطلب فيه العلم ونجالس العلماء والصالحين، فشهر رمضان هو فرصة عظيمة علينا ألا نفوتها بل نغتنمها ونستفيد منها، بالنسبة للعلم والعبادة والطاعة لله تعالى فى كل شئون حياتنا.
■ وكيف يمكن تعويد الأبناء على الصوم من خلال تجربتكم الشخصية؟
 رمضان فرصة عظيمة للآباء والأمهات لكى يعودوا أبناءهم على الصيام، وذلك من خلال تشجيع الأطفال على الصيام بمكافأة عن كل يوم يصومونه، وأن يحفز الوالدان الطفل على الصيام بالإطراء والمدح والهدايا البسيطة عن كل يوم قام بصيامه، وأيضًا عليهم أن يتبعوا مبدأ التدرج فى الصيام، فيمكن التغاضى فى أول يومين أو أسبوع إذا لم يكمل الطفل الصيام لبقية اليوم أو أنه تناول الماء فى وسط النهار، فمن خلال التدرج سيتعلم الطفل الصيام، ومن خلال التشجيع والتحفيز سيداوم الطفل إن شاء الله على الصيام.
■ وهل تواظب فضيلتكم على الإفطار الأسري؟ وما أهميته بالنسبة لكم؟
 نعم فأنا حريص جدًّا على تناول الإفطار مع الأسرة فى هذا الشهر المبارك، فهو فرصة عظيمة لتجمع الأسرة فى هذه الأيام المباركة، لأننا فى غير رمضان لا نجتمع على المائدة كثيرًا نظرًا لكثرة الانشغالات، ورمضان هو الفرصة الوحيدة لتجمع الأسرة، وهو فرصة عظيمة لأن تلتف الأسرة حول مائدة واحدة يتناقشون فيما بينهم عن شأنهم الخاص فى ود ومحبة؛ فالاجتماع عامل مهم فى ترابط الأهل بعضهم ببعض، وخاصة فى مواسم الطاعات، ورمضان فرصة كبيرة للكثير من العائلات فى التزاور، وتجديد العلاقات، وصلة الرحم، وإزالة الكدر، الذى قد يؤثر على العلاقات بسبب بعض الأخطاء فى التعامل.
■ وكيف ترى مواقف المسلمين اليوم من إدارة الزكاة لا سيما فى شهر رمضان؟
 لقد امتدح الله المزكين فقال: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ}، فالحكمة منها تطهير النفوس من البخل، ‏ وهى من أعلى درجات التكافل الاجتماعي، مما يؤدى إلى تقارب المجتمع وتكافل أفراده ‏وهى عبادة مالية، وهى أيضًا سبب لنيل رحمة الله‏ تعالى، ولا بد أن توجه الزكاة إلى مصارفها فى كفاية الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل وأصحاب الحاجات، وكغيرها من العبادات يكون ثوابها فى رمضان مضاعفًا، ولا بد أن توجه الزكاة إلى المؤسسات الخيرية لأنها أصبحت تمتلك من الأساليب ما تستطيع من خلاله الوصول إلى كل شرائح المحتاجين.
■ وكيف نجعل من رمضان فرصة لإعادة تشكيل شخصية المصريين بعد فترة طويلة من المشاحنات الثورية، والتخوين المستمر؟
رمضان شهر الرحمة والمغفرة وأولى بنا أن نتراحم فيما بيننا ونغفر ونصفح ونعود إلى سابق عهدنا من الالتفاف حول غاية واحدة وهى مصلحة الوطن وإعلاء كلمته حتى لا يدب الفشل فيما بيننا لقوله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، كما أن علينا أن نطهر أنفسنا من الحقد والضغائن ونصفيها من كل شائبة علقت بها فى الأيام السابقة ونجعل من هذه الأيام المباركة البداية لمرحلة جديدة قوامها التوحد والعمل والبناء ونبذ الخلاف والفرقة.
■ اذا انتقلنا للفتوى فمتى ينتهى تضارب الفتاوى؟ وبماذا تنصح الناس فى رمضان؟
 ينتهى ذلك بانتهاء فوضى الفتاوى والتى ستنتهى بلجوء المواطنين إلى المتخصصين والعلماء عند الحصول على الفتاوى، وعدم الانسياق وراء هذه العشوائية التى تصيب الناس بالبلبلة والتشويش، لأن هذه الفوضى تحدث عندما نسمى الإجابة عن أى سؤال بأنها فتوى، أو نصور الرأى على أنه فتوى، لذا فنحن نؤكد أن الفتوى أمر يتعلق بالعمل، والتفريق بين المسائل والقضايا وبين الرأى والفتوى وإجابة السؤال أمر مهم جدًّا، وهذا سيكون من خلال المؤسسة الرسمية المسئولة عن الفتوى، وأقول للناس إن رمضان فرصة ومحطة ينبغى استغلالها، وكما جعل الله تعالى الصلاة محطات فلنجعل نحن رمضان بداية عام جديد نستقبل به عامًا آخر نرجو الله تعالى أن يكرمنا فيه أكثر من العام الماضى، وأقول لهم أيضًا لا تنسوا مصرنا الحبيبة بالدعاء بعد أن منَّ الله تعالى بهذه النعم على وطننا الحبيب، ونسأل الله تعالى أن ينعم على أهل مصر بالأمن والأمان والاستقرار فى عهدها الجديد.
■ وكيف ترى التطاول على العلماء بسبب أهداف سياسية؟
 هذا أمر مرفوض وليس من الإسلام الذى يدعو إلى مكارم الأخلاق التى هى عنوان الشعوب وحثت عليها جميع الأديان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً»، فعلى الجميع ضرورة الالتزام بـأدب الحوار وقواعد الاختلاف فى الرأي، وعدم التطاول على العلماء، بل يجب تقديرهم وإجلالهم.