الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى حوار لـ«روزاليوسف»: مبادرات السلام «ماتت».. ولا بديل عن إعادة النظر فى جميع الاتفاقيات مع إسرائيل

الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى حوار لـ«روزاليوسف»: مبادرات السلام «ماتت».. ولا بديل عن إعادة  النظر فى   جميع الاتفاقيات مع إسرائيل
الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى حوار لـ«روزاليوسف»: مبادرات السلام «ماتت».. ولا بديل عن إعادة النظر فى جميع الاتفاقيات مع إسرائيل




حاوره فى «رام الله»:  أحمد قنديل
ثمن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس تحركات الرئيس عبدالفتاح السيسى على الصعيد الداخلى والخارجى واختص موقفه الداعم للقضية الفلسطينية وقت الحرب على قطاع غزة الأخيرة.
وقال فى حوار استمر لأكثر من 40 دقيقة اختص به روزاليوسف دون وكالات أخرى أمريكية وفرنسية من داخل الاراضى الفلسطينية المحتلة لو استمعت حماس لمبادرة السيسى لحافظنا على 2150 شهيدًا قبل أن تستمر الحرب خمسين يوما وبعدها توسلت لنا حماس دون شرط أو قيد لوقف الحرب.
وكشف أبو مازن عن محاولات فرنسية لاستئناف المفاوضات مع الإسرائيليين ولكنها باءت بالفشل هذا بالإضافة إلى معركة الفلسطينيين القادمة مع الاحتلال وتتركز على محورين إعادة النظر فى المعاهدات والجنائية الدولية.
وتطرق إلى دور الإخوان فى دعم حماس على حساب القضية الفلسطينية وتنازل الإخوان عن مساحات لصالح الحركة وهنا صحت قائلا: أرض المصريين لمصر وأرض الفلسطينيين لفلسطين وتطرق الحوار الى محاولات حماس لعقد اتفاق جديد بما يسمى مكة 2 على غرار مكة 1 وقلت لهم الاتفاق جاهز بالقاهرة وعلى حماس أن تعلن جديتها فى إجراء الانتخابات كما كشف عن مفاوضات مباشرة تجرى حاليا بين الحركة والإسرائيليين لبناء دولة غزة وإلى نص الحوار:


■ بعيدا عن الحروب العسكرية  كيف ترى نجاح الدبلوماسية الفلسطينية فى عزل الجانب الإسرائيلى مما دعا لتلقيبك ببورقيبة القضية الفلسطينية وملاك السلام؟
- نحن خلال الظروف التى نعيشها لابد وأن نتخذ سياسة  معينة الظروف العربية والفلسطينية والدولية  وقناعاتنا أنه يمكن أن نصل لشىء من خلال السلام وبالتالى كانت توجهنا للعالم الداخلى والخارجى أننا طلاب سلام وهذا هو تفسير لمن أطلقوا على لقب بورقيبة فلسطين والسبب أنه كان يؤمن بالمرحلية وبالمفاوضات ولا طريق أمامنا  الآن سوى المفاوضات وهذا يحرج الجانب الإسرائيلى لأنه لايريد مفاوضات ولا غير مفاوضات وليس لديه مانع من استعمال العنف وهذا ماسحبناه من يديه.
الدبلوماسى الإرهابى
■ وماذا عن لقب «الدبلوماسى الإرهابى» أيضا ؟
- لقبت بلقب جديد لى هنا من قبل الإسرائيليين وهو الدبلوماسى الإرهابى أو الإرهابى الدبلوماسى وهو أن استعمل الإرهاب بالدبلوماسية والسبب أننا نشتغل بالطرق الدبلوماسية وكسبنا الكثير من دعم مساندة دول كثيرة بالعالم وأعطيك نموذجًا على ذلك أولا عندما ذهبنا الى الجمعية العامة للحصول على العضوية  حصلنا على 138 صوتًا و42 صوتا لم يصوتوا بنعم أو بلا وهؤلاء ليسوا ضدنا وكل ماحصلته أمريكا 8 أصوات منها 4 دول معروفة و4 دول غير معروفة.
■ وما تفاصيل حملة عزل إسرائيل سياسيا واقتصاديا؟
- وهذه الحملة التى بدأت قبل 2012 ومستمرة حتى الآن جعلت أوروبا جميعا تقول إن الاستيطان غير شرعى وقالت واشنطن على لسان وزير خارجيتها جون كيرى أيضا أن الاستيطان غير شرعى وأكثر من ذلك أن أوروبا تقدمت خطوة أخرى إلى الأمام وهى أن تقاطع كافة المنتجات والتى تأتى من المستوطنات باعتبارها غير شرعية  وهذا لم يحدث بالتاريخ أن أوروبا تتخذ مثل هذه المواقف ولذلك نحن سائرون فى هذا السياق وأكثر من ذلك لن نتوقف وهذا ماتحدثت به خلال اتصالى بعدد من المسئولين الأمريكان أن هدفنا هو عزل سياسة إسرائيل  لأن السياسة التى تتبعها فى العنف والإرهاب والقمع  والاستيطان والبلطجة كل ذلك بدأنا فى كشفها وهدفنا عزلها وهم يقولون أنت تريد عزل إسرائيل وقلت لهم أنا اعترف بإسرائيل ولكن أطالب بعزل سياساتها وإذا كنت لا أنوى الاعتراف بها كنت قطعت صلتى بها ولا اريد أن أقاطعهم بل اعزل سياساتهم الخارجية فى جميع دول العالم والحمد لله تمكنا من أن ننجح فى ذلك وهذا ماجعل بابا الفاتكيان والذى أتى لزيارتنا مؤخرا أن يغير مسار برنامجه وأن يصلى عند حائط البراق وصلى هناك وهذا لم يكن ضمن برنامجه وذلك ليقول للعالم نحن ضد الحائط والذى تحاول إسرائيل تهويده وعندما تحدثنا معه لم ير علينا  أى ملاحظة على مانقوم به وكذلك ليس هو فقط بل الجميع يشهد أننا لم يؤخذ علينا ملاحظات من أى جهة كانت بما فيها أمريكا ولاحتى أى إسرائيلى نصف عاقل نقول له تعال نحن أين أخطأنا ويكون الرد لم نخطئ نحن لم نرتكب أى خطأ لكن فى نفس الوقت ندافع عن قضيتنا وحقوقنا ودولتنا التى يجب أن تكون على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وهذا هو السلام وليس اختراعا وليس نحن من فرضنا على العالم والأمم المتحدة والذين يقولون ان حدود دولتنا هى حدود عام 67 والقدس الشرقية عاصمة لها إذن ليس هناك خطأ فيما نقول.
■ إلى أين وصل ملف الجنائية الدولية حتى هذه اللحظة؟
- بعد أن أصبحنا أعضاء مراقبين فى الأمم المتحدة  أتيح لنا أن ننضم الى 522 منظمة دولية وكنا نتحدث مع الأمريكان والإسرائيليين بمنتهى الصراحة أننا سوف نتوجه إلى المنظمات الدولية كانوا يقولون لنا أصبروا بعض الوقت نقول لهم لمتى لأسبوع موافقون أن نصبر لأسبوع أو أسبوعين أو لثلاثة ولشهر وننتظر أى رد ولكن لن نصبر طويلا وقلنا لهم كذلك وهذا ماحدث  أول مرة فى أول ابريل من عام 2014 حيث انتهت مدة المفاوضات والتى كانت مقررة لهذا التوقيت والتى كانت بيننا وبين الجانب الإسرائيلى ولكن بدون نتيجة ونتينياهو رفض إطلاق سراح ما اتفقنا عليه ماقبل عام1993 فقلنا لهم أن الغد سوف نوقع على عدد من المنظمات والمعاهدات الدولية ووقعنا بالفعل وتم التوقيع على 20 منظمة وواصلنا طريقنا وكانت المرة الثانية فى 30 ديسمبر من العام الماضى وقلنا للأمريكان إنكم فشلتم فى أن تحققوا لنا العدالة والمفاوضات لم تنجح لذلك سوف نتوجه إلى مجلس الأمن وبذلوا كافة جهودهم لكى نفشل فى الوصول الى مجلس الأمن وحصلنا على ثمانية أصوات بعد أن نجحوا فى تغيير مسار التصويت لدولة نيجيريا فى اللحظات الأخيرة لكى تصوت لصالحنا بمجلس الأمن ولم نستسلم فى اليوم التالى 31 ديسمبر اجتمعت بالقيادة المركزية واتخذنا قرارًا أن نتوجه إلى الجنائية الدولية
■ كيف استعددتم لها؟
- وهذا يتطلب منا جهدًا كبيرًا عندما ذهبنا إلى الجنائية الدولية وهى أن تحقق لنا فى قضيتين الأولى الاعتداءات التى حدثت لقطاع  غزة وخاصة ماحدث مؤخرًا  والقضية الثانية هى  الاستيطان وبدأنا فى اعداد أنفسنا فى هذين الملفين وأقول لك أننا أصبحنا فى المرحلة الأخيرة فى قضيتين وهما الذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية وإعادة النظر فى جميع المعاهدات والاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلى لأنهم خرقوا كل المعاهدات التى وقعت منذ اتفاقية أوسلو وحتى وقتنا هذا ونحن مستعدون فى أى وقت للتوجه للجنائية الدولية وهناك زيارات لوزير الخارجية لدينا للجنائية من أجل الترتيب لهذا الأمر وليس لدينا أى مشكلة ففى الفترة الماضية قالوا لنا: الإسرائيليون لا تذهبوا للجنائية ونحن لدينا انتخابات داخلية ثم قالوا لنا لاتذهبوا ونحن نشكل حكومة جديدة.
■ تلك التحركات الدبلوماسية تقابلها عاصفة من الجانب الإسرائيلى قد تصل إلى اغتيالكم هل تتوقعون ذلك؟
- موضع الاغتيال والقتل أصبح أمرًا سهلاً إلى الآن نحن تحت الحكم الإسرائيلى أنا أدخل بإذن إسرائيلى  وأخرج بإذن إسرائيلى وهم يعرفون الآن أين أتواجد وإذا أرادوا أن يوجهوا صاروخًا من تل أبيب سوف يأتى عندى وعندك وأنت جالس معى فالاغتيال سهل بالنسبة لهم هذا أمر عادى وقلت لهم سابقا نحن جاهزون للاستشهاد أو للاعتقال وهذا لم أحسبها ولاتشغل بالى وإذا أرادوا أن يلجأوا لتلك الأساليب فأنا جاهز ومستعد لها ولكن لن نتراجع أهم شىء هو أننا لدينا قضية ولن أتنازل عنها ولا أتنازل على بند واحد من بنود تلك القضية.
■ هل هناك مؤشرات لاستئناف عملية المفاوضات أو هناك حلحلة من المجتمع الدولى لإحراز تقدم فى هذا الشأن؟
- الآن لايوجد شىء واضح كانت أمريكا طلبت من فرنسا قبل أشهر أن تعد  مشروع قرار لتقديمه إلى مجلس الأمن ولكن جرت العادة  أننا لم نعمل شيئًا الا عن طريق لجنة المتابعة العربية والتى تضم 18 وزير خارجية عربيًا  والتى تجتمع الآن بالقاهرة وكانت فى السابق تجتمع بالكويت مرة وأخرى بقطر وبالفعل اجتمعنا بالجامعة العربية وكنت حاضرا وقلنا فى هذا الاجتماع أننا نود أن نتوجه الى مجلس الأمن فقرروا تشكيل لجنة لكى تشرف على هذا الأمر وأن يكون القرار مصريًا أردنيًا مغربيًا والأمين العام لجامعة الدول العربية وبحضور وزير خارجية فلسطين وألا يكون القرار فلسطينيا بل عربيا وفرنسا بدأت فى الأعداد وكذلك وزراء الخارجية العرب اجتمعوا بوزير الخارجية الفرنسى حتى لايجهزوا قرارا ضعيفا وحتى لايضعوا بندا بالدولة اليهودية وهذا ما أرفضه ثم فجأة سحبت فرنسا مشروعها ومن هنا أمريكا لن تفعل شيئًا بحجة أنها مشغولة مع إيران فى اتفاقها النووى.
■ هل سبق أن رفضت إملاءات الجانب الأمريكى؟
- أكثر من 20 مرة رفضت بها تلك الإملاءات منها فى 2008 عندما قال لنا الأمريكان لاتذهبوا إلى قمة دمشق وفى القمة الإسلامية بطهران كذلك بالإضافة إلى الطلب الأمريكى بعدم الذهاب الى مجلس الأمن والى الأمم المتحدة للحصول على عضوية مراقب بها وهذا بالاضافة الى الضغوطات الامريكية تجاهنا فى مجلس الامن لرفض الاستيطان وعدم التوقيع على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والتى تمنح لنا حقوقنا وكذلك المطالبات بعدم إتمام  المصالحة الفلسطينية.
■ إذن ماذا بعد الحل السياسى طالما لايوجد جديد؟
-  نعم نحن الان لايوجد حل سياسى بل نعمل على قضايا أخرى كما ذكرت فى السابق وهى الجنائية الدولية واعادة النظر فى الاتفاقيات التى بيننا وبين الجانب الإسرائيلى مثل اتفاقية باريس والتى ظلمنا فيها حيث يقوم الإسرائيليون بحجز ومنع وتأجيل وسرقة لأموال السلطة وفى السابق تم حجزها لمدة أربعة أشهر وقلت لهم افعلوا مايحلو لكم لن نتراجع ولكن أعادوها وبعد أن قاموا بالخصم منها وعلى الرغم من أننا لدينا المرونة والدبلوماسية والاعتدال إلا أننا لدينا صرامة فى قضيتنا الأساسية وهى قضية الشعب الفلسطينى وما يتعلق بها من مكونات تلك القضية كما اعتمدت فى عام 1988 عندما أعلن الاستقلال كانت هناك قرارات سياسية وأنا ملتزم بها كلها مالم يغير المجلس الوطنى تلك القرارات ومادام لم يغير رأيه فهذا موقفى
■ هناك تقارير ذكرت أن الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر تدخل لديكم لتوقيع مايسمى باتفاقية مكة 2 على غرار مكة 1 ماموقفكم وإلى أين وصلت عملية المصالحة الفلسطينية؟
- أولا نعود إلى الوراء فى الأول من إبريل من عام 2014 أرسلت وفدا إلى قطاع غزة للاتفاق على المصالحة أو لإنعاش الاتفاق الذى عقد بالدوحة ثم بالقاهرة وهو اتفاق واحد لكى نرى مدى التزام حركة حماس بما تم الاتفاق عليه جميعا فقالوا: موافقون على المصالحة بتشكيل حكومة وفاق وطنى تكنوقراط من المستقلين ثم  الذهاب للانتخابات  وبدأنا بالفعل فى تشكيل الحكومة بالتوافق معهم وليس منهم ولا من غيرهم هم يقدموا لنا أسماء ولكن كانت تابعة لهم فقلنا لهم أعطونا أسماء مستقلة كما اتفقنا على تشكيل الحكومة وقمنا بتشكيل الحكومة فى الثانى من يونيو 2014 فى 12 يونيو قاموا بخطف ثلاثة من الاسرائيليين  تحدثت معهم هل أنتم من قمتم بذلك قالوا لا نعرف كما جاء على لسان خالد مشعل «على الطلاق مابعرف «ونتينياهو يوميا يتصل بى يقول لى حماس من قامت بذلك وأنا أقول له ليست حماس بناءا على حديثى مع مشعل ثم يخرج عضو من أعضاء الحركة باسطنبول وهو صالح العارروى فى مؤتمر أننا أسرنا الاسرائيليين الثلاثة وقتلناهم من أجل أن نستثير الشعب من أجل انتفاضة جديدة فى الضفة الجديدة وقطاع غزة وفى عرب 48 فقلت لخالد مشعل كيف يحدث ذلك فأقسم بالله أنه لايعرف فقلت له من خرج بهذا التصريح هو عضو بمكتبك السياسى للحركة وتعطل كل شىء ودخلنا فى الحرب على قطاع غزة
■ وهل تدخلتم لوقف تلك الحرب؟
- دعنى  أوضح لك  أمرا بما حدث فى تلك الحرب الأخيرة على قطاع غزة ماذا سوف أفعل فقمت بالاتصال بالرئيس السيسى  وقلت له نود أن تطرح  مبادرة منك لوقف تلك الحرب فقال لى كيف أطرح مبادرة فقلت له لابد وأن تطرح أنت مبادرة لانك خط التماس وهذا أمن قومى وأنتم مصر فقال لى سوف أطرح مبادرة من أجلك وأجل الشعب الفلسطينى ولكن حماس رفضت المبادرة واستمروا فى الحرب والتصعيد فى المطالب وكان وقت طرح تلك المبادرة كان لدينا 50 شهيدا وأثناء الحرب ذهبت مرتين على مصر وتركيا وقطر وأنت تفهم لماذا كل تلك التحركات ولاتوجد فائدة من ذلك وفى اليوم الخمسين للحرب بلغ عدد الشهداء إلى 2200 وعشرة آلاف جريح و80 ألف بيت مدمر مابين جزئى وكلى وظلت حماس تردد أنه لانقبل الا بعمل ميناء ومطار وأنا همى أن أنقذ أى شهيد جديد وعندى أى طفل أهم من هذا الميناء والمطار الذى تطالبون به  ولكن لم يردوا أو يسمعوا تلك النداءات وعندى أمر مهم جدا خلال تلك الحرب أنه  هناك 93 عائلة شطبت من السجل المدنى بالكامل  ولماذا لأن كل العائلة قتلت فى هذه الحرب والتى جرتنا اليها حماس فالجد والجدة والأب والأم والأبناء  والأحفاد جميعا قتلوا فمن يتحمل مسئولية ذلك وفى اليوم الخمسين أرسلوا لى ورقة من  القيادى بحركة فتح عزام الأحمد تقول أرجوك أن تعلن وقف إطلاق النار دون قيد ولا شرط فمن يتحمل مسئولية تلك الدماء  التى أريقت فأعلنا وقف اطلاق النيران لأننى أسعى أن أوقف أى نزيف جديد للدماء قبل أن يتزايد الاعداد أكثر وتوجهنا الى القاهرة بمؤتمر إعادة اعمار قطاع غزة من الدول المانحة والتى أكدت توفير 5 مليارات دولار والتى اشترطت أن تقدم هذا الدعم عن طريق السلطة وليس عن طريق حماس فاتفق روبرت سرى مبعوث الأمم المتحدة مع موسى أبو مرزوق  على أن تكون السلطة على الحدود وأن تتسلم المواد وتسلمها للأمم المتحدة وتقوم الأخيرة بعملية البناء واتفقنا على ذلك وبعد أسبوع توقف هذا الاتفاق ولم يسمحوا حتى بتنفيذ البند الأول بعدما تم الاتفاق عليه بين الحركة والأمم والمتحدة ولم اتوقف عن ذلك وقلت لابد وأن تتم الانتخابات كما قررت فى وقتها خلال 6 أشهر إلا أن الحركة بلطجت أيضا على هذا البند وليس لديهم نية لإجرائها فلا حكومة بتعمل فى القطاع ولا انتخابات موجودة ولا الدول سوف تمنح أموالها فالأمور تجمدت هنا جاء السيد كارتر.
■ ماذا قال لكم ؟
- قال لى إنه كان بالسعودية وتحدث مع جلالة الملك سلمان حول مكة 2 وقلت له ملك السعودية لو الطرفان موافقان على ذلك نحن مرحبين فعرض علىَّ كارتر الامر وقلت له أن  الملك سلمان  قال اذا طلب الطرفان ولذلك أكدت عليه لن أطلب  بعقد «مكة» 2  وقولت له كفانا مكة 2 وثلاث وجنيف ثلاث وأربعة وكل ذلك على أيه نحن لدينا اتفاق موقع يجب أن نسعى إلى تنفيذه وهو اتفاق المصالحة بالقاهرة  فقال لى كارتر ماذا تريد فقلت له أنا أريد ورقة من خالد مشعل أو إسماعيل هنية ليؤكد على اجراء الانتخابات فى الثلاثة أو الأربعة أشهر المقبلة فذهب ولم يعد.
■ إذن لايوجد أى منح أو مساعدات قدمت حتى الآن من الدول العربية والأوروبية لإعادة الإعمار.
- نعم كان هناك شرط للدول المانحة أن تكون السلطة على الحدود تستلم المنح وتعطيها للامم المتحدة لاعادة الاعمار وهذا لم توافق عليه حماس بعد أن أعطت موافقة سابقا وبصراحة لن تمنح تلك الدول الأموال لحماس لأنها سوف تسعى إلى بناء الأنفاق ليس لمصر فقط بل تصل حتى السودان.
■ إذن فحركة حماس باتت تخسر حلفائها كما حدث فى سوريا فمن أين تمول الحركة الآن؟
- إيران وتركيا من حلفاء الحركة وحماس تمول من بعض الدول العربية والإسلامية ومن أموال الضرائب الباهظة  وكل يوم يسعون الى فتح منفذ لهم جديد وأخرها ضريبة التكافل  علمنا أن نصف موازنة السلطة تذهب الى قطاع غزة  تشمل قطاعات التعليم والصحة والكهرباء  والمياه وكل شهر يخصم منا ذلك من أجل قطاع غزة أى أن حماس تقوم بالسرقة باسم الضريبة وتقول لهم أما الدفع أو الرحيل وأقول لك لو حركة حماس فتحت المعبر لن يظل أحد فى قطاع غزة والدليل أن المعبر فتح بعد الحرب والآلاف دفعوا الآلاف من أجل الخروج من قطاع غزة وماتوا فى عرض البحر .
■ فى ظل هذا الجمود فى ملف المصالحة هل لديكم النية باصدار إعلان عن موعد الانتخابات؟
- لن استطيع أن أعلن اجراء الانتخابات لأن ذلك يعنى فصل قطاع غزة عن الضفة انا لاأريد ذلك أنا أريد فقط أن يكون الوطن مكتمل غزة الضفة القدس الشرقية فأنا أعلم أنهم خطفوا قطاع غزة لكنى لن ألجأ للانتخابات حتى أقسم دولة فلسطين ولن أتحمل تلك المسئولية أبدا.
■ فخامة الرئيس هل هناك وجود لتنظيم داعش فى قطاع غزة؟
- فى قطاع غزة هناك الكثير من الأشكال والألوان  لأن الباب مفتوح، هناك سلفيون وجهاديون وإخوان الجبهة متسعة لآخرين فأنا لا أعرف أن هناك داعشًا أم لا ولكن غير مستبعد وأقصد أنه لايوجد مايمنع أن يكون فى قطاع غزة داعش لكن ليس لدىَّ معلومات عن تواجدهم من عدمه.
■ حركة حماس  تؤكد مرارًا وتكرارًا أنها لاتعترف بالدولة اليهودية ولاتنسق معم وتتهم من يتواصل معهم بالخيانة ولكن خرجت تصريحات تؤكد تواصل الحركة مع  الاحتلال كيف تفسرون هذا الأمر؟
- بالطبع هناك تنسيق أمنى على الحدود بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلى وهناك مساحة مابين الخمسين والستين مترا عبارة عن طريق  يتحرك فيه الجانبان بحرية  بعد الحدود وهذا ماحدث فى اتفاق الرئيس المصرى المعزول محمد مرسى وأرجعوا إليه  وماذكر فيه من بنود تؤكد رفض إسرائيل للاعمال العدائية وحماس وافقت عليه فى ظل حكم مرسى وهذا لم يلغ رغم وقوع الحرب على القطاع ولكن أؤكد أنه الآن مفاوضات مباشرة بين حركة حماس والإسرائيليين حول إقامة دولة غزة والتى تنوى حماس إقامتها وكانت تجهز فى عهد جماعة الإخوان وقالت لى الجماعة فى وقت حكمهم أنهم يريدون أن يعطوا «حبايبنا» أى الحركة كم كيلو متر فى سيناء وأنا قلت لهم فى هذا التوقيت لن أطلب أى سنتيمتر من مصر وأكدت أن أرض مصر لمصر وأرض فلسطين لفلسطين
■ إذن سيادة الرئيس كيف كنت سترى مصر الآن فى حال استمرار حكم جماعة الإخوان ؟
- قاطعنى الرئيس وقال لى أنت من تجاوب على هذا السؤال وتستطيع أن تقدر ذلك وكما قال الرئيس السيسى فى مؤتمره الاخير مع المستشارة الألمانية ميركل سوف تصبح مصر فى حال استمرار حكم تلك الجماعة فى حاجة إلى المساعدات تقدم لها عبر الطائرات ودعنى أقول أن ماحدث فى 30 يونيو 2013 هى معجزة بكل المقاييس وأنا ذهبت إلى مصر فى 7 يوليو عقب الثورة والمظاهرات المناهضة للجماعة وأعرف جميع التفاصيل بكل دقة وطلب من الرئيس المعزول فى وقتها قبل المظاهرات ثلاث مرات أن تعدل من وجهة نظرك ولم يهتم بما يحدث من غليان فى الشارع المصرى والتقيت بعدها الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور ومحمد البرادعى وأعطيتهم رأيى بصراحة ولكن فى الغرف المغلقة وبعدها صرحت بأن الشعب المصرى صنع معجزة الهية من عند ربنا وكان أداة فى هذه المعجزة ولكن بتوفيق من عند الله عزوجل وخرجت المظاهرات 30 مليونًا ولم أكن متأكدًا أنها سوف تفعل شيئا ثم جاء السيسى وكان بطلا وحمل روحه على كفه وكان من الممكن أن يعتقلوه أو يقتلوه بكلمة واحدة ولكن الحمد لله تحققت ارادة الله ومصر أصبحت بخير وعندما تصبح بخير نكون جميعا بخير وقلت لملك السعودية الراحل  عبدالله أن مافعله الرئيس السيسى أنقذك وانقذنا وقالى لى مظبوط.
■ كيف تنظر الى السياسة الخارجية الحالية لمصر ؟
- ممتازة جدا ورغم معارضة أوروبا لذلك بسبب مايدعون أنه انقلاب لأن أمريكا قالت انقلابًا اذن فالجميع يسير وراءهم ويقولون نفس الشىء لأنها لعبة مصالح ولكن دعنى أقول إن قبل الزيارة الأخيرة للرئيس السيسى بألمانيا أنا التقيت به مرتين الأولى فى موسكو والثانية فى منتدى دافوس بالاردن وكانت وسائل الإعلام تشن هجمة على ألمانيا وتطالب السيسى بالغاء الزيارة ولكننى قلت للرئيس يجب أن تذهب وتحكى وهذا اختراق عالمى حتى لو كانت الزيارة فقط للقاء ميركل يعد نجاحا وسبق وان التقيت ميركل وقالت لى أنا اعرف رأيك عن الرئيس السيسى ولكن تحدث معى بالتفاصيل عنه أكثر لذلك سياسته فى أوروبا حكيمة وفى العالم العربى ممتازة ونتمنى ان تستمر تلك السياسة لأن الهجمة ليست سهلة على مصر وهو سياسى محنك.
■ وكيف تفسر الهجمة على أحكام الاعدام؟
- هناك إعدام فى عدة ولايات بأمريكا وهناك دول كثيرة بها أحكام إعدام إذن فالقضاء المصرى له احترامه ومستقل 100% عندما يحكم يكون قراراه نزيها ونحن لدينا بقوانينا إعدام وتصل الى بصفتى رئيسا شرعيا للسلطة الوطنية الفلسطينية  وغالبا لا أوقع عليها ولكن ليس يعنى ذلك أننى ألغيت الإعدام لأنه من حقى قانونا.
■ كيف ترى القوة العسكرية العربية المشتركة هل ستدخل حيز التنفيذ وهل من الممكن أن تكون أداة لدعم القضية الفلسطينية ؟
- بصراحة ليس لدينا الحق كفلسطينيين أن نتحدث عن القوة العسكرية فليس لدينا جيش فمنذ أن وقع ميثاق الجامعة العربية هناك  تعاون عربى عسكرى وكان هناك أمين عام مساعد عسكرى مصرى فى ذلك التوقيت وهو عبدالمنعم رياض وكان قبله فى 1965 على عامر وكانت مهامه أن ينسق الأمور بين الدول العربية فى هذا الشأن ودعنى أقول لك أنه حدث فى لبنان الجامعة العربية قررت إرسال قوات لدعم لبنان  وهى قوات الردع العربية وهذا شأن من لديه القوة ومن لديه الجيوش والقوة العسكرية ونحن مع ما يقررون العرب.
■ سيادة الرئيس كيف ترى الموقف الأفريقى الداعم للقضية الفلسطينية وبماذا تدعوه؟
- لابد من  الاستمرار بمناصرة الموقف الفلسطينى فى مساعيه لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى. وقلت ذلك فى كلمتى بمؤتمر قمة الاتحاد الإفريقى فى دورته الخامسة والعشرين «سنة تمكين المرأة والتنمية» المنعقدة فى جوهانسبورج بجمهورية جنوب إفريقيا «إن استمرار إسرائيل فى رفضها للقانون الدولى يستدعى منا جميعاً التحرك العاجل، وندعوكم أيها الأصدقاء الأعزاء لاستمرار مناصرة الموقف الفلسطينى فى مساعيه وفى إطار مجلس الأمن والمنظمات الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية على أساس حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».
وأشدد على أن أى مبادرات أو جهود لتحقيق السلام يتوجب أن تكون وفق المعايير والقرارات الدولية المعتمدة، وفى إطار سقف زمنى محدد لإنهاء الاحتلال، وبالتنسيق مع لجنة المتابعة العربية لتمكين شعبنا من نيل حريته وسيادته واستقلاله بعد 67 عاما من العذابات والتشريد، وبعد 48 عاما على احتلال الضفة الغربية وبما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة.
■ وما الآلية المناسبة لهذا الدعم الذى تنشده؟
- ادعو الى  اتخاذ خطوات مشابهة للخطوات التى شرع بها الاتحاد الأوروبى بوضع علامات تمييزية على منتجات المستوطنات الإسرائيلية للتوعية من خطورة شراء واستهلاك تلك المنتجات غير القانونية حسب القانون الدولى  وأن بعض الدول الإفريقية كانت سباقة فى التعامل مع موضوع مقاطعة منتجات المستوطنات، كجزء من إجراءات أوسع لوقف القيام بأية أعمال فى تلك المستوطنات، وفى اعتماد إجراءات المقاطعة الشاملة للمستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأرض الفلسطينية المحتلة فى مخالفة صريحة للقانون الدولى والقرارات الأممية.
وأدعو  المجتمع الدولى بأسره، إلى الوقوف بقوة وإخلاص إلى جانب دول القارة الإفريقية فى جهودها المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة، وفى توفير الأمن والاستقرار والرخاء لمواطنيها كافة.
ولذلك  نحن ماضون فى استكمال وتطوير بناء مؤسسات دولتنا وفق معايير سيادة القانون والحفاظ على الأمن، واحترام حقوق الإنسان والمرأة، وفى إطار من التعددية السياسية وعلى أسس الديمقراطية والمساءلة والشفافية. كما وإن توقيع دولة فلسطين مؤخراً لعدد كبير من المعاهدات والمواثيق الدولية ليس موجها ضد أحد، بل هو تأكيد على رغبتنا فى مواءمة عمل مؤسساتنا وتشريعاتنا الوطنية وفقا للمعايير الدولية، وفى تثبيت الشخصية القانونية لدولة فلسطين إضافة إلى انخراط دولتنا فى الإطار المتعدد لصالح السلم والعدالة والتنمية والأمن العالمى. وعلى الصعيد الداخلى الفلسطيني، فإننا نعمل على تذليل العقبات والعراقيل التى تحول دون تنظيم الانتخابات الفلسطينية، ومن أجل ذلك فإننا مستمرون فى توحيد أرضنا وشعبنا وتحقيق المصالحة الوطنية وكلفنا الحكومة الفلسطينية بالعمل المتواصل لتوفير ما نحتاجه من أموال لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلى فى عدوانه على قطاع غزة، رغم العقبات التى تعترض سبيلها، حيث ترك العدوان الإسرائيلى قطاعنا الحبيب مثقلاً بالجراح، فإضافة إلى أكثر من 2200 شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء، دمر أكثر من 80 ألف بيت إضافة إلى البنية التحتية، هذا دون ذكر ما دمر فى حربه الأولى والثانية خلال الأعوام الأخيرة.
■ وماذا عن خيار السلام واستئناف المفاوضات هل ستنحيه جانبا؟
- لا بالطبع  ورغم كل هذا الدمار والاعتداء المتواصل، إلا أننا نجدد التأكيد على تمسكنا بخيار السلام الشامل والعادل وخيار الدولتين اللتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن وحسن جوار، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية والاتفاقات الموقعة بين الجانبين وصولاً لاستقلال دولة فلسطين على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل جميع قضايا الوضع النهائي، بما فيها قضية اللاجئين والإفراج عن الأسرى.
وإن ما يمنع تحقيق هذا السلام المنشود هو استمرار إسرائيل فى الاحتلال والاستيطان وفرض الأمر الواقع، مستندة لغطرسة القوة، ونود أن نؤكد رفضنا لأى حلول انتقالية أو ما يسمى الدولة ذات الحدود المؤقتة، التى تقسم الأرض والشعب والوطن، نرفضه رفضا قاطعا، ونأمل من كل من يعمل على إحيائه التوقف عن ذلك.
وفى هذا الإطار، فإن أى مبادرات أو جهود لتحقيق السلام يتوجب أن تكون وفق المعايير والقرارات الدولية المعتمدة، فى إطار سقف زمنى محدد لإنهاء الاحتلال، وبالتنسيق مع لجنة المتابعة العربية لتمكين شعبنا من نيل حريته وسيادته واستقلاله بعد 67 عاما من العذابات والتشريد، وبعد 48 عاما على احتلال الضفة الغربية وبما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة.
للأسف الشديد فإن الحكومة الإسرائيلية الجديدة والتى هى امتداد للحكومات السابقة تتهرب من استحقاقات السلام المنشود، وإن استمرار إسرائيل فى رفضها للقانون الدولى يستدعى منا جميعاً التحرك العاجل، ولذلك وجهت اليهم دعوة  قلت « أيها الأصدقاء الأعزاء لاستمرار مناصرة الموقف الفلسطينى فى مساعيه وفى إطار مجلس الأمن والمنظمات الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى على أراضينا، وإقامة الدولة الفلسطينية على أساس حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية الأمر الذى من شأنه أن يجلب السلام المنشود لمنطقتنا، ويزيل حالة الاحتقان التى تشهدها، والتى قد تدفع بها نحو حروب طائفية وعرقية ذات صبغة دينية، وهذا ما لا نريده إطلاقا، والذى ستكون عواقبه وخيمة على المنطقة والعالم بأسره وكما تعلمون فقد شرعت مؤخراً مؤسسات الاتحاد الأوروبى بوضع علامات تمييزية على منتجات المستوطنات الإسرائيلية لتوعية المستهلك الأوروبى من خطورة شراء واستهلاك تلك المنتجات غير القانونية حسب القانون الدولى. وعليه دعوتهم  جميعاً لاتخاذ خطوات شبيهة على مستوى الاتحاد الإفريقى، وفى اعتماد إجراءات المقاطعة الشاملة للمستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأرض الفلسطينية المحتلة فى مخالفة صريحة للقانون الدولى والقرارات الأممية وقدمت لهم الشكر على دعمهم  المتواصل لقضيتنا العادلة، قضية إفريقيا بأسرها، قضية فلسطين هى قضية إفريقيا ايضا، ونشيد بمساهماتكم الإيجابية التى ترسخونها دوماً فى المحافل الدولية، بحيث تعزز من صمودنا وتقربنا من استكمال الاستقلال والحرية.