الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفواكه والخضروات المهرمنة تغزو أسواق قنا

الفواكه والخضروات المهرمنة تغزو أسواق قنا
الفواكه والخضروات المهرمنة تغزو أسواق قنا




قنا - حسن الكومى


انتشرت فى أسواق وشوادر قنا فواكه وخضروات ذات أحجام كبيرة تفتقد للطعم خاصة البطيخ والخوخ ما أثار مخاوف المواطنين من استخدام المخصبات والمواد الكيماوية والهرمونات فى زيادة أحجامها ونضجها قبل أوانها وتأثيرها سلبيا على صحتهم فى ظل عدم وجود أى رقابة على البائعين.
يرى عبد العزيز حسين عامل، أن البطيخ المنتشر بالأسواق يفتقد للطعم وكثير منه مصاب بالعفن، مؤكدا أنه اشترى بطيخة كان لونها أحمر من الداخل إلا أن طعمها لاذع وغير مستساغ، مشيرا إلى أن البطيخ يباع فى الأسواق والشوارع ولا توجد رقابة على البائعين.
ويوضح رفاعى الضوى، محار، أنه اشترى أيضا بطيخة ذات حجم كبير عقب عودته من العمل لتكفى أسرته المكونة من 6 أفراد وعند تناولها مع العشاء فوجئ أن بها من الداخل عروقا وجذورا وبعد الأكل شعر بارتفاع فى درجة الحرارة مصحوب بإسهال فقرر ألا يشترى البطيخ من الأسواق إلا فى موسمه.
ويلفت مصباح عبد ربه، مزارع، إلى أن البطيخ ضيف دائم عند أهالى القرى، خاصة فى السحور فى رمضان ويفضلونه فى الأكل لكن البطيخ الموجود بالأسواق يفتقد للطعم اللذيذ ويثير الخوف بسبب كبر حجمه، قائلا: «مفيش حاجة دلوقتى بتنضج بطبيعتها زى زمان حيث كانت المحاصيل تنضج دون كيماويات».
ويشتكى محمود صلاح، من الفاكهة المنتشرة بالأسواق خاصة الخوخ والتفاح الذى يكون لونه أحمر من الخارج ويجذب الأنظار إلا أن طعمه مر وعند الانتهاء من أكله تجد النواة الداخلية مفتتة من كثرة ما يحقن به من مواد وهرمونات لينضج مبكرا.
ويضيف محمود أن الفواكه والخضروات المنتشرة بالأسواق لا تخلو من المواد المخصبة والهرمونات الأمر الذى أثر كثيرا على صحة المواطنين ويؤدى إلى ارتفاع عدد المصابين بأمراض الفشل الكلوى والكبد وغيرها من الأمراض، مطالبا الأجهزة الرقابية بضرورة تشديد الرقابة على أسوق وشوادر بيع الخضروات بقنا خاصة أننا مقبلين على شهر رمضان ويكثر تناول الفواكه والخضروات.
ويكشف مهندس زراعى رفض ذكر اسمه أن هناك انواعا من الهرمونات والمخصبات تصل إلى المزارعين عن طريق بعض التجار وهناك ما يباع داخل عبوات تحمل أسماء مخالفة للمادة التى بداخلها ويستخدمها المزارعون بهدف تحقيق الربح والإنتاجية العالية ما يمثل خطورة على صحة المواطنين، موضحا أن المزارع يحتاج إلى توعية كافية بنوعية الأسمدة والمخصبات التى يستخدمها.
ويرجع الدكتور أيمن محمد عبد النبى أستاذ الخضر بكلية الزراعة بجامعة جنوب الوادى انتشار الفواكه والخضروات المهرمنة بالأسواق إلى انعدام الضمير عند المزارعين الذين أصبح همهم الوحيد هو زيادة انتاجية المحصول وتحقيق الربح العالى فى ظل ارتفاع تكاليف الزراعة والاسمدة فيضطر إلى اخضاع الثمار قبل نضجها لظروف معينة حتى تنضج بشكل مبكر وتستوى باستخدام الهرمونات والمخصبات.
ويوضح عبدالنبى أن هذه المواد مصرح باستخدامها فى الزراعة ولكن بنسب وفى حالة استخدامها بأعلى من النسب المصرح بها تصبح ذات خطورة على صحة الإنسان، مطالبا المزارعين أن يراعوا ضمائرهم ويعتمدوا على الأسمدة العضوية أكثر من الكيماويات.
ويؤكد الدكتور منتصر محمد على مدرس بقسم البساتين بجامعة جنوب الوادى، أن السائد عند الناس أن أى فاكهة تأتى فى وقت غير وقتها وحجمها غير طبيعى أنها مهرمنة والمواطن يخلط بين الهرمونات والمواد المسرطنة، موضحا أن الهرمونات حاجة طبيعية موجودة بالنبات وهو الذى يكونها وهى المسئولة عن عرض الثمار وكبر الحجم ونضجها وهى موجودة بشكل طبيعى فى النبات.
وتابع: أحيانا يكون فيها نقص ومن أجل تعويض هذا النقص قامت شركات الكيماويات بعمل مواد شبيهة لها بنفس التركيب الكيميائى واسمها العلمى «منظمات نمو» وليس هرمونات ويتم رشها على النبات فهى طبيعية وموجودة فى النبات حتى تنضج بشكل مبكر.
ويلفت منتصر إلى أن الهرمونات النباتية مسموح بها فى الزراعة العضوية وتباع بمحلات المبيدات ومنها مستورد وآخر محلى وتباع فى محلات بيع المبيدات إلا أنه مصطلح يستخدمه الناس بشكل خاطئ.
وتابع المدرس بقسم البساتين فى جامعة جنوب الوادى قائلا: أما المواد المسرطنة فهى التى تأتى فى التقاوى من الخارج ولا يعلم المزارع انها مسرطنة إلا بعد زرعها وظهور المحصول، مطالبا بضرورة تحليلها فى وزارة الزراعة قبل دخولها وأن يجرى عمل تحليل إشعاعى لها وهو ما يحدث بالفعل إلا إذا كانت مهربة وتأتى من منافذ غير مشروعة.
ويوضح منتصر أن كلية الزراعة بجامعة جنوب الوادى تقدم الدعم الكامل للمزارعين من خلال القوافل الشهرية لتوعية الناس بأهم العمليات الزراعية التى تزيد من جودة المحصول وأهم المبيدات والتوسع فى استخدام السماد العضوى وكيفية الوقاية من الآفات.
من جهته ينبه أبو النصر مصطفى مدير جهاز حماية المستهلك بقنا إلى أن هناك تقارير يعدها الجهاز بشكل منتظم ولكن يتم التصريح بها من الإدارة المركزية بالقاهرة ورفض الإفصاح عن التقارير والتصريح إلا بعد الحصول على تصريح من الإدارة المركزية.
ومن داخل مديرية الصحة بقنا، وجدنا مراقبى الأغذية متغيبين عن العمل وبمواجهة الدكتور محمد ربيع مدير عام الطب الوقائى بمديرية الصحة امتنع عن التصريح بحجة أنه يرفض التعامل مع الإعلام.