الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خشيت الله محمد على رشوان: خسرت الذهب وربحت حب شعوب العالم

خشيت الله  محمد على رشوان: خسرت الذهب وربحت حب شعوب العالم
خشيت الله محمد على رشوان: خسرت الذهب وربحت حب شعوب العالم




فى لحظة ما يبدو الإغراء أكبر شأناً من الجزاء ومطامع الدنيا كثيرة تعاند التمهل والنصح والإرشاد.
ولكن صوت الضمير يظل المنقذ من هتاف الإغراء والوقوع فى فخ السقوط.. وتبعاته فى الدنيا عندما يخسر الإنسان نفسه وفى الآخرة عندما يقف أمام الله عز وجل وقد أغرق فى ذنبه خاسرًا الأكثر.

وعن لحظة الانتصار على المغريات والإنقاذ من فلك الانزلاق يحكى محمد على رشوان الحاصل علي فضية دورة لوس أنجلوس الأوليمبية حكاية اليوم من «خشيت الله»..
كان لدى تطلعات كبيرة لأحقق شيئا لبلدي، فياماشيتا، أسطورة رياضة الجودو. فإمكانياته هائلة جدًا، ولأنى أعرفه فقد تمرنت معه فى اليابان  وحينما ذهبت للمشاركة فى أولمبياد لوس انجلوس بأمريكا سنة 1984، كنا نتقابل أيضًا فى صباح يوم أى مباراة ثم قال لى صباح الخير، «شدحيلك» ونتمنى أن نلعب معا فى النهاية.
وهو ما حدث ما حدث  فعلًا بعدما كسبت أول مقابلة كانت مع لاعب تونسي، ثم ربحت بطلًا من رومانيا، وآخر من الصين،ـ لأصل إلى النهائيات. وما قبل المقابلة النهائية وما قبلها هناك فارق ساعتين فقط.
فحينما دخلت لأهيئ نفسى للمباراة النهائية، فوجئت بالمسئولين الإداريين الخاصين بي، قابلونى فى صالة التسخينات، وأكدوا لى أن «ياماشيتا» مصاب.. وحين نظرت إليه، وجدته بالفعل مصابًا، فى ركبته. وبعد أن لعب الدور ما قبل النهائى سقط فى الأرض، فتيقنت أنه بالفعل هناك إصابة فى رجله اليمنى، بعد ذلك وجدته فى قاعة التسخين، والأطباء حوله، فأنا لست من النوعية التى تستغل الفرص بهذه الطريقة وفى قرارة نفسى أريد أن أكسب.
وللعلم كان مدربى يابانيا، وخاطبنى أن يا ماشيتا مصاب، ويمكن لى أن أفعل به ما أريد، ومن حقى قانونًا أن أفعل ما أريد. وأوجه الضرب إلى رجله المصابة. كما أن الإدارى الخاص بي، قال لى هذه فرصتك: «العب على رجله» واكسب الذهب.
طبعا، أجبته أننى لن أقدر أن ألعب على رجله المصابة، وحاولت أن ألعب على الرجل اليسري، لياماشيتا، رغم أنى ألعب على الرجل اليمنى بشكل قوى، وفضلت ألا استغل اصابته ليتحقق له النصر. لكن بعد أن كان يتسلم الميدالية الذهبية، رفع يدى كأننى أنا المنتصر.
وتعاملت بنبل مع خصمى، وهذه هى أخلاق الإسلام وبعد ذلك، كان هناك مؤتمر صحفى، حيث سألنى صحفى ياباني، حول ما إذا كنت على علم بإصابة «ياماشيتا» فأجبته بنعم، وسردت كل التفاصيل. وعاود السؤال، لماذا لم تلعب على رجله المصابة فأجبت ليس من دينى وأخلاقى وأنا أخشى الله فى أن أعمل ذلك، فوجدت نفسى وسط تصفيقات الجميع. أما بالنسبة إلى فإن القصة قد انتهت؟
وبعد ذلك  فوجئت باليابان قد منحتنى جائزة اللعب النظيف وأخذت جائزة أخرى هى الأعلى فى العالم، كما أن اليابان منحتنى ألقاب الساموراى والفارس وغيرهما.