الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دعاء النقشبندى بالأسحار على أنغام بليغ حمدى بقرار جمهورى

دعاء النقشبندى بالأسحار على أنغام بليغ حمدى بقرار جمهورى
دعاء النقشبندى بالأسحار على أنغام بليغ حمدى بقرار جمهورى




كتبت- مروة مظلوم
«أقوم بالليل.. والأسحار ساجدة.. ادعوا وهمس دعائى.. بالدموع ندى.. بنور وجهك انى عائذ وجل.. ومن يعذ بك لن يشقى الى الأبد..».. مع انطلاق مدفع الإمساك يشدو النقشبندى بصوته الدافئ  ليبد وحشة الليل وينبئنا بفجر جديد فى الأفق تدمع لها العين خشوعًا.. «مولاى إنى ببابك» هوأكثر الابتهالات الدينية شيوعاً جمع بين رائعين المبتهل الشيخ النقشبندى والملحن البليغ «بليغ حمدى».. وسر اللقاء الساحر كشف عنه الراحل وجدى الحكيم، فى إحدى حواراته الصحفية القديمة، إنه كان أحد المشاركين فى صناعته  مؤكدًا أن الفضل فى بداية التعاون بين الشيخ سيد النقشبندى والموسيقار بليغ حمدي، يعود إلى الرئيس الراحل أنور السادات، حيث كان السادات عاشقا للإنشاد الدينى ولصوت الشيخ النقشبندى.
قال الحكيم: إنه فى عام 1972 كان السادات يحتفل بخطبة إحدى بناته فى القناطر الخيرية، وكان النقشبندى موجودًا فى الاحتفال الذى حضره الملحن بليغ حمدى، وكنت أنا حاضرًا هذا الاحتفال كمسئول فى الإذاعة المصرية، فإذا بالسادات ينادى لبليغ ويقول له: «عاوز أسمعك مع النقشبندى»، و«كلفنى بفتح استديو الإذاعة لهما».
وأضاف الحكيم:  «أنه تحدث بعدها مع النقشبندى فقال له ماينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة»، حيث كان النقشبندى قد تعود على الابتهال دون موسيقى، وكان فى اعتقاد الشيخ أن اللحن يفسد حالة الخشوع التى تصاحب الابتهال، وقال: «على آخر الزمن يا وجدى هاغنى؟» وطلب منه الاعتذار لبليغ.
تابع الحكيم: «طلبت من النقشبندى أن يستمع إلى اللحن الذى أعده بليغ، واصطحبته إلى استديو الإذاعة واتفقت معه على أن أتركه مع بليغ لمدة نصف ساعة ثم أعود، وأن تكون بيننا إشارة أعرف من خلالها إن كانت ألحان بليغ أعجبته أم لا؟». فإذا دخلت ووجدت النقشبندى خلع عمامته فإن هذا يعنى أنه أعجب بألحان بليغ، وإن وجدته مازال يرتديها فيعنى ذلك أنها لم تعجبه، وأتحجج بأن هناك عطلًا فى الأستوديو لإنهاء اللقاء، ونفكر بعدها فى كيفية الاعتذار لبليغ».
ويؤكد الحكيم أن ماوجده فى الغرفة أدهشه فقال «دخلت فإذا بالنقشبندى قد خلع العمامة والجبة والقفطان، وقال لي «يا وجدى بليغ ده جن، وفى هذا اللقاء انتهى بليغ من تلحين «مولاى إنى ببابك» التى كانت بداية التعاون بين بليغ والنقشبندى، أسفر بعد ذلك عن أعمال وابتهالات عديدة هى «أشرق المعصوم، أقول أمتى، أى سلوى وعزاء، أنغام الروح، رباه يا من أناجى، ربنا إنا جنودك، يا رب أنا أمة، يا ليلة فى الدهر ليلة القدر، دار الأرقم، إخوة الحق، أيها الساهر، ذكرى بدر».
 النقشبندى حفظ القرآن الكريم وهو فى سن مبكرة، وبدأت شهرته خلال إحيائه الليلة الختامية لمولد الإمام الحسين رضى الله عنه، وشدا بمدح الرسول الكريم بابتهالات مميزة فأدهش مستمعيه فذاع صيته وتناقلته الإذاعات وسعت إليه الشهرة عام 1967، وبدأت الإذاعة فى بث الابتهالات الدينية بصوت الشيخ النقشبندى حتى أصبح صوته من المظاهر الدينية خلال شهر رمضان.