الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أحمد عبد المنعم: لا أكتب فى رمضان ولا أقرأ إلا قليلاً

أحمد عبد المنعم: لا أكتب فى رمضان ولا أقرأ إلا قليلاً
أحمد عبد المنعم: لا أكتب فى رمضان ولا أقرأ إلا قليلاً




كتبت - رانيا هلال


أنا شخص يحب الكسل، يقدره ويستمتع به، كما أننى أحب ألبير قصيرى وديكارت ونجيب الريحانى وكل الكسالى المبدعين. وللكسل أوقات مثالية، يحلو فيها الاسترخاء والغوص فى اللاشىء، كنهار شتوى غائم قارص البرودة، أو يوم صيفى على أحد الشواطئ الهادئة، أو ليلة رمضانية رائقة وجميلة. فشهر رمضان وقت مفضل للكسل، استلقى فى لياليه على السرير أمام شاشة التليفزيون بصحبة الريموت وعلى مقربة من صنيات الكنافة أو القطائف، وأقضى نهاراته فى التأمل والسكون.
باستثناء قصة متناهية القصر باسم (ذوات الشعر الأصفر)، لا أذكر أننى كتبت فى أى من شهور رمضان السابقة قط، كما أننى لا أقرأ فى لياليه إلا قليلا، أفضل فى رمضان قراءة القصص القصيرة أو الكتب غير الأدبية، حيث لا أستطيع متابعة رواية طويلة فى تلك الأيام، وبالنسبة لهذا العام فأضع مجموعات قصصية لشيماء حامد وباتريك زوسكيند ومكاوى سعيد ومحروس أحمد على قمة قائمة القراءة الرمضانية. كما أننى اعتدت أيضا فى السنوات الأخيرة التردد برفقة صديق طفولتى كريم على معرض الكتاب الذى يقام برمضان من كل عام على بعد خطوات من بيتى بشارع فيصل.
على جانب آخر، أحرص على متابعة بعض المسلسلات الرمضانية، كان لها رونقا ومتعة أكبر بسنوات ماضية، ولكنى مازلت مواظبا على تلك العادة.لا أعلم كيف يعيش أطفال هذا العصر رمضانهم بدون بوجى وطمطم والنينجا ترتلز وباور رنجرز!! كانوا رفاق الصيام الطيبين الذىن انتظرهم من عام للآخر.
ولأننى أحب الطعام، وفى قلبى - وبطنى أيضا - جانب خاص للحلويات، فأغلب عاداتى الرمضانية مرتبطة بأنواع الطعام المتنوعة، وليس بوسعى فى هذا الإطار إلا أن أمتن لأمى، وللفاطميين، فمازلت بكل عام أبحث عن تجربة الأنواع المستحدثة من الكنافات والقطائف، ولكنى سرعان ما أعود إلى النسخة المنزلية التى تتقنها أمى.
رغم الزمن، التقدم بالعمر، والهموم المتراكمة، إلا أننى مازلت محتفظا بقدر من مشاعرى الطفولية تجاه شهر رمضان، مازلت قادرا على الفرحة باقتراب قدومه رغم كل شىء. لست متأكدا إذا كان الباعث على الفرح هو باعث إيمانى روحانى، أم أنه متعلق بالتغيير فى روتين الحياة، أم أنه نوستالجيا لرمضان الطفولة، البلح قبل الإفطار،  اللهم أنى صايم» بين كل جملة والأخرى، القرآن والشيخ الشعراوى على القناة الأولى قبيل المغرب، الكنافة والقطائف، الاسترخاء على السرير بعد الافطار والريموت كنترول فى يد تتنقل بين المسلسلات، غض البصر عن فتاة مثيرة تتمايل فى الشارع، صلاة الفجر حاضر، أدعية الإفطار، كوب قمر الدين، السحور نصف نائما، كوب المياة المثلجة متزامنا مع صوت الآذان، «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت»، أغنية عبد المطلب، الآذان بصوت محمد رفعت.. كلها، وغيرها، من بواعث السعادة والبهجة والحنين إلى أيام مضت، والكسل مستمتعا بما تبقى من أريجها.