الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شريف الجيار: خطة جديدة للنشر بالهيئة بعد إعادة هيكلة القطاع

شريف الجيار: خطة جديدة للنشر بالهيئة بعد إعادة هيكلة القطاع
شريف الجيار: خطة جديدة للنشر بالهيئة بعد إعادة هيكلة القطاع




كتب - خالد بيومى

الدكتور شريف الجيار أستاذ النقد الأدبى الحديث والأدب المقارن بجامعة بنى سويف، يجمع بين عمله الأكاديمى والعمل العام من خلال مشاركاته بفاعليات اتحاد الكتاب والمجلس الأعلى للثقافة، ويتولى رئاسة قطاع النشر بهيئة الكتاب فاستطاع تطوير سلاسل النشر بعد إعادة هيكلتها، لديه اهتمام خاص بالكتب المستنيرة التى تحارب الإرهاب والتطرف، ودشن مسابقة خاصة بأدب الطفل فى مصر والعالم العربي، وهو أحد نقاد الحداثة وكتاباته النقدية تتكئ بصورة رئيسة على إمتاع القارئ، عن استراتيجية النشر بهيئة الكتاب ودوره بها منذ تولى رئاسة قطاع النشر، والعلاقة الحالية بين الناقد والمبدع والقارئ وغيرها من الموضوعات الثقافية دار هذا الحوار مع «روزاليوسف»:


■ أنت ناقد وأكاديمى ومسؤل النشر بهيئة الكتاب والمشاركة فى أنشطة المجلس الأعلى للثقافة واتحاد كتاب مصر.. كيف توفق بين هذه الاهتمامات المختلفة؟
- من المهم لأى إنسان يعمل بالحقل الأكاديمى كأستاذ فى أى تخصص ينبغى أن يفكر بشكل علمى يتيح له أن يفيد من الوقت وألا يبدده. وهذا المنهج ساعدنى كثيرا فى تقسيم وقتى ويومى ما بين الحفاظ على القراءة من أجل إنتاج أبحاث أكاديمية وبين ممارسة العمل العام سواء فى هيئة الكتاب أو مشاركا فى اتحاد الكتاب والمجلس الأعلى للثقافة. فالمحك هو كيف يفيد الإنسان من وقته وألا يترك الزمن يمر بدون فائدة وهذا ما شاهدته بشكل صارم فى أمريكا وكندا وأندونيسيا والعديد من البلدان التى قمت بزيارتها، فالجميع يعرف أهمية الوقت ويفهم مسؤليته تجاه المهام الملقاة على عاتقه والحمد لله لدى ملكة التوازن بين العمل الأكاديمى والحياة العامة.
■ هذا التعدد- برأيك- هل يمثل ثراء للشخصية أم تشظيا؟
- أعتقد أن أى إنسان اختير لمنصب قيادى وبدأ اسمه يتحرك فى العمل العام فهذا يعنى أنه يمتلك بعض الرؤى والمنهج فى التعامل مع الحياة. فمن الممكن أن تكون هذه التعددية سلبية بالنسبة لإنسان يتعامل مع فى أمور حياته بقدر من العشوائية مما يترتب عليه التخبط فى اتخاذ القرارات، عكس إنسان آخر لديه موهبة الإدارة فهو يعرف كيف يفيد من وقته. وكيف يمارس عمله العام. والأمر فى النهاية يعتمد على توفيق الله عزو وجل.
■ دارت دراستك بالماجستير والدكتوراه بين الشعر والنثر... فهل هذه الموازنة كانت مقصودة أم محض مصادفة؟
- من المهم أن يكون الناقد موسوعيا فى قراءاته، لأنه إذا كان يتعامل مع نصوص إبداعية بين دفتى كتاب، فالحياة اليومية تعد نصا بشكل أو بآخر، فأنا تعرضت بالدراسة لشعر إبراهيم ناجى فى الماجستير لإيمانى بدور الشعر الكبير فى بناء شخصية الفرد وثقافته وتطوير إمكانياته ليتمكن من الاستيعاب والفهم ويستطيع التفكير والإبداع والعمل والإنتاج والابتكار ودرست الرواية فى مرحلة الدكتوراه لكى تصبح لدىَّ رؤية أكثر اتساعا، لأن الرواية تعالج قضايا الهوية وتنقل فكر الأمة وعاداتها وتقاليدها وتجاربها وخبراتها ومعارفها وعلومها وأساليب عيشها ونمط حياتها، إنها حاملة منظومة كاملة تتعلق بالأمة، وناقلة لهذه المنظومة وأداة لتفاعل المجتمع معها واستيعابها وتطويرها.
■ أنت تتولى إدارة النشر بهيئة الكتاب.. حدثنا عن استراتيجية النشر بالهيئة؟ وما أبرز ما قدمته فى هذا السياق؟
- مع وجودى كرئيس قطاع النشر فى هيئة الكتاب أخذت على عاتقى وضع استراتيجية تقوم على إعادة هيكلة الإدارة المركزية للنشر بإداراتها المختلفة والتركيز على الكفاءات داخل هذه الإدارة مع مراعاة الاستيعاب الكامل لكل الزملاء داخل كل إدارة حتى أستقرئ ما كان موجودا وأضع رؤية جديدة للنشر فى هيئة الكتاب بعد إعادة الهيكلة.
بدأت أضع يدى على بعض النقاط التى تحتاج إلى دعم مثل تفعيل إدارة المجلات التى كانت فى حالة يرثى لها فضلا عن تحقيق العديد من الاشتراكات التى تجاوزت المائة فى فترة وجيزة وهو ما لم يكن موجودا من قبل.
وعلى صعيد الدورة المستندية لنشر الكتاب وضعت رؤية لحركة الكتاب حتى يصل إلى المطبعة وقررت ألا تتجاوز فترة فحص الكتاب 15 يوما حتى يعرف صاحب الكتاب إذا كان عمله أجيز للنشر أم لا. ونبدأ فى تحريك الكتاب إذا جاء الفحص مناسبا. وقمنا باختيار مجموعة جديدة من الفاحصين أصحاب الخبرات والقدرات الإبداعية والكفاءة سواء على الصعيد الإبداعى أو النقدي.
كما شرعت أنا وزملائى فى وضع رؤية جديدة لأدب الأطفال الذى كان مهملا وضعيفا بعض الشيء فقمت بتدشين مسابقة تحت عنوان « مسابقة النشر لإبداع الطفل العربى» وأتمنى أن تحقق هذه المسابقة التى تنطلق هذا الشهر وتستمر لمدة شهر ونصف الشهر أن تحقق المرجو منها فى استيعاب كل ما هو جديد من إنتاج كتاب الطفل فى مصر والعالم العربي.
كما أحاول الآن أن أضع رؤية جديدة لعدد من السلاسل داخل هيئة الكتاب حيث يوجد العديد من السلاسل المتشابهة وأطمح أن أقدم فى الفترة المقبلة العديد من الكتب التى تواجه ظاهرة الإرهاب لكبار المفكرين المصريين والتى وافق عليها الأزهر الشريف ولم ترفع ضدها قضايا أمام المحاكم.
■ ما المدرسة النقدية التى تنتمى إليها؟
- أحرص فى ممارساتى النقدية على إبراز جملة من الدلالات الإنسانية التى تشغل المبدع ، وفى نفس الوقت أعمل على تحريك النصوص قيد المعالجة وفتحها على عوالم ممكنة تعين على تفسير الإشارات والتدليل عليها وعندما أعكف على تأمل النصوص أستعين بمرجعيات نظرية نقدية دون الوقوع فى مغبة استسلام تؤدى إلى تأطير القراءة وتجميدها. وبناء عليه تختلف قراءة النصوص بفعل آليات خاصة وإجراءات تفسيرية غير محصورة بأدوات ثابتة.
فأنا منحاز إلى المدرسة النصية التى تؤمن بأن النص الإبداعى مركزا يخرج لنا المنهج وليس العكس وبالتالى عليّ أن أركز عندما أقرأ نصا فى أى نوع أدبى على بنية هذا النص وسماته الأسلوبية وبالتالى تخرج الدراسة والمنهج من سيميولوجيا النص (علم الإشارات) وألا أدخل على النص بمنهج مسبق لأن هذا يضعف من الرؤية النقدية لهذا النص أو ذاك.
■ ما سؤال النقد اليوم؟
- النقد فى هذه الأيام وفى مصر بالتحديد مهموم بالسياسة فى المقام الأول خاصة بعد ثورتى 25 يناير ، و30 يونيو.
ونلاحظ أن الحركة النقدية الآن بدأت تستعيد عافيتها مرة أخرى خاصة فى تناولها للأعمال السردية التى تجلت فى الفترة الأخيرة التى تبشر بظهور أجيال جديدة تمتلك مقومات الفن الروائى بشكل جاد.
■ الملاحظ وجود فجوة بين الناقد والمتلقى.. برأيك كيف يمكن سد هذه الفجوة؟
- من أبرز الإشكاليات التى كشفت عن أزمة النقد المعاصر انقسام النقاد فى التعامل مع الحداثة ما بين مرحب بها ورافض لها فأنصار الحداثة يغفلون فهم نظرياتها فلسفيا ومعرفيا فنجدهم يحتفون بالنص بعيدا عن شروطه الاجتماعية والثقافية. كذلك تبرز إشكالية القطيعة مع المراحل النقدية فنادرا ما يتم الاستفادة من الجهود السابقة لبناء تصورات بديلة مما يعنى الانطلاق من خطابات نظرية جاهزة وتحولها إلى مجموعة من الأطر الثابتة، ناهيك عن فوضى المصطلح التى أحدثت شرخا بين النقد والتلقى ولكن بمرور الوقت بدأ النقاد أنفسهم يقيمون تصالحاُ بين ما يقدمونه من مصطلحات نقدية يتبعها تفسير وإفهام لدلالة المصطلح والقدرة على مغازلة المتلقى من خلال كتابة نقدية تحمل تحليلا يبعد عن الجفاف ويتناول النص برؤية نقدية مفهومة تقيم تواصلا مع المتلقى العام وتحافظ على جديتها مع المتلقى المتخصص وبالتالى فالناقد المدرك والمستوعب لمناهج النقد الأدبى هو الناقد الذى يستعين بلغة نقدية مفهومة فى كتاباته ويزيل الحواجز التى تحول دون فهم ما يكتبه فى تناوله لهذا النص أو ذاك.