الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأوانى النحاسية.. ديكور العظمة والبساطة معاً

الأوانى النحاسية.. ديكور العظمة والبساطة معاً
الأوانى النحاسية.. ديكور العظمة والبساطة معاً




كتبت-علياء أبوشهبة
الأوانى النحاسية كانت جزءاً لا غنى عنه فى كل بيت مصرى، خاصة فى جهاز العروسة لتتباهى بين الناس بنحاسها وكانت الأسر إذا مرت بضائقة مادية باعت نحاسها، كما كانت مهنة مبيض النحاس من المهن المزدهرة على مدى سنوات طويلة، وكانت أيضا الأوانى النحاسية من أطباق وإستكانات للقهوة وقدر الفول جزءا أساسيا من  مائدة المصريين، ولكن الحال سرعان ما تبدلت وانحسرت أمام ارتفاع الأسعار لتصبح قطعة من التراث لا يشتريها إلا السائحون، ولكنها عادت للظهور فى السنوات الأخيرة وأصبحت قطعة ديكور لها بريقها الخاص  والمرتبط أيضا بشهر رمضان ولكن بصورة مختلفة عن الماضى.
والإقبال على الأوانى النحاسية كنوع من الديكور الشرقي، يظهر بشكل واضح فى الفنادق الكبرى وكذلك فى المنازل الهاى كلاس لإشاعة جو مميز من خلال قدر الفول النحاسية وأوانى الزرع و طقم الشاى المكون من الصينية النحاسية الشهيرة و البراد وطقم الأكواب.  وترى (سناء إبراهيم - ربة منزل) أن تلك الأوانى تضفى على منزلها نوعا من الوجاهة والرصانة، كما أنها تستعيد لونها الأصلى بمجرد تنظيفها بالمنظفات الكميائية إضافة إلى كونها صحية فى الطهى بخلاف الأوانى الألمونيوم.
أما (ناهد حسام) فتتذكر أن جدتها كانت تمتلك مطحنة بن نحاسية وصينية نحاس كبيرة كانت تعتز بها كثيرا، و لكن أبناءها تخلصوا منهما بعد وفاتها لقناعتهم بما يقال عن أضرار النحاس فى الطهى، ولذلك فهى تتعجب من شيوع استخدامه مرة أخرى.
ويضاف إلى الأوانى المباخر الأنتيكات التى يقبل عليها السائحون خاصة العرب منهم والتى تشهد رواجاً خاصا فى المناسبات الدينية خاصة فى شهر رمضان، وهو ما يؤكده «خالد ربيع» صاحب إحدى ورش تصنيع النحاس بخان الخليلى قائلا: «يقبل الناس عادة فى رمضان على شراء الأوانى النحاسية وإن كانت الحال قد تأثرت هذا العام كثيرا بسبب ارتفاع سعر خام النحاس المستورد من الخارج، حيث يتراوح سعر قدر الفول ما بين 150 وحتى 350 جنيهاً، أما أوانى الزرع فيختلف سعرها حسب الحجم وتبدأ من 35 جنيهاً وتصل إلى 500 جنيه، ويتراوح سعر الصينية ما بين 60 و450 جنيها، ويباع براد الشاى النحاسى بأسعار تبدأ من خمسة وعشرين جنيها و تصل إلى مائة وخمسين حسب الحجم و الخامة». ويؤكد أكرم علاء - بائع - أن اقتناء الأوانى النحاسية ظل لفترة طويلا حكرا على السياح الأجانب ولكن استخدامها كديكور فى المنزل جعل المستهلك المصرى يدخل ضمن زبائن النحاس والتى يتم تصنيعها فى ورش منطقة «تحت الربع» و«باب الخلق» من خلال أشخاص لديهم مهارات وحس فنى و دقة عالية فى تشكيل النحاس، ولكن الخوف الذى يراودنا كتجار هو من انقراض الحرفى الموهوب أمام ضعف المبيعات وضعف التسويق علاوة على تأثرنا بارتفاع أسعار الخامة وهو ما قد يؤثر مستقبلا على استمرار هذه الحرفة التراثية خاصة أمام غزو المنتجات الصينية التى تغرق السوق بأسعار أقل ولكن بصورة رديئة لا تقارن بما يقدمه الصنايعى المصرى.