الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المتهم صدم بسيارته متعمداً «طالبة الإعلام» فأفقدها البصر

المتهم صدم بسيارته متعمداً «طالبة الإعلام» فأفقدها البصر
المتهم صدم بسيارته متعمداً «طالبة الإعلام» فأفقدها البصر




كتبت - نسرين صبحى
فى واقعة مأساوية تجرد فيها طبيب من مشاعر الإنسانية ونسى قسم اليمين الذى اقسمه فور تخرجه فى الكلية والذى يتطلب منه الأمانة المهنية والحفاظ على حياة وسلامة المرضى قام جراح عيون بصدم احدى مريضاته بسيارته عامدًا» متعمدًا» مع سبق الإصرار والترصد فأدى الحادث لانفصال فى الشبكية فى العين اليمنى ترتب عليه فقدها الإبصار بها فأصابها بعاهة مستديمة وذلك انتقامًا منها لتحريرها محضرًا ضده اتهمته فيه بالإهمال الطبى بعد اجرائه لها جراحة عملية زرع ليزك بالعين اليسرى اصيبت عقبها بعتامة فى القرنية فقدت على اثرها الإبصار بها وبذلك تكون فقدت البصر بتلك العينين.
وبناء عليه قضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار حسن احمد حسين وعضوية المستشارين صلاح محجوب عزوز وخليفة الجيوشى وامناء سر أحمد الهادى وهشام حافظ بمعاقبة المتهم إيهاب سعد محمود عثمان ( جراح عيون) ومدير مستشفى دنيا العيون بالسجن لمدة 10 سنوات غيابيًا» لاتهامه بإحداث عاهة مستديمة مع سبق الإصرار والترصد للمجنى عليها شيرين طارق فرج الطالبة بكلية اعلام القاهرة.
تتلخص وقائع الحادث عندما توجهت شيرين بصحبة والدتها لمستشفى دنيا العيون لمقابلة المتهم والذى يعمل مديرا بها بعد ان شاهدته فى احدى حلقات برنامجه التليفزيونى «العيادة» الذى يذاع على قناة الحياة الفضائية وكانت تعانى وقتها من إجهاد فى عينها اليسرى نتيجة ارتفاع طفيف فى ضغط العين فاقترح عليها عمل عملية زرع عدسات «ليزك» بدلًا من استخدامها للنظارة وبدأ بإجراء العملية فى العين المجهدة وعقب فك الرباط عنها فوجئت الفتاة بأنها لا ترى بها حاول الطبيب تهدئتها واقناعها بأن ذلك عارض مؤقت وسيزول خلال بضعة ايام واعطى لها بعض العقاقير والأدوية ولكن حالتها لم تتحسن وبقى الحال كما هو عليها وبمواجهة والدة الفتاة له حدثت مشادة بينهم قام على أثرها بطردهما من عيادته متنكرا» بأن يكون هو السبب فى فقد الفتاة البصر بعينها فهددته بأنها ستحرر محضرًا ضده تتهمه فيه بالإهمال الطبى وبالفعل تم عمل المحضر كما تقدم بشكوى ضده فى نقابة الأطباء.. وبدأت الإجراءات القانونية تتخذ مجراها فى تلك القضية وعقب علمه بما تقدمت به المجنى عليها من شكاوى ضده فى العديد من الجهات الحكومية المتخصصة قرر الانتقام منها وفى صباح ليلة الحادث تربص بها امام مسكنها وما ان ظفر بها وتمكن منها قام بارتكاب جريمته النكراء.
حيث كانت الفتاة بصحبة والدتها تشترى بعض المتطلبات بأحد المحال بجوار منزلهما بمدينة نصر وعقب خروجهما من المحل فوجئت الأم بسيارة مسرعة متجهة نحوهما وفى اقل من دقيقة قامت السيارة بصدم ابنتها فارتطمت بعمود انارة كان أمامها ثم ارتمت على الأرض فاقدة للوعى وحاولت الأم استجداء المارة لمساعدتها فى اسعاف ابنتها ولحسن الحظ كان يوجد بجوار العمارة ميكانيكى يقوم بفحص احدى السيارات وشاهد ما حدث فقام مسرعا باستقلال موتسيكل محاولًا اللحاق بالسيارة المتسببة فى الحادث وللأسف لم ينجح ولكنه تمكن من أخذ أرقامها وعاد للأم متوجهًا معها لتحرير محضر بالواقعة ليشهد معها بما رأى بعد ان قامت بنقل ابنتها لأقرب مستشفى لتلقى العلاج اللازم وبناء عليه أمرت النيابة العامة بعرض المجنى عليها على الطب الشرعى الذى أكد ان الحادث أصابها بعاهة مستديمة حيث افقدها البصر بالعين اليسرى نتيجة انفصال بالشبكية وبعد ان توصلت النيابة لمعرفة شخصية الجانى من خلال رقم السيارة.
واكدت التحقيقات وتحريات المباحث وجود خلافات بين المجنى عليها والمتهم لاتهام الأخيرة له بالإهمال الطبى وتقديم شكاوى بحقه فوجهت له النيابة تهمة إحداث عاهة مستديمة مع سبق الإصرار والترصد أحالت اوراق القضية لمحكمة الجنايات التى اصدرت عليه حكمها المتقدم.
تحدثت روزاليوسف مع والدة المجنى عليها منى السيد يوسف (ربة منزل): فى بدأ الأمر حاولنا التحدث مع ابنتها أو اخذ صورة لها ولكن والدتها ابلغتنا بأنها رافضة تمامًا» فهى لا ترغب أن يراها اقاربها وزملاؤها فى الجامعة فى تلك الحالة التى اصبحت عليها فهى اصبحت انسانة محطمة ابنتى ضاع مستقبلها فبعد الحادث توقفت عن الدراسة وتم فسخ خطوبتها فخطيبها تركها بعد علمه بما لحق بها من جراء الحادث الذى تعرضت له وحالتها النفسية تدمرت وأنا عاجزة لا أستطيع فعل شىء وما يؤلمنى حقا ان الجانى مازال هارباً حراً طليقاً لم يتم القاء القبض عليه حتى الآن على الرغم من انه شخصية عامة ومعروفة ويقدم برامج طبية على الفضائيات وتتساءل الأم مستنكرة هل مازالت الوساطة والمحسوبية مستمرة؟!
وتوضح منى: عرضت ابنتى على كبار اطباء العيون فى مصر اخبرونى بأنه يوجد أمل فى علاجها ولكن خارج مصر ونصحونى بتسفيرها للندن وقدرت تكاليف العملية والعلاج بـ 36 الف جنيه استرلينى وتقدمت بطلب للجهات المسئولة لعلاج ابنتى على نفقة الدولة والتى وافقت بدورها على صرف مبلغ 12 ألف دولار أمريكى وهو ما لا يغطى تكاليف العلاج فأنا انفقت كل ما معى من مدخرات فى العمليات الجراحية والعلاجات التى أجراها لها الطبيب المتهم فسحب منى ما يقرب من 150 الف جنيه ؛ (حسبى الله ونعم الوكيل فيه) انا كل ما اتمناه الآن أن اتمكن من علاج ابنتى حتى يعود لها الأمل فى الحياة مرة أخرى وأن يأخذ الجانى عقابه حتى يكون عبرة لغيره ولكل من تسول له نفسه الاستهزاء بسلامة وحياة مرضاه.