الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حىّ على العمل

حىّ على العمل
حىّ على العمل




فى شهر رمضان يتفنن أكثر الدعاة فى العناوين الجذابة ، والنقاط المهمة، وهى كذلك، بل إن تناولها يُعد أمرًا مهمًا، على شاكلة: رمضان شهر القرآن، رمضان شهر الجود والكرم، رمضان شهر الصبر، رمضان شهر الرحمة، رمضان شهر البر والصلة، رمضان شهر الدعاء والإجابة، وهو كذلك فى كل ما ذكر، غير أن هناك جانبًا مهمًا من الجوانب قد يُفهم على غير وجهه الصحيح، أو لا يكون فيه التطبيق على مستوى الفهم، حيث يركن بعض الناس إلى الراحة والكسل، أو التفرغ الكامل طوال الشهر للعبادة على حساب العمل، أو التقصير فى الواجب المهنى أو الوظيفي، أو إرجاء الأعمال إلى ما بعد رمضان، فيكون التأجيل والتسويف والترحيل، أو شغل الوقت المخصص للعمل وخدمة الناس بمزيد من الصلاة وقراءة القرآن فى ساعات العمل الرسمية، حتى لو كان ذلك على حساب قضاء حوائج الناس أو تعطيلها، أو حمل بعض الناس على الحضور إلى المصلحة الواحدة اليوم تلو الآخر تلو الذى يليه.
  ونؤكد أن الإسلام قد وازن بين حاجة الروح والجسد دون أن تطغى إحداهما على الأخرى، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِى لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِى الأرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُون».
 فالعمل قد يكون فرض عين، وقد يكون فرض كفاية، وقد يكون مندوبًا أو مستحبًا أو مباحًا، وهو محمود على كل حال مادام أنه فى مجال التنمية والإنتاج، لا الهدم والتخريب، يقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) فى الحث على العمل: «من أمسى كالاًّ من عمل يده أمسى مغفورًا له»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ دَاوُدَ – عَلَيْهِ السَّلاَمُ – كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ.»، ونبى الله داود (عليه السلام ) كما أخبر عنه نبينا ( صلى الله عليه وسلم) كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ولم يمنعه صيامه من العمل، بل العمل الشاق فى صناعة الحديد، حيث يقول الحق سبحانه: « وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ».