الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

التمويلات الخفية سر الانتخابات النيابية

التمويلات الخفية سر الانتخابات النيابية
التمويلات الخفية سر الانتخابات النيابية




كتب- أسامة رمضان


ميزانيات الأحزاب الحقيقية سر أشبه بالأسرار الحربية التى يتم إخفاؤها، قبل وبعد ثورتين،  فمازالت  الأحزاب تتكتم وترفض الافصاح عن حجم ميزانيتها لوسائل الإعلام رغم أن أبسط قواعد الشفافية والديمقراطية الوضوح، حتى أن حزب النور عقد جمعيته العمومية مؤخرا بشكل سرى دون أى رقابة.
المشهد السياسى مليء بالتناقضات ما بين أحزاب فقيرة لا تستطيع أن تنفق على مقراتها أو ربما لا توجد لها مقرات من الأساس إلا فى أماكن محدودة، وأخرى غنية ومدعومة من رجال أعمال.
ويبقى أن كلمة السر التى تلجأ إليها الأحزاب للقضاء على أى تساؤلات بشأن مصادر تمويلها هى «التبرعات من الأعضاء والمتعاطفين»، خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، الأمر الذى يثير المخاوف بشأن توجيه القرار السياسى من خلال نواب مدعومون من جهات غير معلومة ولا مراقبة.
من جانبه قال مجدى شرابية الأمين العام لحزب التجمع إن حزبه يعد من الأحزاب الفقيرة جدا، لافتًا إلى أن أوجه الإنفاق تكون محسوبة بعناية، غير أن الحزب يعتمد فى مصادر تمويله على جهود أعضائه فى تمويل بعض الأنشطة المركزية، فى حين يتم دفع الالتزامات الإدارية لبعض الموظفين والمقرات من خلال الوديعة المخصصة للحزب فى البنوك وحجمها 6 ملايين جنيه.
وأشار شرابية إلى أن هذه الوديعة وضعتها قيادات الحزب فى 1998 خلال المؤتمر العام الخامس للحزب، وعلى رأسهم خالد محيى الدين، من خلال تبرعات وحصيلة إعلانات الجريدة وقتها،  لافتا إلى أن هذه الامكانيات الحالية لا تسمح لحزبه بخوض منافسة قوية خلال المعركة الانتخابية المرتقبة، خاصة مع اتساع الدوائر الانتخابية، والتى تجعل الحزب غير قادر على تقديم أى نوع من الخدمة والدعم لمرشحيه باستثناء بعض المطبوعات البسيطة.
وهو ما أكد عليه عاطف مغاورى نائب رئيس حزب التجمع قائلا: إن الحزب يعتمد فى مصادر تمويله ودخله على 3 مصادر فقط وهى الاشتراكات السنوية للأعضاء والتبرعات من البعض ووديعة البنك.
وأضاف مغاورى أن وديعة الحزب فى البنك معلنة للجميع وهى 6 ملايين جنيه فقط لا غير لافتا إلى أن الحزب يعتمد على أرباحها بشكل كبير فى التمويل والصرف عليه ويحاول بقدر الإمكان الحفاظ عليها وعدم سحب أى أموال منها.
من جهته قال ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل ،إن ميزانية حزبه تقتصر  على اشتراكات الأعضاء فقط لأن أى مصدر غير ذلك مخالف للقانون حتى تبرعات الأعضاء يجب أن يكون لها سقف محدد ومعروف والزيادة عليه يعتبر مخالفة قانونية.
وأضاف الشهابى أن الحزب ليس لديه أى ودائع فى البنوك وأن كل لجنة من لجانه تصرف على نفسها من خلال اشتراكات أعضائها لافتا إلى أنه رغم ذلك فإن حزب الجيل من أنشط الأحزاب المصرية على أرض الواقع وأكثرها مقرات ونشاطا والتحاما مع المواطنين على حد قوله.
وطالب رئيس حزب الجيل بضرورة مراقبة تمويل الأحزاب ومنع التمويل الأجنبى عنها وإبعاد رجال الأعمال عن الأحزاب ومنع سيطرتهم عليها لمصلحة الحياة السياسية فى مصر.
وهو نفس حال حزب الكرامة والتحالف الشعبى التى لا يتجاوز متوسط التبرعات فيها شهريا عن 2000 جنيه وفق تصريحات محمد بسيونى أمين عام الكرامة ومدحت الزاهد القائم بأعمال رئيس الحزب.
أحزاب الأغنياء
فيما تشهد الساحة عددًا من الأحزاب الغنية التى لا تعانى من أزمات فى تمويل أنشطتها وتحركات مرشحيها فى الشارع وعلى رأسها حزب المصريين الأحرار، الذى رفض متحدثه الإعلامى شهاب وجيه الإفصاح عن ميزانية حزبه ومعدلات إنفاقه، مكتفيًا بقوله «نعتمد على اشتراكات أعضائنا داخل الحزب بمبلغ سنوى 120 جنيهًا لكل عضو، ويلتزم بها جميع الأعضاء، رافضا الإعلان أيضا عن حجم العضويات داخل الحزب، وهو ما يعنى أن الاشتراكات السنوية توفر ما يوازى 120 ألف جنيه تقريبا لمجموع أعضائه فى حال ما كانوا  10 آلاف عضو فقط داخل الحزب .
فى المقابل تأتى تعليقات وتصريحات مؤسس الحزب وداعمه ماليا رجل الأعمال نجيب ساويرس، الخاصة بدعم الحزب فى الانتخابات بـ2 مليار جنيه لتطرح التساؤلات حول توجيه القرار السياسى من خلال هذه الأحزاب التى تحظى بتمويلات من جهات مجهولة.
فيما أعلن حزب الوفد أن حجم ميزانيته وفق آخر جمعية عمومية له وعلى لسان أمين صندوق الحزب اللواء محمد الحسينى أن ميزانيته 43 مليون جنيه وهى عبارة عن وديعة بنكية موزعة على بنوك الأهلى ومصر .. وهى فى الأصل محصلة لإعلانات الجريدة والتبرعات قام بجمعها زعيم الحزب فؤاد سراج الدين باشا، لتصل إلى 70 مليونًا فى نهاية انتخابات الرئاسة 2005 التى كان ينافس بها الدكتور الراحل نعمان جمعة،  ووصلت فى 2010 إلى 90 مليون جنيه،  فضلًا عن تبرعات قيادات الحزب من الأثرياء ورجال الأعمال.
وأضاف وجيه أنهم يجمعون تبرعات من داخل مصر وخارجها من أعضاء الحزب والمتعاطفين معه،  مشيرا إلى أن الحزب  لا يوجد لديه أى ودائع بنكية.
فى السياق ذاته قال خالد العوامى المتحدث الرسمى باسم حزب الحركة الوطنية المصرية الذى يترأسه الفريق أحمد شفيق إن مصادر تمويل الحزب قليلة وتتلخص فى 3 مصادر هى الاشتراكات السنوية وتبرعات الأعضاء والجهود الذاتية.
وأوضح العوامى أن أهم مصدر هو الجهود الذاتية من أعضاء الحزب قائلًا: أبناء الحزب ينفقون على حزبهم» فى كل محافظات الجمهورية.
أما د. نبيل دعبس رئيس حزب مصر الحديثة وصاحب سلسلة معروفة للجامعات الخاصة فقال إن حزبه لا يوجد لديه ودائع بنكية ، بجانب أن الحزب يرفض الاشتراكات السنوية، ويتم اختيار كل أعضاءه بدقة ، ويتحمل هو شخصيا نفقات الحزب .. موضحا أن حزبه ينفق شهريًا ما يصل إلى نصف مليون جنيه ، تصرف على إيجارات المقرات بجانب تكلفة طباعة جريدة الحزب ورواتب خاصة بموظفى الجريدة والحزب.
فيما لم يعلن حزب النور عن حجم ميزانيته، خاصة بعد الجمعية العمومية السرية التى عقدها مؤخرا، غير أن مصادر بالحزب أكدت أن الحزب يعتمد على تبرعات تأتى إليه من السعودية من خلال زيارات الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، مؤكدين أن الحزب يرصد ما يزيد على 800 ألف جنيه شهريا للسلع الغذائية طوال فترة الانتخابات والدعاية، وهو ما تجسد فى شنط رمضان التى يتم توزيعها التى كتب عليها الحزب «انتخبوا حزب النور».