الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«القاهرة» تفقد السيطرة على أراضيها

«القاهرة» تفقد السيطرة على أراضيها
«القاهرة» تفقد السيطرة على أراضيها




كتب- بشير عبد الرؤوف


ناقش المجلس التنفيذى لمحافظة القاهرة بجلسته الأخيرة تعدى إحدى شركات العقارات على أرض حديقة عين حلوان مما تسبب وقف أى أعمال تطوير للحديقة وكذلك اقتطاع مساحة من الحديقة، كما ناقش المجلس تدفق المياه طوال الـ24 ساعة دون توقف ودون معرفة وسيلة للاستفادة منها، فى ظل اتجاه المحافظة لاستعادة كل أرض ملكا لها أو البحث فى شأنها واستعادة هيبة الدولة التى استغل البعض ظروف البلاد خلال السنوات الأربع الماضية.
الصراع الدائر بين المحافظة من جانب وجمعية العاملين بهيئة كهربة الريف «التى تم إلغاؤها مؤخرا» من جانب آخر على أرض حديقة عين حلوان الكبريتية، حيث يرى كل منهما أحقيته فيها وأنها ملك له، فالحديقة تؤكد أنها ملك لها والجمعية تؤكد أنها مشتراة من المحافظة بمساحة قدرها 3266 مترا ولم يزد عليها مترا وحدا.
قالت المصادر فى محافظة القاهرة إن هناك تناقضًا تم الكشف عنه أثناء تنفيذ قرار لإزالة تعديات على أرض حديقة عين حلوان الكبريتية تشمل سور الحديقة بأن القرار استهدف الحديقة ونادى سيماف المواجه للحديقة بواقع 1500 متر لكل منهما وأن هناك تعديًا من جانب الحديقة والنادى على أرض الجمعية، دون أن يكون هناك تعدٍ حقيقى أو علم لدى الحى بأية تفاصيل والهدف الإزالة فقط، وكشف المصدر أيضا أن الحى اكتشف حينها أن قرار الإزالة يتعارض ما ورد بقرار الإزالة مع أسوار الحديقة وأسوار النادى، حيث يتطلب التنفيذ إزالة الأسوار والبوابات واقتطاع مساحات من الحديقة والنادى، الأمر الذى يستوجب إعادة العرض على محافظ القاهرة.
وأشارت المصادر إلى أنه تم إيقاف القرار وعرض مذكرة على المحافظ، وأن هناك تعديات متعددة على الشارع المجاور للحديقة والذى يفتح به الباب الغربى للحديقة مما تسبب فى غلقه تماما وغلق الشارع من جانب الشركة، وأصدر الحى القرار بالإزالة، وأنه سبق إعداد رسومات لتطوير الحديقة ووضع حجر أساس لذلك.
تؤكد المصادر فى الجمعية أن الأرض مشتراة من محافظة القاهرة وقد قام حى حلوان بإنشاء سور للحديقة من مساحة الأرض المشتراة فاكتشف الحى أنه أخطأ فأصدر قراره بالإزالة، دون أن يعترف بالخطأ، مما نتج عنه هذا الخلاف.
الغريب الذى أثار استياء المسئولين فى محافظة القاهرة أن الحديقة والأرض التابعة لها سابقة لنشاط الشركة أو الجمعية الذى ولد عام 2011، والحديقة والعيون تخطت المائة عام.
وصرحت المصادر فى الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة بأن الأرض لا تتبع الهيئة والأمر بالكامل مسئولية المحافظة وأنه إذا كانت الهيئة مسئولة عن الحديقة لما فرطت فى شبر واحد منها، ويتوجب الاهتمام بتلك الحديقة لأهمية المياه الكبريتية على المستويين السياحى والصحى.
وأكد محافظ حلوان السابق، اللواء.قدرى أبو حسين، أن الحديقة تم التعدى على أرضها بدون وجه حق وأنها بحاجة لاتخاذ موقف وإزالة التعديات وإحياء مشروع استغلال هذه العيون.
وحديقة عين حلوان بها عيون لمياه كبريتية ومعدنية بتدفق بقطر 10 بوصة طوال 24 ساعة دون توقف، ويأتى إليها الأجانب من كل مكان طلبا للاستشفاء من أمراض الكبد، والأمراض الجلدية والآلام الروماتيزمية والمفصلية، فضلا عن وجود المياه المعدنية التى توقف ضخها لتعطل مشروع التطوير، وكانت حكومة الستينيات قررت مشروعا لإنشاء شاليهات حولها لإقامة الأجانب القادمين للاستشفاء.
ويذكر التاريخ أن عين حلوان كانت مصب اهتمام الحكومات على مدار التاريخ، حيث اهتم بالمنطقة الخديو اسماعيل عندما أرسل إليها متخصصون للكشف عن سر المياه التى ظهرت فيها عام 1879 وقضت على أمراض جلدية لدى بعض الجنود الذين نزلوا للاغتسال فيها، فقرر تخصيص المساحات حولها لتحويلها لموقع للاستشفاء العالمى.
تجددت الأفكار مرة أخرى عند الملك فاروق عندما أصدر قانونا عام 1949 بالترخيص للحكومة المصرية باستغلال المياه المعدنية بحلوان وأصدر مرسوما جاء فى مادته الأولى يرخص للحكومة فى أن تمنح التزام استغلال المياه المعدنية والكبريتية، وفى مادته الثانية على وزرائنا كل فيما يخصه تنفيذ هذا القانون وتخصيص مساحة 500 فدان لتكون مدينة استشفاء عالمية.