السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خريجة الصحافة تحقق ذاتها بـ«الآيس كريم» بعيدا عن «تراب الميرى»

خريجة الصحافة تحقق ذاتها بـ«الآيس كريم» بعيدا عن «تراب الميرى»
خريجة الصحافة تحقق ذاتها بـ«الآيس كريم» بعيدا عن «تراب الميرى»




 الشرقية - عماد المعاملى


 عندما يلتحق الشاب أو الفتاة بالجامعة ويصبح طالبا بإحدى الكليات تملأه الأحلام والتطلعات التى يسعى نحو تحقيقها بكل قوة، وتبدأ رحلة تحقيقها باختيار التخصص الذى يناسب ميوله ويأمل أن يكون واحدًا من العاملين به، ولكن بعد التخرج تصطدم هذه الأحلام بصخرة سوق العمل وشبح البطالة الذى يهدد معظم الخريجين حتى من تعلموا فيما يعرف بكليات القمة يعانون من البطالة، وهنا تخبو الآمال وتبدأ تتلاشى شيئا فشيئا حتى تتحطم تمامًا، ويصبح حلم الشاب والفتاة هو مجرد الحصول على أى عمل وإيجاد دخل مادى يواجه به متطلبات الحياة، خاصة أن كان متزوجًا.
 وهنا تظهر الفوارق الجوهرية بين شاب وآخر، فمنهم من يصيبه اليأس والإحباط وربما الاكتئاب والمرض النفسى ويصبح عالة على المجتمع وقوة سلبية تضر كل من حولها.
 أما الإنسان القوى الأصيل فيصر على النجاح وتحقيق ذاته وإثبات وجوده، حتى لو فى مجال آخر بعيد عن تخصصه، أو فى عمل يراه الكثيرون غير مناسب أو حتى غير لائق به.
 بطلة قصتنا هذه فتاة من النوع القوي، تعرفت عليها «روزاليوسف» فى إحدى جولاتها بمدينة الزقازيق، شاهدنا مكانا جديدا لإنتاج الأيس كريم وبيعه يدويا بطريقة مبتكرة وبدرجة عالية من الجودة والنظافة، وكانت المفاجأة أن الذى تديره وتنتجه بيديها فتاة تدعى شيماء السيد البحيرى من قرية طاروط التابعة لمركز الزقازيق، حاصلة على ليسانس الآداب قسم صحافة عام ٢٠٠٩ .
 وتقول شيماء إنها نشأت فى أسرة متوسطة الحال فوالدها كان يعمل بالقوات المسلحة وهو الآن بالمعاش، ولها ٤ أشقاء وشقيقات وترتيبها الوسطى بينهم، وعندما التحقت بقسم الصحافة راودتها أحلام العمل فى المجال الإعلامى كالصحافة أو الإذاعة والتليفزيون حيث الشهرة والمجد والقوة والمال، مشيرة إلى أنها تدربت بالفعل فى إحدى الصحف المحلية بالزقازيق، حتى اكتشفت أنه هذه ليست هى الصحافة الحقيقية التى تتطلع للعمل فيها، وهنا اصطدمت أحلامها بصخرة الواقع، حيث سعت كثيرا للتدريب فى إحدى المؤسسات الصحفية المعروفة دون جدوى.
 وأضافت أن الأمر مثل لها صدمة لم تدم طويلا، واستطاعت أن تخرج من أحزانها سريعا، وتزوجت فى عام ٢٠١٠ من شاب تخرج فى كلية العلوم ويعمل فى مجال المبيعات، وأنجبا طفلا أسماه «آدم».
 وأكدت شيماء  أن إصرارها على تحقيق ذاتها لم يتزعزع لحظة، خاصة مع زيادة متطلبات الحياة، فقررت الخروج للحياة العملية بعيدا عن العمل الحكومى الذى لن يأتى، على حد قولها.
 وتابعت أنها فكرت فى عمل مشروع خاص بها يدر عليها دخلا تساعد به الزوج على تحمل نفقات المعيشة، ولكن واجهتها مشكلتان أساسيتان، الأولى نوع المشروع الذى يتناسب مع قدراتها وتستطيع أن تديره بنفسها، والثانية تدبير التمويل اللازم لتنفيذه.
 وأوضحت أن فكرة مشروعها جاءتها من مقطع فيديو شاهدته على موقع يوتيوب من دولة تايلاند، وهو عمل الأيس كريم يدويا وبيعه للجمهور، وهى فكرة رغم بساطتها إلا أنها لو تم تنفيذها بدقة وإتقان ستصبح مشروعًا مجديًا اقتصاديًا ومعنويًا، خاصة أنها جديدة المجتمع الشرقاوى.
 وقالت إنها بدأت تبحث عن مصدر لتمويل فكرتها، حتى نصحها المقربون لها بالحصول على قرض من أحد البنوك، وبالفعل أتمت ذلك وحصلت على المبلغ المطلوب، وبدأت فى التنفيذ، مشيرة إلى أن أهم عامل بعد ذلك كان هو اختيار المكان المناسب ليحقق مشروعها الرواج المطلوب، ووفقها الله فى الحصول على محل فى موقع متميز مواجه لمبنى ديوان عام محافظة الشرقية على ترعة بحر مويس بالزقازيق، وأخذ إعداد الموقع وتزويده بالمعدات اللازمة مجهودًا كبيرًا، حيث إن جميعها تم تصنيعه خصيصا لهذا الغرض ولا يباع جاهزًا..  وتابعت أنها  استخرجت كافة المستندات الرسمية المطاوبة لبدء العمل مثل التراخيص والبطاقة الضريبية، وانطلق مشروعها الذى تديره بنفسها، ويعمل لديها ٣ عاملين من الشباب يحصلون منها على رواتب شهرية، مؤكدة أن المشروع يحقق ربحا معقولا يكفل له الاستمرار ، وأنها استطاعت تحقيق ذاتها بعيدا عن تراب الميرى والوظيفية الحكومية التى لن تأتى أبدا، وتتطلع الآن وتحلم بأن تصبح سيدة أعمال شهيرة.
 وأشارت  إلى أن فكرة عمل الأيس كريم يدويا تعتمد على نظام التبريد والتسخين فى آن واحد وهى فكرة لم تنفذ من قبل فى الشرقية، مؤكدة أن عددًا كبيرًا من مواطنى الزقازيق وما حولها أصبحوا يعرفونها بالاسم ويقصدونها فى نزهاتهم  للاستمتاع وأطفالهم بما تقدمه ، خاصة أنها تعتمد فى إنتاج الأيس كريم على مواد طبيعية بنسبة١٠٠ ٪ ، ويشاهد العميل خطوات صناعة ما يتناوله أمام عينيه ويتأكد من سلامته ونظافته، فضلا عن السعر المناسب.