الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دراما رمضان.. والحساسية الجديدة

دراما رمضان.. والحساسية الجديدة
دراما رمضان.. والحساسية الجديدة




يكتب: د. حسام عطا

محفوظ عبد الرحمن، شيخ كتاب الدراما التليفزيونية لمن لا يعرف، كان عمله الحكومى بدار الكتب والوثائق القومية، ولذلك فعلاقته بالتاريخ وبالواقع علاقة من عاش عمره مع المخطوطات والوثائق ومصادر المعرفة الأساسية.
ولا شك، وهو الرجل السبعينى تقريباً، يبدى اندهاشه المنزعج مما يحدث فى الدراما التليفزيونية الآن، هكذا تحدث على شاشة دريم مع أول أيام رمضان.
هو غائب منذ درامته عن بيرم التونسى فى رمضان قبل الماضي، والتى لم تحقق المشاهدة التى تستحق، وقد كانت من إنتاج اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وهو ينادى الآن بضرورة عودة الدولة للإنتاج الكبير، وهو يؤمن بالدولة الحارسة، يذكرنا بأن رقابة التليفزيون كانت ترفض فى الثمانينات من القرن الماضى أن يقول رجل لزوجته أنت طالق، حرصاً على كيان الأسرة المصرية!
لست معه وهو يستدعى الرقابة للدرامات الحالية، ولكنى معه فى دعم الدولة لدراما موازية كبيرة قادرة على المنافسة، وفرض تيار جديد مقاوم لهذه الهجمة الدرامية الشرسة العنيفة الممتلئة بكل النماذج الخارجة اجتماعياً.
ولكن وحتى لا نصبح ممن يتحرون حركة التاريخ، فلابد وأن نعترف بأن هناك جيلاًً جديدًا يملك حساسيته الخاصة، ينقل لغة الشارع الجديدة، وهى للأسف لغة صادمة، لكنها جديدة وطازجة، وتأكيدها مع شديد الأسف على الشاشات الملونة ينقلها من لغة الهامش ليجعلها فى المتن المجتمعي، عبر الإعتراف العلنى بها، المطلوب هو النظر للدراما الجديدة نظرة جادة ترى فيها حساسية جديدة فى التصوير السينمائى والإضاءة السينمائية والمناظر وحركة الكاميرا ولغة الإخراج الطموحة، هل المشكلة حقاً فى الكتابة الدرامية؟
إن هؤلاء الكتاب الجدد يحتاجون للإعتراف لدعمهم بشكل إيجابى يدفعهم لمصادر أخرى للمعرفة، لإدراك لأن الفن عليه أن يبحث فى الواقع عن الشعر رغم كثرة النثر الخشن، عن إدراك الأحداث الكبرى التى تمر بها مصر الآن بطريقة مبتكرة حيوية، لكن ومع كل الملاحظات الاستباقية عن دراما رمضان، علينا أن نعترف بأنها تشكل حساسية جديدة فنية صادمة بقدر  صدقها مع أسلوبها الجديد، أما كيفية تطوير تلك الحساسية بدون البكاء على أطلال زمن الفن الجميل فهو ما يجب التفكير فيه، حيث لا شك أنها دراما على أقل التقديرات لم تعد تمنح الإعتراف المحترم الذى حظى به كاتب مثل محفوظ عبد الرحمن، كما أنها لم تعد الطريق المضمون لخلق نجوم الصف الأول كما كان يحدث من قبل، وعلى صناعها أن يسألوا أنفسهم لماذا خرجت فكرة القيمة عن دراماتهم الصاخبة؟!