المثقفون فى رمضان

رمضان شهر الذكريات والروائح الملونة بألوان الفوانيس والياميش وأصوات التواشيح الدينية. لكل منا رمضانه الخاص ذلك البعيد أيام الطفولة والذى نحتفظ به قابع فى الذاكرة لا يتزحزح مهما مر الزمن عليه. نستجير به فى الأوقات العصيبة ليذكرنا بروائح وأصوات وألوان قد تريحنا من متاعب حياتية عابرة وتسرى عنا.. معا نبحر فى رمضانات المثقفين لنشاهد بأعينهم ما عايشوه.


ميسرة صلاح الدين: ذكرياتى فى رمضان

كطفل صغير نشأت فى مدينة الإسكندرية الجميلة فقد ارتبط رمضان فى عقلى بطقوس العائلة كحفلات الإفطار والزيارات المطعمة بالحلوى، وكطفل تربى فى فترة الثمانينيات من القرن الماضى فقط ارتبط رمضان معى أيضا بعرائس رحمى «بوجى وطمطم» وأفلام الكارتون المدبلجة على القناة المصرية الثانية.
لكن هذا الارتباط الشرطى تغير تدريجيا عندما بدأت اسمع أصوات الدعاء والصلوات والقراء المشاهير الذين كانت أصواتهم تصدح طوال الليل قراءة وخشوع وتهجد ويأتيهم الناس من كل صوب طمعا فى الأجر والثواب، وكانت المصابيح المنيرة فى كل مكان والزينة الملونة معلقة فى كل النوافذ والبلكونات والفوانيس النحاسية ذات الشموع فى أيدينا أطفالا والتى سرعان ما حل محلها فوانيس بلاستيكية تضيئها الحجارة.
ثم بدأت تدور فى ذهنى العديد من الأسئلة وكان أولها عن السلوكيات السلبية العديدة التى تنتشر فى الشوارع نهارا ويلقى تبعاتها على صيام رمضان كالمشاجرات والتزاحم والإهمال والتكاسل وقت العمل ،كيف يمكن أن اربط بين هؤلاء الذين يصلون ويبكون ليلا وبين هؤلاء الذين يهملون ويتشاجرون نهارا، وكان التساؤل الثانى حول مجموعة المحاضرات الدينية التى نسمعها مرارا وتكرارا من عام لعام ومن رمضان إلى رمضان بنفس الصيغة والمنطق والتى لا تتطور ولا تتغير برغم الحاجة الماسة دائما للتطور والتغيير.
أما عن طقوسى اليوم فى رمضان فانا اعمل جاهدا على أن استمر فى الكتابة وإكمال ما بدأته من مشاريع إبداعية وأدبية، وان أستمر فى خطة القراءة التى وضعتها لنفسى منذ بداية العام والتى تشتمل قراءة العديد من الكتب المترجمة لشعراء عالميين ومجموعة من الروايات العالمية لجانب بعض القراءات فى تاريخ الدولة الإسلامية أعلام الإسلام وعلاقة الإسلام بالديانات الأخرى فنحن اليوم أحوج فى ظل ما نعانيه من التطرف والعنف لأن نبحث عن حقائق الأمور بدلا من الخطب والندوات الدينية المحفوظة فى فضل الصوم والعشر الأواخر وكيفية صلاة العيد.