الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إنهاء سيطرة قبيلة «حاشد» على الجيش اليمنى




أصدر الرئيس الانتقالى اليمنى عبدربه منصور هادى منذ أيام قرارات رئاسية قضت بتشكيل الحماية العسكرية والأمنية لرئاسة الدولة، وبفك ارتباط عدد من الأولوية العسكرية عن قيادتى الجيش، واستهدفت قرارات هادى فك الارتباط المالى والإدارى والقيادى لـ 6 ألوية من الحرس الجمهورى ولواء من الحرس الخاص من أصل 31 لواء حرس جمهورى و11 لواء قوات خاصة، تخضع جميعها لقيادة النجل الأكبر للرئيس السابق، كما اسهدفت فك ارتباط 5 ألوية من أصل 23 لواء، هى إجمالى قوام الفرقة الأولى مدرع، التى يقودها اللواء على محسن الأحمر، الذى أعلن تأييده للثورة الشعبية فى مارس 2011 وانشقاقه عن النظام، مما أدى إلى انقسام الجيش بين مؤيد لصالح أو مؤيد للواء على محسن الأحمر.
 
وهذه المرة شكلت قرارات هادى وفقًا للخبراء والمراقبين تحولاً نوعيًا على طريق تفكيك الهيمنة غير المشروعة لطرفى الصراع على قوات الجيش وعزز الثقة بالطريقة التى يتبعها الرئيس اليمنى مهام المرحلة الانتقالية بعد أن كانت تعرضت لانتقادات سياسية وشعبية واسعة.
 
غير أن قرارات الرئيس اليمنى الأخيرة، خلفت ارتياحًا كبيرًا هذه المرة بدت فى ردود الأفعال المؤيدة لها من قبل مختلف فرقاء العمل السياسى، ومن القوى والأحزاب اليمنية والشعبية، التى بادرت إلى إصدار بيانات مساندة لما اعتبرته خطوة فى طريق تخليص المؤسسة العسكرية من القبضة العائلية والعشائرية، ومن ثم استعادة الدولة المنهارة والتهيئة للانتقال الديمقراطى.
 
فمعظم الفعاليات السياسية والحزبية تترقب لحظة تحرر الجيش اليمنى، وترى أنها ستحررها من مخاوفها التى خلقتها سطوة هذه المؤسسة على مدى عقود، وهو ما لا يمكن الوصول إليه، إلا بوجود دولة قوية قادرة على تأمين شروط التناوب على السلطة ومنع إعاقة انتقالها من قبل المؤسسات المراهنة على القوة كالمؤسسة التى مازالت تتطلع للعب دور سياسى.
 
على أن فك الارتباط بين هذه المؤسسة العسكريج والمكونات العشائرية والقبلية ليس بالأمر السهل نظرًا لتفاقم وترابط المصالح بين الطرفين، خاصة العقود الثلاثة الأخيرة من حكم صالح، التى عرفت تطورات خطيرة، أدت إلى فقدان الهوية الوطنية للجيش، بعد أن عمل صالح فى المرحلة الأولى من حكمه على تعزيز سيطرة قبيلة حاشد التى ينتمى إليها ثم فى المرحلة الثانية تمكين عشيرته سنحان وهى فخذ من حاشد حتى انتهى فى المرحلة الأخيرة إلى أحكام الأطباق العائلى على هذه المؤسسة بتأسيس الحرس الجمهورى عام 1991 بقيادة نجله الأكبر أحمد وإخوته، والتى وصلت إلى حد تقاطعت فيه مصالح العائلة مع العشيرة والقبيلة، لاسيما بعد أن أصبح توريث الحكم الهاجس المسيطر على على صالح.
 
من الواضح أن الترابط بين قوات الجيش والمكونات الاجتماعية التقليدية تستند إلى تراكمات طويلة من الممارسة السياسية تدعمه شبكة مصالح واسعة وعميقة نشأت وتشابكت على مدار عقود طويلة من الزمن، وليس من السهل إنهاؤها ولذا يكون فك الارتباط التدريجى بين تلك المصالح، وكما يذهب الرئيس هادى الخيار الأنسب، ليس فقط لاستعادة الهوية الوطنية للمؤسسة العسكرية اليمنية وإنما لتفادى الدخول معها بصدام فى ظرفية تعانى منها الدولة من وهن شديد.