الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«السنباط».. قرية فيومية تغرق فى الصرف الصحى

«السنباط».. قرية فيومية تغرق فى الصرف الصحى
«السنباط».. قرية فيومية تغرق فى الصرف الصحى




الفيوم ـ حسين فتحى
تعرضت منازل قرية  السنباط التابعة لمركز ومدينة الفيوم للغرق فى مياه الصرف الصحى، وأصبح أكثر من 30 ألف مواطن محاصرين داخل منازل تفوح داخلها الروائح الكريهة من الشوارع التى تحولت إلى مستنقعات صرف صحى تتكثر عليها الجراثيم والآفات والحشرات السامة يحدث هذا نتيجة ترك خطوط الصرف الصحى تغرق أغلب منازل القرية التى يستشهر أهلها بصناعة الفول المدمس.
لذلك صب أهالى القرية  جام غضبهم على الحكومات التى تعاقبت عليهم منذ 25 عاما أى أن القرية تحتفل هذا العام باليوبيل الفضى على وهم إقامة محطة الطرد الخاصة بالصرف الصحى .
هذه القرية  التى لا تبعد أكثر من  2.5 كيلومتر عن مدينة الفيوم تمثل المعقول واللا معقول حيث يعيش أهلها وسط أنهار الصرف الصحى والناموس و الروائح كريهة واستخدام «السقالات» للتنقل فيما بينهم من أعلى أسطح المنازل .
عزت حيدر «مهندس زراعى» يرى  أن بداية معاناة أهالى القرية بدأت منذ 25 عاما منذ زيادة عدد المنازل بالقرية بسبب التوسع العمرانى وعدم قدرة خزانات الصرف الصحى باستيعاب مخلفات المواطنين مما أدى إلى حدوث عمليات «طفح» مستمر وكان يتم طرد مياه الصرف الصحى على أحد المصارف لإنقاذ القرية من عملية الغرق .
ويقول حسن نجيب «مزارع» إن سكان القرية أصبحوا مثل الأموات بعد غرق المدرسة الابتدائية والجمعية الزراعية والعديد من المساجد والصيدليات إضافة إلى تحول الأدوار الأرضية بالمنازل إلى بحار من المياه الملوثة التى ينتشر بها الديدان و الذى أصبح من المشاهد المألوفة لدى مواطنى القرية كما تعطلت حركة البيع والشراء ولم يعد أحد يستطيع الخروج من منزله بسبب غرق معظم منازل القرية.
و يتهم حسن أبو العطا «موظف» مسئولى الوحدة المحلية بالتفرغ بجمع «الأموال» بحجة شفط المياه من الشوارع والمنازل دون وضع علاج حقيقى للمشكلة التى أصبحت تهدد كل سكان القرية.
قال: ذهبنا لكل المسئولين بالمحافظة حتى أنه عندما حاولت الاتصال بمكتب المحافظ ردت علينا إحدى السيدات بسخرية شديدة «عليكم الاتصال ببرامج التوك شوك» حتى يتم النظر فى مشاكلكم.
ويكشف مجدى نشأت «موظف بالضرائب أن معظم أهالى القرية قد قاموا ببناء «سقالات» من الأخشاب حتى يمكنهم العبور من منازلهم إلى المنازل المجاورة   التحرك  لشراء احتياجاتهم خلال شهر رمضان خاصة أن «تسونامى» الصرف الصحى بدأ يغرق القرية قبل 10 أيام و للأسف لم يتحرك أحد لإنقاذهم .
وطالب رئاسة الجمهورية بإرساله للوقوف على مأساة القرية على الطبيعة بدلا من التقارير المفبركة التى تصل الرئاسة من مسئولى محافظة الفيوم وشركة الصرف الصحى.
ويضف سعد يوسف عويس «مزارع» أن أهالى القرية تبرعوا بحوالى 300  ألف جنيه لشراء قطعة لإقامة محطة للطرد ورغم وجود قطعة الأرض إلا أن شيئا لم يتم لافتا إلى  أن هيئة الأوقاف تمتلك مساحة 7 أفدنة بمنطقة خورشيد تصلح لإقامة محطة للصرف الصحى لخدمة أهالى 3 قرى منهم قرية السنباط إلا أن هيئة الأوقاف ترفض تخصيص هذه المساحة لصالح مشروع خدمى يخدم أكثر من 170 ألف مواطن.
أما السيدة نوال رجب «بائعة خضر وفالكهة» فتبكى بحرقة على ضياع ما تعرضه من الخضروات وسط مياه الصرف الصحى، قائلة خرب بيتى بسبب مياه الصرف الصحى التى دمرت بضاعتى البسيطة التى أنفق منها على 5 أفراد .
تضيف «مين يعوضنى عن خسائرى» خاصة أننى سيدة مريضة وأن غرق شوارع القرية أقعدها بدون عمل .
ويؤكد أحمد محمد كمال «طالب» أن الأهالى فشلوا فى الخروج من منازلهم لدفن أحد المتوفين حيث فشلوا للذهاب للمقابر بسبب غرق الشوارع بالمياه الملوثة الناتجة عن انفجار خط الصرف الصحى الذى تم توصيلة على خطوط الصرف الزراعى، كما فشلت السيارات فى حمل جثة المتوفى و هو ما دفع الأهالى إلى حملة عبر أسطح المنازل والسير به من خارج القرية والصلاة عليه فى قرية مجاورة ودفنه بمقابر القرية التى تقع بعيدا عن المنازل.