الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أنواع الصبر

أنواع الصبر
أنواع الصبر




كتب: د. أحمد الطيب

للصبر أنواع 1- الصبر على الطاعات، أو التكاليف؛ كالأمر بالصلاة، فإنه يحتاج إلى صبر لكى تؤدى الصلاة وتقوم فى صلاة الفجر وتترك النوم وتغتسل وتقوم وتقف وتخضع، هذا كله يحتاج إلى صبر، الصوم أيضًا يحتاج إلى صبر، وهو يُعلِّم الصبر أيضًا، ودفع الزكاة، لأنك تقتطع جزءا من مالك وتخرجه، هذا يحتاج إلى صبر، والحج أيضًا واضح أنه يحتاج إلى صبر، وهكذا..
2- الصبر عن المعاصى؛ لأن المعاصى كلها إغراءات وكلها شهوات وكلها لذائذ، والنفس تهفو وتطير إليها فرحًا أو شوقًا، فأنت تحتاج إذن إلى أن تكبح جماح النفس وجماح الهوى، فما هو سلاحك فى هذا الكبح؟ هو الصبر..
3- الصبرُ على تصاريف الأقدار والابتلاءات التى تنزل بالإنسان من مرضٍ، من فقد حبيبٍ،  من فقر... فالإنسان معرضٌ للشدائد ومعرض للابتلاء، وكما هو مُعرَّض للصحة مُعرَّضٌ للمرض، وكما هو معرض لمباهج الحياة معرض لشدائد الحياة: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِى كَبَدٍ) فإذا تعرض الإنسان لهذه الشدائد والابتلاءات، فليس أمامه إلا أن يصبر، ولا يجزع ولا ييأس ولايحبط.
والناظر يجد أن حياة النبى - صلى الله عليه وسلم - وحياة الأنبياء بشكل عام كانت حياة كفاح ومشاق؛ لتغيير أخلاق الناس والمجتمعات، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيد الصابرين، ومع ذلك يوصيه القرآن الكريم بأن يكون دائمًا صابرًا، قال تعالى: «وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا» {الزمر: 10}، والهجر هنا أي: هجر تبقى فيه على بعض الود، أو على بعض الاتصال؛ ولذلك أكثر الناس ابتلاءً هم الأنبياء، لأن البلاء يحتاج إلى صبر، والصبر دائمًا هو مرحلة أو مشوار، أو مسافة نهايتها دائمًا الفرج، ففى الحديث الشريف: «وَاعْلَمْ أنَّ فِى الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»، أي: أن الضيق الذى تشعر به، ولا تعرف ماذا تفعل، سينكشف مع الصبر، لكن متى ينكشف؟ هذا فى علم الغيب، «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»، فنلاحظ أن العسر مُعرَّف بالألف واللام، واليسر منكَّر، والآية التى تليها نفس الشيء، فيها العسر مُعرَّف واليُسر مُنكَّر، ففى اللغة العربية: إذا كرر المُعرَّف يكون واحدا، وإذا كرر المُنكَّر يكون اثنين، فإذن اليسر اثنان، والعسر واحد، ففى الآيتين الكريمتين تكرر اليسر منكرا، فأصبح عندى يسران، وتكرر العسر المعرف، فأصبح عندى عسر واحد، ولذلك النبى صلى الله عليه وسلم  قال: «ولَن يغلبَ عسرٌ يُسرين».