الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

وسط البلد.. كعبة المتسولين فى رمضان

وسط البلد.. كعبة المتسولين فى رمضان
وسط البلد.. كعبة المتسولين فى رمضان




كتبت – هاجر كمال
«حاجة لله ربنا ما يرميكى فى ضيقة».. «ربنا يرزقك يابنى ويوسع رزقك» عبارات نسمعها كثيرا هذه تجد وقعاً فى قلب البعض، فيمد يده فى جيبه ليخرج «اللى فيه النصيب» فى يد قائلها. ويلجأ من يمتهن التسول إلى حيل كثيرة لاستدرار عطف المارة، عبر العزف على وتر الشعور الدينى تارة، أو إبراز وريقات تحمل أختاماً وكلمات تفيد بأن حاملها، أو من يعيلهم، يعانى أمراضاً أو أزمات تتطلب مبالغ كبيرة لعلاجها أو حلها.

وفى شهر رمضان تحديدا، تنشط حركة التسول، ويكثر مشهد استعطاف المتسولين للمارة فى الأماكن العامة، ويستغل البعض حاجة الناس للأجر فى هذا الشهر الكريم، مع تقديم البعض منهم تقارير طبية قديمة أو مزيفة لإثارة شفقتهم، ويلاحظ انتشار هؤلاء المتسولين فى أماكن بعينها بصفة دورية ووصل بهم الحال للمواصلات العامة والمصالح الحكومية وداخل المستشفيات العامة، وصرنا نشاهدهم كل يوم وفى كل ساعة وفى كل الأماكن التى نذهب إليها.
«روزاليوسف» رصدت عددًا من هؤلاء المتسولين الذين يتخذون من بعض المناطق مكانا دائما لممارسة «التسول» الذى تحول لمهنة يمتهنها من يريد جنى أموال دون بذل الحد الأدنى من التعب أو الجهد، فعند مرورك فى الشارع المؤدى لمحكمة زينهم والمشرحة بالسيدة زينب لابد أن تلاحظ تلك السيدة الخمسينية التى ترتدى عبائة سوداء والمثير للدهشة أن أبناءها يحضرونها صباحا ثم يمرون عليها آخر النهار بعد أن تكون جمعت أكبر قدر من الأموال عن طريق صدقات الصائمين وبهذا يضيع حق الفقراء والمساكين الذين أولى بهذه الصدقات.
وفى شارع قصر العينى تجلس سيدة سبعينية معاقة تضع أمامها طبق نحاس ليضع فيه المارة صدقاتهم، وفى وسط البلد يكثر انتشار بائعى المناديل والورد من الشباب أو صغار السن ويرتدون ملابس جيدة إلى حد ما ولا يظهر عليهم التسول، أما فى مترو الأنفاق فيشتهر شاب يدعى أنه معاق ويتحدث بصعوبة ويركب عربة السيدات ويردد دعاء الركوب وبعض الأدعية والذكر، وبعد فترة يدعى الإغماء عليه فى محاولة لاستجداء عطف أكبر عدد من السيدات.
كما تشتهر تلك السيدة الخمسينية التى تركب عربة السيدات وتدعى أن ابنتها تجرى غسيل كلى وتارة تقول إنها تحتاج مبلغ 200 جنيه وتارة 300 جنيه وتظهر الأوراق التى تؤكد ذلك «عن بعد» فى محاولة لإثبات صدق كلامها، والمشكلة أنه صعب التفريق بين المحتاجين والمحتالين، حيث إنهم فى كل مرة يعتمدون أساليب جديدة، لاستمالة الناس إليهم، خصوصاً عندما يبرزون أوراقاً طبية مزورة ويطالبون بالمساعدة لسداد تكلفة العلاج.
المتسولون لديهم بالفعل أسلوب ومهارة فى الإقناع وكسب عطف الناس وقد تسمع ذات القصة بتفاصيلها وبنفس الكلمات والطريقة من متسول آخر ‏لأن شهر رمضان بالفعل فرصة لرواج ظاهرة التسول واستغلال أموال الزكاة والصدقات.