الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرفاعى توءم السلطان حسن بأمر من خوشيار «خانوم».. والنسمة الرطبة على قلوب المصريين

الرفاعى توءم السلطان حسن بأمر من خوشيار «خانوم».. والنسمة الرطبة على قلوب المصريين
الرفاعى توءم السلطان حسن بأمر من خوشيار «خانوم».. والنسمة الرطبة على قلوب المصريين




كتبت- مروة مظلوم


مهما ارتفعت درجة حرارة الجو أو انخفضت فدائماً هناك منطقة وسطى لاتعترف بتقلبات الطبيعة وتحتفظ لنفسها بنسمة رطبة يلجأ إليها المصريون هرباً من الحر .. إذا مرت بك فأعلم أنك فى رحاب الرفاعى والسلطان حسن.. لا أحد يعلم سر ذاك  الممر الذى يربط بين مسجدين من أشهر المساجد بالقاهرة.. فالرفاعى مثله كمثل مئات المساجد فى مصر التى تحمل أسماء شخصيات لاتمت لها بصلة فالمسجد المنسوب إلى الشيخ أحمد الرفاعى، شيخ الطريقة الصوفية المعروفة بالرفاعية  لم يُدفن به، بل إنه لم يدفن فى مصر كلها، ولكن هذه التسمية لازمت الزاوية المجاورة له، والتى تضم قبور عدد من شيوخ الصوفية، وعلى رأسهم على أبو شباك، وهو من ذرية الشيخ الرفاعى، ويحيى الأنصارى وحسن الشيخونى وغيرهما.
لا أحد يعلم سر اختيار الوالدة باشا خوشيار هانم، والدة الخديوى اسماعيل، لتلك البقعة المجاورة  لقلعة صلاح الدين لتبنى عليها مسجداً كى تصبح فيما بعد مثوًى لرفات العديد من أبناء أسرة محمد علي، والذين من أشهرهم حفيدُها وآخر ملوك مصر، الملك فاروق بن الملك فؤاد بن الخديو إسماعيل. وليتحولَ المسجدُ الى واحد من أشهر المساجد التى تجذب الأنظارَ بين الحين والآخر بما يضم تحت ثراه من شخصيات طالما ملأت الدنيا صخباً وجدلاً إلا أن الدنيا وكما يقولون «حظوظ» وبخاصة أن تلك المنطقة تمتلِئُ بالعديد من الزوايا والمساجد التى لم تفكر العائلة العلوية فى جعلها مقراً لمقابِرها. وزاد إقبال العديد من الشباب على ذلك المسجد أخيراً بعد عرض مسلسل «الملك فاروق» فى رمضان، والذى أثار العديد من الجدل والخلاف حول فترة شديدة الأهمية فى تاريخ مصر وشيِّدَ مسجد الرفاعى على أرض مسجد آخر كان يسمى مسجد الذخيرة بنيَّ فى العصر الأيوبى ووصفه المقريزى بأنه كان فى مقابل شبابيك مدرسة السلطان حسن. وكانت بجواره زاوية عرفت بالزاوية البيضاء أو زاوية الرفاعى. وضمت قبور عدد من المشايخ؛ من بينهم أبو شباك ويحيى الأنصارى وحسن الشيخوني.
والثابت أن خوشيار هانم قررت عام 1869 تجديد الزاوية وقامت بشراء الأماكن المجاورة لها وهدمها، وبناء مسجد كبير يكون مدفنا لها ولأبناء أسرتها من بعدها وقام كبيرُ مهندسى مصر آنذاك حسين باشا فهمي، وكيل ديوان الأوقاف بوضع تصميم لبناء المسجد ومدافن الأسرة المالكة وقبتين للشيخين؛ على أبو شباك ويحيى الأنصارى غير أن البناء توقف عام 1880 لإدخال تعديلات على التصميم ثم جاءت وفاة خوشيار هانم عام 1885 لتحول دون إتمام البناء رغم دفنها فيه بحسب رغبتها.
ولمدة ربع قرن، ظل البناء متوقفا حتى تولَّى الخديو عباس حلمى الثانى عرش مصر وكلف هرتس باشا مدير الآثار المصرية آنذاك إكمال بناء المسجد عام 1911، وافتتح للصلاة عام 1912 يوم الجمعة الموافق غرة محرم عام 1330 هـ. وبنى المسجد على غرار مسجد السلطان حسن المواجه له، ليشبهه فى عمارته الفخمة وضخامة حجمه وارتفاعه كما بنيت المداخل الشاهقة التى تكتنفها الأعمدة الحجرية والرخامية بتيجانها العربية بينما حليت الأعتاب بالرخام، وغطيت المداخل بالقباب والسقوف البديعة.
يحوى المسجد ضريح أبو شباك الذى يعد مقصداً لكل سائل ومحتاج فكعادة المصريين اتخذوا من الضريح وجهة للتبرك بها والدعاء بكل مايتمنونه دعوات الزواج والانجاب  تملأ أرجائه وأيدى المصريين تمسح على شبابيكه الخضراء ذهاباً وإيابًا. .