الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

صناع الدراما: تفسد العمل والجمهور يلجأ للإنترنت

صناع الدراما: تفسد العمل والجمهور يلجأ للإنترنت
صناع الدراما: تفسد العمل والجمهور يلجأ للإنترنت




تحقيق- آية رفعت

حالة من الانتقادات تشهدها مواقع التواصل الاجتماعى ويعبر عنها جمهور الدراما حول زيادة مدة الفاصل الإعلانى على القنوات الفضائية وبعدما كان الفاصل لا يتعدى الخمس دقائق لمدة أربع مرات من المسلسل تم تكثيف الإعلانات لتصل مدتها إللى 20 دقيقة بكل فاصل ما جعل القنوات غير ملتزمة بالمواعيد فبعدما أعلنوا عن عرض مسلسل كل ساعة اصبح المسلسل تطول مدته لتصل إلى ساعة و40 دقيقة بسبب الإعلانات رغم أن مدة الحلقة كاملة لا تتعدى الـ30 دقيقة.


وقد بدأ صناع الأعمال أنفسهم وبعض الفنانين فى التعبير عن غضبهم من طول فترة الإعلانات هذا العام بشكل يؤخذ على القنوات الفضائية خاصة مع زيادة حجم النجم وزيادة إقبال الجماهيرعلى المسلسل ما دفع الشاعر أيمن بهجت قمر للتساؤل حول امكانية القيام باكتتاب يحمى الأعمال الدرامية أو قناة خاصة للأعمال الرمضانية بدون فواصل يطلقها المنتجون، ولكن هذه الاقتراحات تصبح بعيدة المنال أمام عرض وطلب السوق.
وعن المشاكل التى تواججها الأعمال قال الكاتب وليد يوسف: «هذه الإعلانات قد تؤثر على الأعمال بالسلب.. حيث إن مدتها الطويلة تدفل الجمهور للملل وبالتالى يقومون بالبحث عن أى مسلسل آخر فى أى قناة أخرى لا توجد بها إعلانات وقت الفاصل. أو ينسون الأحداث وتفاعلهم معها. فالجمهور يقعد منذ أول أيام رمضان يشاهد الإعلانات الجديدة خاصة للمنتجات التى تقدم إعلانات مختلفة ومتميزة فى كل عام ولكن مع تكرارها يصاب بالملل».
وعن كيفية حل هذا الأمر قال يوسف: «الحلول كثيرة ولكن تحتاج إلى وقفة المشكلة فقط ان الإعلانات لها حسابات خاصة لدى القنوات ولكن لا أعرف من الممكن عقد اتفاق بين شركات الإنتاج والقنوات بزيادة قيمة الإعلان بحيث لا يمكن للشركة تكراره كل هذه المرات وبالتالى لا تخسر القناة ويتم عرض فاصل إعلانى كل ربع ساعة لمدة 3 دقائق ما لا يؤثر على العمل.
وأضاف قائلا: «من الممكن أيضا أن نطالب نقابة المهن التمثيلية بالتدخل لوقف هذه المهزلة التى تؤثر على الأعمال بدلا من انتقادهم المواد التى نقدمها والطريقة التى نعمل بها.. فمن واجبهم حل المشاكل التى تواجه الفنانين وأعمالهم».
بينما قال الفنان حسن الرداد أنه من المؤكد ان مشاهدة المسلسل بدون فواصل من الأساس أكثر متعة لدى الجمهور وتجعله متابعا للأحداث والخيوط خاصة الأعمال التى تعتمد على التركيز والتفكير، لكن المشكلة أن الإعلانات لابد ان تتواجد خاصة كلما تزيد نسبة المشاهدة على عمل فيزيد معه إقبال المعلنين عليه ليرى اكبر عدد من الناس منتجاتهم.
وأضاف الرداد: «الجمهور غالبا ما يصاب بالملل مما يدفعه للجوء إلى مواقع الانترنت المختلفة لمشاهدة العمل كاملا دون فواصل، أو البحث عن بعض القنوات الفضائية التى تقدم العمل بفواصل إعلانية أقل وبالتالى ينصرف عن القناة التى استغلت نسبة المشاهدة ولن يتابع أى منتج منها، والمشكلة أن العملية كلها صعب التحكم بها لأنها تعتبر مكسبا للقنوات ومكسبا لسمعة المسلسل، ولا اعتقد أنه يمكن لأى منتج أن يشترط على أى قناة فى العقد مدة الإعلانات المطلوبة لأن ذلك سيؤثر على توزيعه للعمل».
يذكر أن الرداد يشارك في السباق الرمضانى بمسلسل «حق ميت» و«مولد وصاحبه غايب»، وكان للمنتجين رأى خاص حيث قال المنتج جمال العدل: «الكثير منا يرحب  بتزايد الإعلانات لأنها تقيس نجاح المسلسل فطبقا لقواعد الدراما العمل الناجح يحقق اعلى نسبة مشاهدة وبالتالى أعلى نسبة إعلانات.. ورغم أن المنتج لا يعود عليه الأمر بعائد مادى من كثرة الإعلانات إلا أن هذا يثقل مسلسله ويفرح به ولكن تظل القناة هى التى تكسب فقط».
وأضاف قائلا: «المشكلة هو عدم وجود بروتوكول إعلامى موحد للحد من هذه الظاهرة عن طريق وضع تسعير للإعلانات بدلا من أن تتسابق كل قناة فى تخفيض الإعلانات خلال موسم رمضان وإقامة عروض جيدة للشركات لتعلن عندها بكمية أكبر، فإذا تم وضع تسعير للإعلان الواحد سيتساوى كل القنوات ولن يكون هناك زيادة فى عدد إعلانات عن القناة الأخرى، فأناشد غرفة صناعة الإعلام بالنظر فى أمر تسعير الإعلانات التليفزيونية.. ومن جانب آخر نحن الوحيدون فى العالم الغربى والعربى الذين لم نقم بتطبيق القوانين المتعارف عليها عالميا.. حيث قاموا منذ سنوات بالحد من انتشار الإعلانات بوضع قوانين تحتم على القناة الفضائية الالتزام بعدم عرض فواصل إعلانية الا بعد مرور 50 دقيقة على الأقل».
أما المنتج محمود شميس فأكد أن التحكم بالإعلانات أمر شبه مستحيل لأنها ترجع لطبيعة القناة نفسها هذا غير أنها بيزنس معروف.
وأضاف أن الجمهور لم يعد يستاء بهذا القدر منها لأنه اعتاد عليها وعلى الشكوى منها بكل عام. وقال شميس: «هذه تعتبر تجارة تدار فى حلقات فنحن نعمل بالصناعة وننتج والقنوات تشترى الأعمال بمبالغ كثيرة ويتم تحديد المبلغ حسب كمية المعلنين والإعلانات التى تأتى على اسم المسلسل، وكلما زادت نسبة مشاهدته زادت الإعلانات. والجمهور أصبح يتعامل معها بأن يقوم بأى عمل من الاعمال المنزلية على سبيل المثال ليعود ويجد المسلسل قد بدأ، وطالما طالبنا فى وسائل الإعلام بأن نكتفى بفاصلين فقط، لكن الأمر يتطور فى كل عام حتى أصبحت القناة تستغنى عن تيتر العمل نفسه لكى تذيع إعلانات مكانه ما أثار غضب الكثير من صناع الدراما ولكنهم كل الحق لأنهم بذلوا مجهودا ويريدون رؤية أسمائهم، فنحن نتضايق ولكن لا يوجد قانون يقنن المسألة ولا نستطيع التحكم بها بانفسنا».
أما الناقدة ماجدة موريس فقالت: «الجمهور يمل وينصرف عن متابعة القناة وقت الإعلانات فهو إما يقفل صوت التليفزيون حتى تنتهى او ينشغل بعمل أى شىء آخر أو يقوم بتحويل القناة نفسها ويتابع مسلسلا آخر تماما ليعود له بعد الفاصل، وهذا يؤثر بالسلب على العمل نفسه لأن الجمهور قد تفوته مشاهد مهمة أو يفقد تركيزه واهتمامه ومتعته بأى عمل منهم. وأغلب جمهور الشباب حاليا يلجأ لمواقع الإنترنت للتخلص من شبح الإعلانات».
وأضافت موريس: «المشكلة أنه لا توجد قوانين تحكم الإعلان فى مصر ومنذ عام  2009 قمنا بمناقشة هذه الظاهرة التى تزيد كل عام عما قبله، وبعد ثورة 25 يناير والضيق الاقتصادى دفع المنتجين للإقلال من نسبة الإعلانات وفرحنا وقتها، ولكن سرعان ما زادت مدتها مرة أخرى حتى وصلت لذروتها فى هذا العام. حتى أصبحنا نصف الأمر بأن الفاصل الدرامى يقطع الإعلانات وليس العكس.. وقد كانت هناك محاولة لوضع قوانين عام 2010 للتليفزيون المصرى على أن يتم وضع إعلانات قبل وبعد المادة الإعلامية مع وجود فاصل قصير فى المنتصف إذا كانت طويلة المدة، وبالفعل تم تطبيق هذا القرار لمدة عام واحد وعادت الفواصل الكثيرة كما هى».