الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

واحة الابداع

واحة الابداع
واحة الابداع




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع .. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين .. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال .. فى سلسلة لم تنقطع .. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة .. تطرق أبواب العشاق والمريدين.
إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع أو لديك موهبة الرسم.. شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بإرسال مشاركتك من قصائد أو قصص قصيرة (على ألا تتعدى 500 كلمة) أو من لوحات فنية
 (5 لوحات أو أكثر) مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل  التالى:  
[email protected]

عزف الريح

صحراء التيه
من أين تأتى أيها الظل
فى صحراء هذا التيه
الذى لا وعدَ
له يُنْهِي...
من أين تأتى
ولست بالنبِيَةِ
ولا الغيوم تسير..
فوق رأسي!!!
كيف مشيت للمنتصف
وبئر العطش غارقة
لا دلو يصل للقعر
حيث رأيت وجهي..
قالت رانيا:
«سراب كانت البئر
كرسم مائى ثلاثى
على القلب»
قلتُ:
لكننى ككل التائهين فى الصحراء
لم أكن أدرى...
من أين تأتى أيها الظل
وقالت هي
التى اختارت مكانا قصيا
فى  ظلي:
«ليس باسمى
هذه القصيدة التى تنكتِب
فى الخفاء
بمكان قصِى عني...
نازفة كقمر لم يكتمل
فى رحِم الوقت..
حين يمر على جدارها
القلب تُدمي..
عالية كنخلة
لم تعرِف.. حزنها
كيف تخفي..»
ليس باسمى
قصيدة تنكتب
منكسرة الخاطر
ثم تبتعد كفراشة سوداء
عني.....
2 - الصياد
لماذا الحزن أيها الصياد الذى لوحت الشمس قلبه...
أنظر إلى أمنياتك
تسبح كأسماك قرش جائعة
فى كفيك...
لا تفكر كثيرا بزورقك المحاصر بمدن
من الملح
ولا بأمنيتك الذهبية
تلك التى رحلت
من دون أن تبتلع الطعم الرديء
الذى رميته....
كن سعيدا أيها الصياد
وكلما حملت إلى قلبك...سمكة
لا يمكنها غلق عيونها
الباردة
من الدهشة
أشكر إله البحر
على هداياه

شعر - ليلى بارع - المغرب

لا أحبُّ الشاعرة

أنا لا أحبُّ الشاعرةْ
فالحبُّ أبسطُ ما يقالُ عن الهوى
إن مسَّ نبضًا
فى القلوبِ الطاهرةْ
والحبُّ بحرٌ
يُكسرُ المجدافُ فيه
ولا وصولٌ للشواطئ
فى انهمار الآصرةْ
لا تحتويه قصائدٌ
إن مرَّ فى دربِ الحنينِ
من الخفاء إلى السِّفورِ
بأحرفٍ متناثرةْ
أنا لا أحبُّ الشاعرةْ
تبنى من الأمل الجريح ملامحًا
وتقصُّ للوجع المقيتِ
أظافره
هى نجمةٌ
وأنا السديمُ
أنا المقيمُ
على جناحِ الخاطرةْ
تعطيكَ من شغفِ الصباباتِ النهى
وتقيمُ حولك
قطة ً تبدو
وذئبُ الجوع ، يرنو
فى الصدور النافرةْ
تزرعك عطرًا فى ابتسام الأقحوانِ
وفلَّ صبحٍ يحتويك
بياسمين الذاكرةْ
فبأى وقتٍ
سوفَ أرسمُ قصتي
لهبًا تكونُ على الغصونِ
الناضرةْ ؟!
وبأى ذنبٍ
سوف أُقتلُ فى الهوى
وأنا الغيورُ إذا مضتْ
سِكينُ آهاتِ المحبينَ لها
سِفرًا يكونُ بنزفَه
فى الخاصرةْ !
سأموتُ إن مرَّ النسيمُ بخدِّها
أو مسَّها
بالوردِ لو أهمى لها
سأظلُ مكتئبا ، أصارعُ
مُسْهدًا
سُحبَ الدخانِ
على عيونى الماطرةْ
وبرغم حِرصيَ أن أكونَ مُسَّيجًا
صعبَ المنالِ
من العيون الساحرةْ
هى سَقطةُ الفرسِ الجموحِ
بفجأةٍ
أحببتُ يومًا
شاعرة !

شعر - عاطف الجندى

جنين

بحكم الفطرة قادر أعشق
مرة.. وكمان مرات
قمرة.. بل قمرات
نسمة.. بل نسمات
أنا قلبى براح..
لا.. أنا قلبى محيط
لا.. لا..
أن قلبى كون جواه مدارات
وف كل مدار تسع قمرات
وكل قمرة عالم نغمات
اسمعها تطربنى الاهات
وانسى معاها عمرى اللى فات
وارجع جنين انسان جديد
مولود من شوية لحظات
أنا قلبى شمس تنور كون
انا قلبى حضن وكله مجون
انا قلبى حصن لكنه حنون
انا قلبى غاب فى المتاهات
انا شمس كارهة للمساءات
 انا عشق تتمناه قلوب
لسه بتتهجى يا دوب
اول حرف ف الحكايات
انا نور ونار مجتمعين
انا خير وشر متضفرين
انا جن وملك مخلوقين
فى نفس واحدة مجبرين
انا انس عشقه كما الملاك
وكرهه نار كما الشياطين

شعر – مصطفى عرام

حتى طلوع الفجر

إسرق فرَح ..
عبّيه
ويّاك فى كام شنطه
ياما ..
قاسيت ونسيت
الضحك يجى منين
ويّاك بشوف الكون
فيه السبعة ألوان
نفسى أعيش ويّاك
ماندمشى ع الضحكه
وماخفشى من بكره
الكلمه تبقى طريق
معروف نهايته لفين
والغنوه تبقى نشيد
لوعود مابتموتشي
تحلب أمل م الخوف
تدّى النجوم بسمه
 علشان تنوّر لك
حتى طلوع الفجر
إفرد جناحك طير
عايزاك تطير لمحه
لمحه ..
تهز الكون
تملاه غنا ونشوه
أيوه الرياح قاسية
تقدر تبص لفوق
تدّى الرياح ضربه
لازم تكون قاضيه
تقدر تغنى حياة
 تدّينى كام نظره
شايله الدفا فى الحضن
والحضن يعنى قلوب
بتبوس جدار كعبة
الحضن يعنى ورود
عايزه الندى والشمس
عايزه الربيع على طول
يعنى السما السابعة
بتشوفها عين عاشقه
بتعدّى سور ورا سور
الحضن يعنى غريق
يفضل ينادى باسم
محبوبه قبل الموت
الحضن يعنى البحر
فيه ألف الف حياه
يفضل يناجى الشمس
والشمس جمرة نار
بيحب نور البدر
بيشوفه رقصه «سلو»
رغم الهوى المسنون
بيشوفه تصبيره
حتى طلوع الفجر

شيماء عزت

وَاحِدْ يِشْبِهْ لِى ..كَانْ بِيضْحَكْ

سَرْسَوبْ النُّورْ..
الطَّالِعْ ..    
بِشْويِشْ
مِن لِيلْ الحُزْن
السِّاكِن فِ مَدِينةْ قَلْبِى
عَلَى شَطّ الْعُمْر
السَّابِحْ فِ الْمَلَكُوتْ
وِالرِّمِلْ الْمِتْشَرَبْ
فِ ضلُوعِى
بِمْيَاهْ الزِّيِفْ
اللِّى مَغْيَّرْ كُلْ حَاجَاتِى الْحِلْوَهْ ..
بِتْلَفِّتْ حَوالَيَّا
وَانَا مَرْعُوبْ
يِمْكِنْ أَلاَقِى  
وَاحِد يِشْبِهْ لِى بِيضْحَكْ
فِ مَدِينِةْ  رُوحِى
الْمَمْنُوعْ فِيهَا الْبَسْمَهْ ..
أَسَاسًا
شَوارِعْ عُمْرِى
خُطُوطْ طُولْ  
مَالْهَاشْ آَخِرْ
مَخْطُوفْ مِنْهَا الأَحْلاَمْ
مَدْفُونَهْ فِ سَرادِيبْ الْخُوفْ
وَانَا قَاعِدْ فِى آَخِرْ دُورْ
لِوَحْدِى
وِكُلْ الأَدْوَارْ مِنْ تَحْتِى فَرَاغْ
مِشْ عَايزْ أَبُصْ
مِن الشِّبَاكْ
الصُّورَهْ ضَبَابْ
عَتْمَهْ ..
وِأَشْبَاحْ
وِالْكُل حُطَامْ
سَرْسَوبْ النُّورْ..
الطَّالِعْ ..    
بِشْويِشْ
مِن لِيلْ الحُزْن
السِّاكِن فِ مَدِينةْ ...
قَلْبِى
بِيفَكَّرْ يِمْشِى
وِيرْفَعْ
الرَّايَهْ الْبِيضَا

شعر - مجدى عبدالرحيم- القاهرة

غدا سنلعبُ يا غادة..!

خذى أنتِ طرفَ الخيط واتركى معى البكرة.. اذهبى به إلى آخر الشارع.. واربطيه عندك فى العامود.. تمام.. تعالى.. سنضع ورقة من هذا الأحمر ثم واحدة من  هذا الأزرق وأخرى من الأصفر تليها واحدة من الأخضر.. أرسلتُ فى شراء لاصق.. وتأخّر.. سنستعين بالدقيق والماء ونلصق بالعجين.. وجهك هذا الضاحك سيجعل رمضان يأتى مبكرا..
هيا ارفعى الخيطَ قليلا عن الأرض حتى لا تتسخ الأوراق.. الله يا غادة.. كدنا ننتهى.. انظرى شكله حُلْوٌ وبهيج.. والهواء يحركه كأنه يعرفه منذ زمن  .. حتى الشمس التى فى السماء مبسوطة يا غادة..
هاتِ السلّم وتعالى.. ما هذا.. انتظرى.. أنا رجل.. أنا آتى بالسلّم.. راقبى أنتِ الألوان وابتهجى.. إنها تشبه ألوان جونيلتك.. جونيلتك هذه كأنها عقود الزينة وأنتِ فانوسها الضاحك.. سأصعد السلّم  لأعلّق العقود.. ناولينى المسامير لو سقط أحدُهَا.. وأنا سأدقُّ وأربطُ وأغنى.. تابعى غيرة العيال فى البلكونات، وهم يروننا نفعل ما نفعل.. أنتِ لستِ شريرة.. ولا تحبين الغيرة.. لكنى أحبها لو أنتِ أحببتِها.. أعرف أنّك تريدين نداءَهم الآن.. ناديهم يا غادة.. لنرقص ونلعب ونغنى.. أنتِ فانوسهم الجميل.. وهم أهلّة.. وأنصاف أهلّة.. وأنا صومٌ وتراويح.. لا.. أنا فوازير ومدافع.. ها ها ها.. ما أجمل هذا..
تعرفين مقابر السيد يوسف.. هناك فى الشارع الضيّق المظلم الذى يفصل مقابر المسلمين عن مقابر الإنجليز والإيطاليين المسيحيين.. توجد بكرات كبيرة تشبه عجلات السيارات.. لابد أنها عجلات سيارات ضخمة كان يسوقها المَلِكَانِ المسخوطان فى مدخل المعبد..  إن فيها  سلك ألومنيوم.. يقولون إنه سلك الكهرباء.. هذا السلك الذى تقف عليه العصافير فى الأعالى.. ولا تتكهرب.. هذا السلك وحده يصلح لما أفكّر فيه.. وهو حبيب العصافير.. تستريح عليه ثم تطير وتغنى.. وأنا أيضا حبيب العصافير.. وأحلم بأن تستريح على كتفيّ.. ثم تطير وتغنى.. سأصنع لى كتفين من السلك إذن.. 
ها..  لقد نسيت.. وددت أن أقول لكِ : سأصنعُ فانوسا من هذا السلك.. فانوسا كالذى رأيته فى الأزهر لمّا ذهبنا لعلاج أبى..كان ثمنُه غاليًا.. والعود الذى رأيته كان ثمنه غاليا أيضا.. سأشترى العُودَ لمَّا أكبر.. وسأصنع الفانوس الآن .. سأتسلل عند عودتى من المدرسة إلى الشارع الضيق.. ولن يرانى الخفير.. سأقطع قطعة كبيرة من السلك وأجرى.. نعم هى سرقة.. لكن لا أحد سيستفيد منه.. ونحن نصنع فانوس رمضان.. والله يحب رمضان.. ويحبنا.. ويحب أن نأخذ من السلك الذى فى الشارع المهجور ولا أحد يستفيد منه.. ولا يحب السرقة.. هى إذن ليست سرقة..
تبقّى بعد أن شكّلنا الفانوس..ولمعت أضلاعه.. وقطّعنا وربّطنا.. أن نكسوه ويضيء.. والفانوس الذى فى الأزهر مكسو بالزجاج.. وأنا لا أعرف كيف سنقطع الزجاج.. ولا من أين يأتى.. إذن سنشترى سلوفان.. سلوفان أحمر.. وأخضر.. وأزرق.. وأصفر.. ونلصق السلوفان.. ونضحك.. أعرف ما ستفعلينه وقتها.. أنا منشغلٌ بضبط السلوفان على قدِّ الأضلاع .. وهو مُتْعِبٌ ويتمزّق بسرعة.. وأنتِ مشغولة بقِطَعِه الصغيرة.. تضعينها على عينيكِ وتضحكين.. أنت أحمر يا ضوى.. والنيش أحمر.. والساعة.. ها والحائط.. وأمى..ها.. والباب.. أنتم أحمر أحمر أحمر ها ها ها.. الأخضر لا يناسبك يا ضوى.. أنت أسمر وأنا على عينى أخضر.. أنت أسود يا ضوى.. ها ها ها.. اسكتى يا غادة كفى لعبا.. لابد أن ننتهى.. باقٍ على رمضان يومان.. وكل الناس علّقت زينتها.. وأبى يزعجه انشغالنا بالفانوس والزينة منذ أربعة أيام ولم ننتهِ بعد.. 
 لماذا أنت غاضبة.. خلاص.. أكملى.. أنا أحمر يا غادة.. أقول لكِ.. سألعب معكِ.. هاتِ قطعةً.. خذى يا أمى قطعة.. وتابعى غادة الحمراء.. غادة.. الأصفر يجعلكِ مثل زهرة عبّاد الشمس.. عبّاد الشمس الذى يأتون منه باللب السورى.. اللب الذى تحبينه.. سنقزقزكِ يا غادة لو ظلّ الأصفر على أعيننا ها ها ها..
انتهى الفانوس يا غادة.. سنركّب له سمّاعة ونوصلها بالراديو.. محمود سمير صاحبنا الكبير قال إن هذا ممكن.. وهو يعرف كيف سيفعله.. سنركّب له لمبة.. سيغنى وينوّر.. ونلعب أسفل منه.. وندور.. وندور.. بقى أن أقول لكِ أنكِ بنت.. والبنت لا تضرب المدفع.. وأنا سأضرب المدفع..لأنى ولد.. لكن شيماء كانت تضرب المدفع.. وأنتِ من القاهرة.. ولا تضربون المدافع هناك..لكنى سأصنع لكِ مدفعا يا غادة.. من مخزن السكّة الحديد سيأتى عمّى لنا بالمسمار الكبير.. رأسه مربّع وضخم.. ستقولين سرقة.. والله ليست سرقة.. المدفع من أجل رمضان.. واللهُ يحب رمضان ويحبنا ويحب المدفع.. عند الحدّاد سنركّب للمسمار ذراعا.. فيشبه مطرقة رأسها المسمار وذراعها نمسكه... ونثقب رأس المسمار وفى الثقب نضع البارود.. ونسد الفتحة بمسمار أصغر وفى الحائط نضرب.. فيفرقع.. والمؤذّن يؤذّن.. والناس تفطر.. ونحن نلعب.. وتحت الفانوس ندور.. وفى الجونيلة نختفى..!