الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

نقيب المعلمين العرب: تطهير المناهج من الأفكار المتطرفة خلال عام

نقيب المعلمين العرب: تطهير المناهج من الأفكار المتطرفة خلال عام
نقيب المعلمين العرب: تطهير المناهج من الأفكار المتطرفة خلال عام




حوار - إبراهيم رمضان

شدد خلف الزناتى، رئيس اتحاد المعلمين العرب، ورئيس اتحاد النقابات المهنية، ونقيب المعلمين المصريين، على أهمية السعى لتطوير المناهج التعليمية وتنقيتها من الأفكار الهدامة، التى تحض على الإرهاب، فى مصر والعالم العربي، خلال مدة لا تزيد على عام.
وصف الزناتى فى حواره مع «روزاليوسف» ظاهرة تسريب الامتحانات فى الثانوية العامة والتعليم الأزهرى، باللغز، مطالبا الدولة بالتصدى لهذه الظاهرة باستخدام أجهزة التشويش الحديثة، والاهتمام بميزانية وزارة التربية والتعليم، لتصبح الأعلى، وأن يصبح راتب المعلم رقم 1 فى مصر.
وأشار  إلى أن انتخابه مؤخرا، لرئاسة اتحاد المعلمين العرب، جاء بالإجماع، اعترافا بفضل مصر فى تعليم أبناء الدول العربية الشقيقة ، فإلى نص الحوار.


■ ما تفسيرك لظاهرة تسريب الامتحانات بشهادة الثانوية العامة؟
ـ ظاهرة تسريب الامتحانات لغز نبحث جميعا عن أسبابه، لكننى أود القول لأبنائنا من التلاميذ أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قال «من غشنا فليس منا» لكن الأدهى من تسريب الامتحانات فى التعليم العام هو تسريب الامتحانات والغش بالتعليم الأزهرى، فكيف سنرى هذا الطالب فيما بعد وهو يتبوأ المنبر الذى سبق واعتلاه الرسول الكريم، ولا أعرف كيف يتسق هذا الطالب مع نفسه.
■ كيف تتم مواجهة تلك الظاهرة التى تستخدم وسائل الاتصال الحديثة؟
ـ هناك حلول موجودة على الأرض وعلينا استغلالها، منها التشويش على وسائل الاتصال بلجان الامتحان، وهى الخاصية التى تستخدم، أثناء مرورنا بجوار الجهات الأمنية، وتكاليف هذه الأجهزة، ستدخل تحت بند التكلفة ولابد من دراستها.
■ هناك شكاوى لمراقبى ومصححى الثانوية من سوء حالة الاستراحات؟ كيف يتم التعامل معها؟
ـ بالفعل تلقت غرفة العمليات بالنقابة، العديد من الشكاوى، من عدد من المحافظات منها الفيوم والإسكندرية، وكلفنا النقابات الفرعية  بالمحافظات البالغ عددها 53 نقابة بالمرور على الاستراحات، والتعاون مع مديريات التربية والتعليم، والتواصل مع المعلمين والعمل على حل المشاكل التى تواجههم، والتى كان من بينها سوء حالة بعض الاستراحات، وعدم توافر «مراوح» وغير ذلك، وسبق أن قمنا بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم قبل بدء الامتحانات بـ3 أيام.
■ كيف وقع الاختيار عليك مؤخرا لتصبح نقيبا للمعلمين العرب؟
ـ أجريت انتخابات على منصب نقيب المعلمين العرب فى 20 مايو بالعاصمة السورية دمشق، وأجمع ممثلو المعلمين بـ11 دولة على اختياري، نقيبا للمعلمين العرب، وهى المرة الأولى التى يحدث فيها اجماع على اختيار رئيس اتحاد المعلمين العرب.
■ ما تفسيرك لاختيار ممثل مصر بالإجماع؟
ـ مصر لها الفضل فى تعليم أبناء الدول العربية، ولا ينكر أى شخص دورها الريادى فى المنطقة، كما أننى عضو باتحاد المعلمين العرب منذ 30 عامًا،
■ ما الخطوة المقبلة للاتحاد بعد توليك المسئولية؟
ـ هناك مهام كثيرة تقع على عاتق اتحاد المعلمين العرب خلال الفترة القادمة، وعلى رأسها تطوير وتنقية المناهج التعليمية من الأفكار الهادمة التى تحض على الإرهاب، وحماية العمل التربوى باعتباره عملاً إنتاجيًا، وتعبئة المعلمين العرب قوميا، والدفاع عن الحقوق النقابية للمعلمين العرب، وحماية اللغة العربية، حفاظا على التراث العربى والهوية العربية والإسلامية، وتطوير العلاقات بين المنظمات وزرع المحبة بين الشعوب، وتمكين المعلمين فى الوطن العربى، من المشاركة فى تطوير المناهج.
■ كيف ستتم تنقية المناهج وتطويرها؟
ـ كلفنا زملاءنا رؤساء نقابات وجمعيات المعلمين بالدول العربية، للتواصل مع وزارات التربية والتعليم، للعمل على تنقية هذه المناهج، وهو الأمر الذى فعلته النقابة منذ تولى الدكتور محمود أبوالنصر، وزير التعليم السابق، ولدينا ممثل للنقابة يشارك فى اجتماعات لجنة تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم المصرية.
■ ما المدة التى نحتاجها فى مصر للانتهاء من تنقية المناهج من الأفكار الهدامة؟
يجب ألا تزيد هذه المدة على عام فى كل الأحوال، لأنه أمر خطير، خاصة أن المناهج تظل لمدة عقود لا يتم تطويرها، ولابد من مراعاة تلك النقطة، وتحديث المناهج وفقا للمستجدات، وكى تواكب علوم العصر الحديث، لابد أن يتولى هذه المهمة الأكاديميون المتخصصون فى مختلف المجالات، وعلينا إعادة تدريس مادة التربية الوطنية، لأنها ستكون إحدى المواد التى ستربى روح الانتماء لدى أبنائنا من الطلاب.
■ هل تحتاجون لتدخل الأزهر لتنقية مادة التربية الدينية بالتعليم العام؟
ـ لدى وزارة التربية والتعليم أساتذة أجلاء فى هذا المجال، ولكن الاستعانة بعلماء الأزهر سيمثل إضافة بكل تأكيد.
■ كيف سيتم الحفاظ على اللغة العربية فى ظل انتشار المدارس الأجنبية فى مصر نتيجة ضعف مستوى المدارس الحكومية؟
ـ نحتاج لتشريع يلزم المدارس الدولية، بأن يكون تدريس اللغة العربية كلغة أولى فى المناهج التى يتم تدريسها ولا مانع من تدريس اللغات الأخرى، التى ترغب المدرسة فى تدريسها، ولكن المشاكل التى نعانى منها فى منظومة التعليم ليست وليدة اللحظة ولكنها مشاكل متراكمة منذ عقود، يأتى على رأسها، تكدس الفصول الدراسية التى يصل فيها عدد الطلاب لـ70 طالبًا، وهو الأمر الذى يصعب معه توصيل المعلم للمعلومة فى زمن مدتة 45 دقيقة، بالإضافة لعدم وجود أماكن لمزاولة الطلاب للأنشطة، بالإضافة لأهمية تفعيل الدورات التدريبية من خلال المراكز التى تملكها وزارة التربية والتعليم، لتأهيل المعلمين دوما لأداء مهامهم العلمية.
■ ما رأيك فى مستوى المعلمين المصريين حاليا؟
ـ على الدولة أن تعيد النظر فى رواتب المعلمين فهم لا يحصلون على ما يكفى احتياجاتهم، ولا نطالب بذلك الآن فنحن مقدرون للظروف التى تمر بها البلاد، ولكن على المسئولين أخذ هذه النقطة فى الاعتبار، فرواتب المعلمين فى دول أخرى، مثلا كدولة فنلندا هو أعلى الرواتب، ولذلك هم ناجحون، ومنح المعلم راتبًا مجزيًا، سيساهم فى الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية.
■ لكن الرواتب زادت بالفعل وفقا لكادر المعلمين؟
ـ النقابة كانت هى من تبنت مطلب إنشاء كادر للمعلمين وهى خطوة على طريق دعم وزيادة رواتب المعلمين، كما كانت النقابة وراء صرف مكافأة الامتحانات للمعلمين.
■ هل تقدمت النقابة بمقترح لتطوير منظومة التعليم؟
ـ هناك لجان مشتركة بين النقابة ووزارة التربية والتعليم، تعمل على تطوير هذه المنظومة بالفعل، واقترحت النقابة، تنظيم ورش عمل مشتركة فيما بين الوزارة والنقابة، لتطوير المنظومة، على أن يتم أخذ رأى الطلاب
■ كيف تفسر تراجع المستوى العلمى للطلاب والمدرسين؟
ـ فيما يخص الطالب فى الإشكالية تتمثل فى تكدس الفصول، وعدم وصول المعلومات للطلاب بشكل جيد، وعدم وجود مكان لمزاولة الأنشطة والهوايات المختلفة، وهو الأمر الذى يحتاج ميزانية لإقامة وإنشاء مدارس، وفيما يخص المعلم، لابد من تدريبه بين الحين والآخر وإكسابه كل ما هو جديد فى مهارات التعليم، والعمل على تحسين مستواه المادى.
■ كيف تتعامل النقابة مع ضرب المعلمين للطلاب بشكل مبرح قد يصل للموت أحيانا؟
ـ هذا سلوك ندينه بكل قوة، لكن هذه تصرفات فردية تسىء لجميع المعلمين، ولكن علينا أن نلقى الضوء على عدد هذه الحوادث التى تعد على الأصابع، مقارنة بعدد المعلمين أعضاء النقابة، والذين يصل عددهم لمليون و600 ألف عضو، كما أن جميع الشرائح فى المجتمع لديها تجاوزات، وفيها الصالح والطالح، وفى النهاية لسنا أنبياء، لكننى أناشد المعلمين أن يترفعوا عن هذه التصرفات.
■  لكن هل تحقق النقابة فى هذه التجاوزات مع المعلمين؟
ـ النقابة تحيل المعلمين الذين يثبت تورطهم فى مشاكل وتجاوزات لمجلس التأديب، ولكن منذ أن توليت منصبى كنقيب لم يحل معلم للتأديب، وحالات الاعتداءات الفجة على الطلاب تتم إحالتها للنيابة العامة للتحقيق فيها، وفى حالة صدور حكم قضائى ضد المدرس يتم فصله من النقابة.
■ وبالنسبة للمعلمين الذين يتعرضون لانتهاكات من الطلاب وأولياء الأمور فماذا تفعل النقابة؟
ـ النقابة لا تترك أعضاءها، فلدينا فريق قانونى بالنقابات الفرعية، وبالنقابة العامة، للدفاع عن زملائنا أعضاء النقابة والحصول على حقه.
■ ماذا عن لائحة الانضباط المدرسى التى تعتزم الوزارة إصدارها؟
ـ اللائحة ستصدرها الوزارة، وهى شأن تنفيذى ولا نتدخل فى شئون الوزارة، ونأخذ منها ما يخص المعلم، ولكن حتى الآن لم تصدر بشكل رسمى، وفور صدورها سنناقشها ونبلغ الوزارة بملاحظاتنا.
■ منذ عدة سنوات بدأت وزارة التعليم تعيين المعلمين من غير خريجى كليات التربية، فما رأيك؟
ـ سبق أن أكدنا للوزارة أن خريج كلية التربية، إعداده ودراسته، هى فقط للعمل فى مجال التربية والتعليم، ومن ثم لابد أن يكون لهم الأولوية فى التعيين بقطاع التعليم الأساسى أو الثانوى.
■ هناك من يطالب بعودة التكليف لخريجى كليات التربية؟
ـ التكليف أمر جيد، لكن المشكلة هى أن عدد خريجى كليات التربية يفوق الأعداد المطلوبة فى سوق العمل، ومن ثم فإن التعيين يتم وفقا لمسابقات حاليا، الأولوية فيها لخريجى كليات التربية.
■  لماذا لا تحدد أعداد المقبولين فى كليات التربية بحسب حاجة سوق العمل؟
ـ هذا أمر يخص الدولة، ولكننا كنقابة سنطالب بربط التعليم والخريج بسوق العمل فى كل المستويات.
■ هل وجود وزارة للتعليم الفنى سيساهم فى تطوير المنظومة؟
ـ بالتأكيد سيساهم فى تطوير منظومة التعليم الفنى، خاصة أننا نحتاج لتخريج عمالة ماهرة فى جميع التخصصات، وهو الأمر الذى نجحت فيه دولة ألمانيا التى ندرس تجربتها حاليا للاستفادة منها.
■ لكن وزارة التعليم الفنى ليس لها ميزانية؟
ـ الحكومة تداركت ذلك وسيتم تخصيص ميزانية لوزارة التعليم الفني، بداية من ميزانية الدولة للعام القادم، فى يوليو المقبل، وأعلم أن الدكتور محمد يوسف يعكف حاليا لإعداد الهيكل الخاص بالوزارة.
■ ماذا عن ميزانية وزارة التربية والتعليم؟
ـ لابد أن تكون ميزانية وزارة التربية والتعليم هى رقم 1 فى مصر فأهم وزارتين هما التعليم والصحة بالترتيب، وعلى الحكومة أن تعمل على زيادة الميزانية المخصصة حاليا للتعليم قبل الجامعي، بما يتوافق مع الظروف الاقتصادية للدولة.
■ ماذا عن توزيع المدارس بالمدن والقرى؟
ـ عدد المدارس بعواصم المحافظات، والمدن، مكدس، وعددها فى معظم القرى يكفى، لكن المشكلة هى أن بعض المدارس فى القرى مؤجرة لوزارة التربية والتعليم، وهناك مدارس لا تصلح نهائيا للتعليم وهو ما رأيته بعيني، ولا تخلو محافظة من هذه المدارس، والمشكلة التى تواجه الدولة فى عملية بناء مدارس بالمناطق المكدسة بالسكان، هى عدم توافر الأراضى اللازمة لبناء المدارس خاصة فى محافظة القاهرة، وقد تتوافر الأراضى فى المحافظات الأخرى، ولا يمكن بناء مدرسة تبعد مسافة كبيرة عن المناطق السكنية.
■ هل تتلقون شكاوى من المعلمين عن سوء مبانى المدارس؟
ـ بالفعل نستمع لشكاوى المعلمين، الذين يؤكدون أن هذه المبانى لا تصلح « للبنى آدمين» وهو ما ننقله للوزارة من خلال مخاطبتها رسميا، فهناك مدارس لا يوجد بها «فناء ودورات المياه بها متهالكة»، وإذا كنا نعذر المسئولين القائمين على إدارة أمور الدولة، وتقديرنا لعدم إمكانية استحواذ الوزارة على ثلث الميزانية، إلا أنه لابد أن تتم مراعاة ميزانية التعليم خلال السنوات القادمة، وأن تضع الدولة نصب عينيها  التعليم أولا.
■ كيف ترى أداء الإخوان فى الفترة التى تولوا فيها النقابة؟
ـ منذ أن أسند إلينا مهمة إدارة شئون النقابة فى 26 يونيو 2014  رصدنا عددًا  من المخالفات ارتكبت فى النقابة خلال فترة حكم الإخوان، أولها مخالفتهم للقانون بمنح اتباعهم عضوية النقابة، بغرض خلق ظهير تابع لهم، يستخدمونه بالانتخابات، على الرغم من أن القانون ينص على عدم منح العضوية إلا للمدرس المعين بوزارة التربية والتعليم وقمنا بوقف هذه العضويات، أما المخالفة الثانية تتمثل فى أن النقابة كانت تملك ودائع تغطى 50% من المبلغ المطلوبة لصرف المعاشات والذى يصل لـ92 مليون جنيه يتم صرفها كل 3 شهور بواقع 120 جنيهًا شهريا، لـ400 ألف معلم على المعاش، ووجدنا أن رصيد النقابة 25 مليون جنيه فقط وأن جميع الودائع الخاصة بالنقابة تم فكها جميعا، إلا أن غالبيتها تم فكها فى عهد ما قبل الإخوان، أما المخالفة الثالثة، هى قيامهم بصرف إعانات طبية تزيد على النسبة المحددة وفقا للائحة النقابة والتى تنص على صرف 25% من قيمة العلاج أو العملية، إلا أنهم كانوا يمنحون أتباعهم مبالغ تزيد على المبالغ الأساسية للعمليات فإذا كان المستفيد من أبناء جماعتهم، قد أنفق 5 آلاف جنيه، يمنحونه 7 آلاف جنيه، وهى المخالفات التى أحلنا جزءًا منها لنيابة الأموال العامة، وجار حصر باقى المخالفات.
■ هل النقابة تقبل عضويات المعلمين فى الأزهر؟
ـ تم فتح باب العضويات للمعلمين بالأزهر للاشتراك بالنقابة خلال الفترة الماضية، إلا أن مجلس النقابة اتخذ قرارا بوقف العضويات الجديدة بالنقابة للمعلمين بالأزهر.