الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

اللواء أحمد الفولى رئيس البعثة المصرية فى أوليمبياد لندن : مقر البعثة المصرية كان أشبه بقسم الشرطة ولاعبو المصارعة «ضربوا» الإدارى ومعى الدليل




بعد أن ترأس اللواء أحمد الفولى نائب رئيس اللجنة الأوليمبية أكبر بعثة لمصر تشارك فى دورة الألعاب الأوليمبية منذ مائة عام وبعد أن شهدت المشاركة فضيحتين كبيرتين أولهما كانت الملابس غير الأصلية والثانية كانت وصول لاعبى المصارعة لصالة اللعب بعد موعد مبارياتهم.. عاد اللواء الفولى من لندن بعد أن قضى شهرا كاملا لم ينم خلاله سوى ساعتين فقط يوميا وسط كثرة مشاغله ليفتح قلبه لـ«روز اليوسف» ويروى الحقائق عما حدث فى لندن ....
 
■ سيادة اللواء قبل أن نبدأ فى الحديث عن المشكلات نود أن نسأل عما قمت به منذ أن توليت رئاسة البعثة وحتى ما سبق بداية المنافسات مباشرة؟
 
- منذ أن توليت رئاسة البعثة كان هناك تنسيق مع اللجنة العليا المنظمة بلندن وكان هناك ثلاث اجتماعات تنسيقية بين اللجنة ورؤساء البعثات أولهم كان فى يوليو 2011 بلندن ثم تلاه اجتماعًا آخر فى زيمبابوى وثالث فى جنوب إفريقيا. كما تم عمل إجتماع نهائى بعد وصولى للندن للإتفاق على آخر ترتيبات البعثة ومقر الإقامة ومواعيد الوصول والمغادرة.
 
■ وكيف كانت العلاقة بين اللجنة المنظمة وإدارة البعثة المصرية؟ وهل شابتها مشكلات؟
 
- العلاقة بين إدارة البعثة واللجنة المنظمة كانت على خير مايرام وكانت اللجنة العليا المنظمة تفوضنى فى حل أى أمر يخص البعثة المصرية وذلك للعلاقات الطيبة بينى وبين مسئوليها وكانت تلك التفويضات بخطابات رسمية .
 
■ هل كانت هناك مشكلات إذن؟
 
-لم تكن مشكلات بمعنى الكلمة الحرفى ولكن على سبيل المثال كان بعض لاعبينا يأخذون حقن فيتامين ويرمون بها فى سلات المهملات بالغرف فقامت اللجنة المنظمة بمخاطبتى خشية أن يؤثر ذلك على المتطوعين الذين يقومون بتنظيف الغرف بالإصابة بأى فيروس وطالبوا ان يتم أخذ تلك الحقن فى العيادة الطبية فقط.
 
■ سيادة اللواء بصفتك رئيسا للبعثة المصرية بأوليمبياد لندن ونائبا لرئيس اللجنة الأوليمبية ماهى قصة الملابس « المضروبة» بالتفصيل؟
 
- قصة الملابس بدأت عندما تلقيت اتصالا من الزميل إسماعيل الشافعى بصفته الوكيل الرسمى لشركة «نايك» يوم 28 يوليو أبلغنى خلاله أن الملابس التى تم توريدها للجنة غير أصلية وأنه أرسل لى وللمعتز بالله سنبل سكرتير عام اللجنة الأوليمبية صورة من الخطاب الذى أرسله رسميا للجنة الأوليمبية يخطرنا فيه أن الملابس غير أصلية .فكانت إجابتى له أنه من حقى اتخاذ الإجراءات القانونية لأن فى ذلك اعتداء على الملكية الفكرية للشركة التى تمثلها. وقمت على الفور بإخبار اللواء محمود أحمد على رئيس اللجنة بما دار فى المكالمة فكان رده «أنا إجراءاتى المالية والإدارية سليمة».
 
■ وماهى الإجراءات المتبعة فى اختيار ماركة أو مورد الملابس؟
 
-المدير المالى للجنة الأوليمبية يقوم بدعوة الشركات لتقديم عينات ويتم عرضها على مجلس الإدارة بصورة ودية وهذا ما حدث وتم اختيار ماركة «نايك» وتقدم موردو الماركة بمظاريف بالعروض وتشكلت لجنة لفض المظاريف تضم ثلاث أو أربعة أعضاء من مجلس إدارة اللجنة وبعدها تشكل لجنة للبت تضم ثلاثة أو أربعة أعضاء آخرين غير من ضمتهم لجنة فض المظاريف وتطلع لجنة البت على العينات وتوقع على العينة المختارة وبالفعل وقعت لجنة البت على العينات وتم اختيارالمورد الذى عرض أقل الأسعار وتشكلت لجنة جديدة لتستلم الملابس المطابقة للعينات. وللعلم لم أكن عضوا فى أى لجنة لانشغالى برئاسة البعثة.
 
■ وماذا حدث بعد ذلك ؟
 
      - بعد وصول البعثة للندن اكتشف اللاعبون واللاعبات أن الملابس غير أصلية وقامت لاعبة منتخب السباحة التوقيعية يمنى خلف بكتابة ذلك على حسابها على « تويتر» لتعلن المشكلة إعلاميا وتتناقلها وكالات الأنباء.
 
■ وكيف تم تدارك المشكلة قبل بداية المنافسات؟
 
-تلقيت اتصالا هاتفيا من إسماعيل الشافعى يخبرنى خلاله أنه سيهدى البعثة ملابس كاملة أصلية من هولندا مباشرة وبالفعل تم شحن الملابس على أربع دفعات دفعتين من هولندا وأخريين من القاهرة وقمت بتوزيعها على جميع أفراد البعثة حتى الساعات الأولى من الفجر. ولكنى فوجئت فى الصباح بزيارة اللواء محمود أحمد على رئيس اللجنة الأوليمبية والدكتور عماد البنانى رئيس المجلس القومى للرياضة السابق فى القرية الأوليمبية وسألانى هل قبلت هدية إسماعيل الشافعى أجبتهم بـ«نعم» فقالوا كيف تقبلها بدون إتخاذ الإجراءات اللازمة.
 
■ وما هى الإجراءات التى قصدها البنانى ومحمود أحمد على؟ وهل قمت بإجرائها؟
 
-الإجراءات تتمثل فى تأكيد إسماعيل الشافعى أن الزى بدون مقابل فى خطاب رسمى ويتم عرضه على اللجنة الأوليمبية والمجلس القومى لأخذ موافقة الجهتين. وبالفعل اتصلت بإسماعيل الشافعى وطالبته بإرسال إيميل يتضمن ذلك وقد فعل بعد دقائق وقمت بأخذ توقيع البنانى ومحمود أحمد على عليه بالموافقة لتنتهى أزمة الملابس مبدئيا فى لندن. لتتواصل التحقيقات فى مصر.
 
■ وهل تعرضت اللاعبة يمنى خلف مثيرة الأزمة إلى أى عقوبة؟
 
- بالطبع لا فاللاعبة لم تخطئ وأنا نفسى لو كنت مكانها لأعلنت أن الملابس غير أصلية.
 
■ وماذا عن المصارعة ومشكلاتها؟
 
- بعثة المصارعة كانت الأكثر إثارة للمشكلات منذ وصولها فبعد وصول المنتخب مباشرة فوجئت بمحسن نور الدين إدارى البعثة وعضو مجلس إدارة إتحاد المصارعة وقد حضر إلى ليخبرنى أن اللاعبين حضروا بدون «مايوهات اللعب» وعندما سألته كيف حدث ذلك قال إن حسن الحداد القائم بأعمال رئيس الاتحاد قال لنا قبل السفر « سافروا لندن والفولى يشترى لكوا من هناك» فأبلغت عضو مجلس الإدارة أننى سأقوم بترحيل المنتخب لأن هذا استهتار وعدم إحساس بالمسئولية.
 
■ وكيف تم تدارك الأمر؟
 
- أخبرنى الإدارى بأن اللاعبين لديهم مايوهات قديمة ولكن لم غير مطبوع عليها إسم الدولة ولا اسم اللاعب فطالبته بإحضار «المايوهات» وبعثته ومعه أحد إداريى البعثة بسيارة خاصة إلى مكان يبعد عن مقر الإقامة بأربع ساعات ودفعنا ما يوازى خمسمائة جنيه مصرى لطبع الأسماء على الملابس.
 
 ■ علمنا أنك اجتمعت بمنتخب المصارعة رغم أنك لم تجتمع بلاعبى أى منتخب واقتصرت اجتماعاتك على الإداريين فقط ؟
 
- نعم لكثرة مشكلاتهم وأردت أن أشد أزرهم قبل المنافسات وخلال الاجتماع اشتكوا جميعا من من الاتحاد وفساد القائمين عليه ووافقهم محسن نور الدين عضو مجلس إدارة الاتحاد على ما قالوا. وكان لقائى معهم ودى تضمن الحديث فى الأمور الإدارية ولم يتضمن أى حديث عن الأمور الفنية.
 
■ نأتى للأزمة الكبرى وكيف تأخر المصارعين عبده عمر وصالح عمارة عن المنافسات؟ وماذا حدث بعد ذلك بالتفصيل؟
 
- هناك كتيب لكل رياضة يتضمن تعليمات للإداريين والمدربين وأماكن التدريب واللعب ومواعيد المباريات ويتسلم كل إدارى هذا الكتيب من اللجنة المنظمة فور وصوله كما يتم التأكيد على المواعيد فى يوم الميزان للألعاب الفردية وهو ما حدث بالفعل مع إداريى المصارعة وأن مواعيد المباريات كانت فى الواحدة والنصف ظهرا يوميا عدا اليوم الختامى بدأت فى الثامنة والنصف صباحا ، ويومها فوجئت فى تمام التاسعة صباحا بأحد إداريى البعثة يبلغنى بأن لاعبى المصارعة وجهازهم هبطوا من حجراتهم يهرولون وقبل الاتصال بهم للسؤال عن سبب انزعاجهم وجدناهم عائدين منكسى الرؤوس . وبمجرد صعودهم لغرفهم فوجئت بمحسن نور الدين إدارى المصارعة يدخل إلى مكتبى فى حالة من الانهيار ويصرخ «إلحقنى اللاعبين ضربونى» .
 
■ وماذا حدث بعد ذلك؟
 
-طالبت الإدارى بالهدوء وأن يقص على ما حدث فأخبرنى بعدم مشاركة اللاعبين فى المنافسات لوصولهم المتأخر فطالبته بكتابة مذكرتين أحدهما بعدم مشاركة اللاعبين فى المنافسات والثانية بواقعة الضرب وبالفعل كتب المذكرتين وأمرت بترحيل اللاعبين فورا بعد ما صدر منهما.. فقام نور الدين بطلب عدم السفر معهما خوفا من أن يتكرر الاعتداء فى الطائرة وقد كان وتم ترحيل اللاعبين يوم 12 أغسطس بينما غادر محسن يوم 13 أغسطس.
 
■ ولكن عضو مجلس إدارة المصارعة نفى واقعة التعدى عليه فور وصوله القاهرة فما تعليقك على ذلك؟
 
- واقعة التعدى مثبتة رسميا بمذكرة بخط يد محسن نور الدين والمذكرة موجودة معى منذ أن سلمها لى فى لندن وتم إرفاقها بتقريرى الفنى عن البعثة الذى تقدمت به للجنة الأوليمبية يوم الخميس الماضي.   
 
■ ألا ترى أن اللجنة الأوليمبية قد أخطأت فى قبولها سفر رؤساء وأعضاء مجالس إدارة الاتحادات مع منتخباتهم كإداريين وعدم سفر من هم إداريون بالفعل؟
 
-هذه النقطة تحديدا ليس لها قواعد معينة وإنما لها كوتة فمثلا البعثة كانت مطالبة ألا يزيد عدد المدربين والإداريين على 64 فردًا، وإن كنت أرى أنه فى حالة وجود رئيس الاتحاد أو عضو مجلس الإدارة لأنه يكون صاحب قرار على عكس الإداري.
 
■ وما رأيك فى نتائج البعثة فى لندن؟
 
- النتائج ليست بالمتميزة ولكنها أفضل مقارنة بسابقتها فى بكين حيث حصلنا على فضيتين فى لندن مقابل برونزية واحدة فى بكين هذا غير مقارنة المراكز والأرقام التى كانت أفضل فى لندن من بكين. ولكن كرياضى حزنت جدا من إخفاق الجودو والملاكمة والتايكوندو.
 
■ بعد رئاستك لهذه البعثة الكبيرة ومعايشتك لكل تلك المشكلات هل تراها البعثة الأكثر إثارة للأزمات ؟
 
- سبق لى أن كنت نائبا لرئيس البعثة فى ثلاث دورات أوليمبية هى سيدنى 2000 أثينا 2004 ، وبكين 2008 . وهذه كانت المرة الأولى لى كرئيس بعثة بل والأخيرة أيضا فقد أنهكت قواى بصورة كبيرة وكان مقر البعثة أشبه بقسم شرطة. ولم أر ما رأيته فى لندن فى أى من الدورات التى حضرتها.
 
■ وماذا عن نتائج البعثات العربية؟ وما أكثر ما أعجبك منها خلال الدورة الأوليمبية؟
 
- نتائج العرب جيدة .. وسعدت جدا بالمشاركة النسائية وخاصة للدول العربية التى لم تشارك نساؤها من قبل.
 
■ من من اللاعبين لفت نظرك وتتوقع له ميدالية فى 2016 ؟ وبماذا تنصح المسئولين عن الرياضة فى مصر قبل أربع سنوات من "ريودى جانيرو 2016 "؟
 
- أرى أن علاء الدين أبو القاسم صاحب فضية السلاح ولاعبى التايكوندو هداية ملاك ذات الـ 19 عاما وعبد الرحمن أسامة وسهام الصوالحى كانوا الأفضل فى لندن وأنه بمزيد من الاهتمام والإعداد الجيد نضمن 4 ميداليات مؤكدة فى ريودى جانيرو 2016 . هذا بالإضافة إلى الإهتمام بالناشئين خلال الأربع سنوات القادمة لزيادة عدد الميداليات.
 
■ هل ترى أن موعد انتخابات الاتحادات الرياضية واللجنة الأوليمبية والذى يكون مقررا بعد كل دورة أوليمبية يؤثر بالسلب على النتائج لأن الجميع ينسى المنتخبات ويركز على المنافسة فى الانتخابات؟
 
- بالفعل توقيت الانتخابات يؤثر بصورة كبيرة على فترة الإعداد الأخيرة للمنتخبات وعلى الحالة النفسية للاعبين واللاعبات فى ظل المشكلات التى تطرأ وأتمنى أن يتم تأجيل موعد انتخابات الاتحادات فيما بعد إلى فترة بعد الدورة الأوليمبية لتكن ثلاثة أشهر على سبيل المثال حتى يكون التركيز على المشاركة وتحسين النتائج وتحقيق إنجازات فقط .