الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

روشتة سنة ثالثة ثورة

روشتة سنة ثالثة ثورة
روشتة سنة ثالثة ثورة




كتب - أحمد عبدالهادى


قدم خبراء سياسيون روشتة علاج لتحقق أهداف ثورة 30 يونيو مؤكدين على أن تصحيح مسار الثورة يحتاج المزيد من الوقت ولكن يجب علينا التحرك سريعًا لتحقيق هذه الأهداف، وأهمها العدالة الاجتماعية والتى لم تتحقق إلا من خلال أستئصال جذور الإرهاب والقضاء على الرشوة والمحسوبية، فضلا عن الاهتمام بالمشاكل التى تهم المواطن فى حياته اليومية مثل البطالة والتعليم وانتخاب مجلس نواب يعبر عن رأيه ويحل مشاكله بجانب تفعيل المشروعات القومية التى دعا إليها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال عام كامل ابتداء من مشروع قناة السويس إلى المؤتمر الاقتصادى وإنشاء عاصمة إدارية جديدة تنقل مصر إلى العالمية.
قال رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع: 30 يونيو ثورة قامت من أجل استعادة ثورة 25 يناير وتحقيق أهدافها «عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة أنسانية» والأخر من أجل التخلص من حكم الجماعة الإرهابية، مؤكدًا أن الثورة حققت العديد من أهدافها فى القضاء على الإخوان واسترداد بعض مبادئ 25 يناير، ولكن أهم هدف لم يتحقق هو العدالة الاجتماعية.
وإضاف السعيد لتحقيق العدالة الاجتماعية يوجد العديد من الإجراءات التى يجب علينا اتخاذها لحلها، أولها أن تقوم الحكومة بتوزيع الدخل القومى بطريقة عادلة على الجميع دون أن تضغط على المستثمرين أو الفقراء، والثانية فرض الضرائب التصاعدية على الجميع دون تمييز، مشددًا على أن إيقاف الضرائب على أرباح البورصة هو خطوة خاطئة من الحكومة لتحقيق العدالة، لأنها ضريبة مطبقة فى جميع دول العالم، ولكن مجموعة من رجال الأعمال قامت بابتزاز الدولة لإلغائها والآن يتعين على الحكومة ألا تخضع لمثل هذه الابتزازات.
ومن جانبه قال نبيل زكى المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع: «قامت ثورة 30 يونيو من أجل استعادة الهوية المصرية التى كانت مهددة بالانهيار، وحمايتها من السقوط، والإطاحة بجماعة إرهابية ادعت أنها تمثل الإسلام، بينما هى فى الواقع تستغله لأغراض خاصة بها، بل وكانت تعتزم تنفيذ مخططها فى اخونة كل مرافق الدولة».
وأوضح زكى أن الثورة أمامها العديد من المشاكل التى تواجهها، وأهمها معركة الإرهاب الذى نعانى منه حتى وقتنا هذا وهى معركة طويلة تستغرق وقتًا ولا يمكن إنهاؤها فى فترة قصيرة، ولكن يجب على جميع أجهزة الأمن استئصال هذا الإرهاب من جذورة وبكل حزم، وذلك بتحديد مواقع الخلايا النائمة لهذه الكيانات والمنتشرة فى كل ربوع مصر والقضاء عليها.
وإضاف زكى أما الهدف الثانى هو تشكيل برلمان قوى وفق دستور 2014، ويعتبر هذا البرلمان أحد أهم أهداف الثورة والذى لم يتحقق حتى الآن، فمن خلاله تبدأ خطوات تحقيق العدالة الاجتماعية وذلك بتقليل الفوارق بين الطباقات ورفع مستوى المعيشة، فضلا عن إقراره جميع التشريعات والقوانين التى قامت الدولة بصياغتها منذ قرن كامل وذلك بتطوير وتحديث هذه القوانين بجانب الإبقاء على ما يفيدنا منها وإلغاء من لم يعد له قيمة.
فيما قال مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق، «الكرامة الخبز الحرية» شعارات قامت بتحقيقها ثورة 30 يونيو، ولكن مع مرور أربع سنوات على الفوضى وعام على تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى إدارت شئون البلاد بانتخابات نزيهة، إلا أن خطر الإرهاب لا يزال مستمرا خاصةً الجبهة الغربية لمصر، وذلك بعد سيطرة داعش على أجزاء كبيرة من ليبيا وأهمها «سرت وأجدابيا» ووصولهم إلى 75 كيلو مترا من حدودنا الغربية، ولكننا حققنا بعض التقدم ولكن لا يزال أمامنا الكثير لاستئصال هذا الخطر الذى يهددنا يوميًا.
وإضاف نقيب الصحفيين الأسبق، أن أهم مظاهر السلبيات التى تتعلق بالثورة وحقوق الإنسان المصرى، هى عدم إجراء انتخابات برلمانية تعبر عن رأيه وطموحاته وعدم تحسن حياته اليومية بالإضافة للخدمات المتدنية التى تقدم له، فضلا عن المعاملة السيئة التى يلقاها المواطن بجانب أنه لا يزال يلقى التعسف ويُعمل بشكل سيئ داخل أقسام الشرطة والمستشفيات، وبالتالى نتمنى أن يأتى العام الجديد ويركز على هذه القضايا خاصةً أنها قضايا حيوية ولكى يستشعر المواطن المصرى أن شيئا تغير من حوله وأنه فى وطنه أصبح له كرامة.
وتابع محمد أحمد لحل هذه المشكلات يجب أن نجرى حوارًا جادًا مع الشباب لتمكن من استيعابهم، والإفراج عن جميع المعتقلين فى قضايا «قانون التظاهر»، والنظر فى قانون الحبس الاحتياطى طويل الأجل، وسرعة تطبيق العدالة الناجزة، وإصدار قانون المواطنة ليحقق ما هو موجود فى دستور 2014 بخصوص عدم التمييز بين المواطنين، وإيجاد فرص عمل للتخفيف من حدة البطالة، بجانب النظر فى جميع التشريعات الموجودة حاليًا لكى تتواءم مع الدستور الجديد.
وفى نفس السياق قالت د. نهى بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، قامت الثورة لتؤكد على الهوية المصرية «الإسلامية القبطية العربية الفرعونية الإفريقية» وإقصاء كل ما يؤدى إلى تهميشها لصالح هوية «فاشية إخوانية إرهابية»، بجانب شعور المواطن المصرى بالمواطنة بأن له حقوقا وعليه واجبات ويساوى غيره من المواطنين فى جميع الحقوق.
وإضافت بكر أن هناك العديد من القضايا التى تم تحقيقها على الورق ولم يتم تنفيذها على أرض الواقع فمثلا على المستوى الاجتماعى هناك إرادة سياسية لدعم المرأة وتحقق ذلك بتعيين خمسة وزراء من السيدات، هذا بالإضافة إلى تدخل الرئيس أكثر من مرة فى قضايا التحرش وختان الإناث، ولكن ثقافة الشارع المصرى لم تتغير ولا تزال تؤيد هذه الآفات الاجتماعية والآن يجب علينا أن ننشر الوعى الثقافى فى هذه القضايا بين الناس.
أما الناحية السياسية كانت هناك قبل الثورة حالة من تمييز أهل الثقة فى المناصب على أهل الخبرة بجانب تخوف الشعب المصرى من عدم وجود ديمقراطية حقيقية بتأجيل الانتخابات أكثر من مرة، فضلا عن تخوفات المرأة من التهميش، ومن الناحية الأمنية نرى أن الوضع الأمنى تحسن بنسبة بسيطة وملحوظة، خاصةً أن ما يحدث أقليميًا وعربيًا من العمليات الإرهابية يؤثر علينا ويثير الرعب فى الخارج.
وتابعت بكر لاستقبال عام جديد من الثورة يجب علينا أن نقوم بقفزات سريعة تبدأ بالسياحة أحد مصادر الدخل الأجنبى التى لم تسترد عافيتها وذلك بتكثيف التواجد الأمنى بالمناطق السياحية، تنمية سيناء واستخراج كل طاقات أبنائها، تفعيل المشروعات التى تم الاتفاق عليها فى المؤتمر الاقتصادى بجانب دعم سياسى اقتصادى للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، مزيد من احتواء الشباب خاصةً أنه يشعر بالغربة داخل وطنه وذلك لارتفاع نسبة البطالة بينهم بزياة الرقعة الاقتصادية ومزيد من التخطيط للمشروعات مثل قناة السويس والعاصمة الجديدة والتى تتيح المزيد من فرص العمل، العمل على تطوير التعليم لأنه ملف أساسى وأهماله وإساءة التصرف فيه «منتهى الخطورة» وذلك عبر تقييم الطالب وتدعيم الأخلاق وزرع روح الوطنية والقومية بداخله، فضلا عن تدريب المدرسين على استخدام الأساليب الجذابة للطالب من أجل أن يساهم فى بناء مواطن يفيد نفسه ووطنه.