إلهام صلاح: العمل فى الآثار يتم بالعرف..والآثارى موظف يحتاج لتدريب كى يتحول إلى خبير

حوار - علاء الدين ظاهر


اعترفت إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف بالآثار بوجود فساد فى القطاع، قائلة فى حوارها مع «روز اليوسف»: «ليس بالضرورة أن يكون فسادا ماليا، وخلال الفترة البسيطة التى توليت فيها رئاسة القطاع وجدت مخالفات كثيرة بالفعل، وقمت بتحويلها للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى أمين، والذى أحالها بدوره إلى الشئون القانونية للتحقيق».
 وتابعت «رئيس القطاع» قائلة: «أى موظف لا يقوم بعمله ويجلس فى منزله ويتم التوقيع له ويحصل على مرتبه فهذا فساد، وعدم وجود خطة عمل واستغلال الطاقة البشرية بالمكان ضمن خطة سليمة فهذا فساد لأنه تعطيل للإنتاج، والمتحف يحافظ على التراث الحضارى للمجتمع، وإذا ما قصرت فيه أصبح هذا التراث ضحية الجهل والتقاعس ونقص خبرة وتدريب العاملين به».
■ هل تتهمين العاملين فى القطاع بقلة العلم والخبرة؟
علم المتاحف ليس موجودا فى مصر، والعمل فى وزارة الآثار يتم بالعرف، ولو كنا نعمل طبقا للعلم لكان من الضرورى وجود دراسات فى علم المتاحف لمن يعملون فى مجال المتاحف، وأن تكون كلية الآثار بها مناهج لعلم المتاحف ليكون الخريجون مؤهلين للعمل فى هذا القطاع، وإدارة المتاحف والمواقع علم لم يدرس فى مصر من قبل، فكليات الآثار يجب أن تقدم تخصصات تخدم وزارة الآثار بالفعل، ولا بد من تدريب وإعداد ممنهج للآثاريين فى مختلف القطاعات، ليتحول الآثارى من موظف إلى خبير فى مجاله، وهناك متاحف بها أثاريون كثيرون ومتاحف أخرى العدد بها أقل، والإحتياجات فى الآثار كثيرة والإمكانيات ضعيفة بسبب الأزمة المالية.
■ البعض يدعى أنك جئت لتصفية حسابات مع العاملين بنقلهم تعسفيا، ما تعليقك؟
غير صحيح، وكل زملائى بينى وبينهم ود واحترام وليس لى أى حساسيات مع أحد، وقد عملت فى المتحف المصرى لسنوات وفى مكتب الوزير الأسبق د. زاهى حواس، وانتقلت للعمل فى قطاع المتاحف عام 2010 حتى توليت رئاسة القطاع قبل حوالى شهرين، وليس بينى وبين أحد أى مشاكل، ومن تم نقلهم جاء بناء على تحريات دقيقة وعادلة عنهم رغم علمى بهم جيدا وما يفعلونه، ومنذ أن توليت مسئولية القطاع إجتمعت مع كل العاملين به من آثاريين وإداريين وعمال، وطلبت منهم العمل والإدارة بطريقة علمية صحيحة، وكل منهم قدم خططه بناء على ذلك، والبعض رأى أن تلك الطريقة ليست على هواه وأراد العمل بطريقة عشوائية.
■ توليت لفترة المتاحف الإقليمية، ومازال عدد كبير منها مغلقاً ومهملاً والآثار خاصة بنى سويف وكفر الشيخ وطنطا.. كيف ننقذ تلك المتاحف؟
توليت المتاحف الإقليمية عام 2014، وبالفعل متحف بنى سويف كان مهملا وحاليا آثاره بخير وبعيدة عن الأخطار، حيث تم نقلها وتغليفها خاصة أن بعضها تأثر بالظروف السيئة التى تم تخزينها فيها داخل بدروم المتحف، وهذا كان خطأ كبيرًا خاصة أن نسبة الرطوبة كانت فى المكان 80%، وهذه الدرجة ليست مناسبة تماما لتخزين الآثار، كما أن المكان خصب لنمو الفطريات، ومسئولو المتحف وضعوا الآثار فى البدروم دون أى إعتبار لهذه الظروف السيئة، ولم يبحثوا عن مكان آمن، خاصة أن مواتير المياه بالمتحف توقفت فارتفع منسوب المياه داخل البدروم عام 2011.
■ وماذا عن متحفى كفر الشيخ وطنطا؟
متحف كفر الشيخ موقعه غير مناسب تماما، خاصة أنه يقع داخل المحيط السكني، وهذا من الناحية التسويقية جيد، لكنه من الناحية الأمنية غير آمن، والأزمة المالية دمرت الوزارة ومشاريع كثيرة توقف العمل فيها، وكل مشاكل الوزارة حاليا حلها الوحيد مادى ومنها متحف كفر الشيخ، وفيما يتعلق بمتحف طنطا فإن المحافظة عرضت خدماتها، وأعددنا معهم بروتوكول تعاون ننتظر رأيهم النهائى فيه، حيث يضمن الحفاظ على المبنى واعادة سيناريو عرض آثاره داخل الفتارين، والمبنى فى حاجة لدهانات كثيرة، وآثار المتحف موجودة حاليا فى مكان آمن.