الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ليلى الطرابلسى .. من كوافيرة إلى زوجة رئيس هارب «حاكمة قرطاج».. قصة الاستيلاء على تونس




 
 على الرغم من تشديد السلطات التونسية على حظر بيع كتاب "حاكمة قرطاج الاستيلاء على تونس" الذى صدر باللغة الفرنسية ويحكى قصة صعود واستيلاء ليلى الطرابلسى زوجة الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على عرش تونس، إلا أن الكتاب انتشر هناك سرا، بل قرأه مئات الألوف، كما رفض القضاء الفرنسى الدعوى التى تقدمت بها ليلى الطرابلسى من أجل منع إصداره، ليصبح الكتاب ممنوعا من دخول تونس فقط، ومؤخرا قامت الهيئة المصرية العامة للكتاب بالتعاون مع تونس بطبع الكتاب، الذى أعده نيكولابو وكاترين غراسياي، وترجمه للعربية كل من عمر بن ضو وكمال البجاوى وإبراهيم بن صالح ومجموعة وآخرين.
 
لم تكن تحلم ليلى الطرابلسى بأن تكون زوجة لرئيس، باعتبارها من أسرة بسيطة جدا، فوالدها بائع فواكه متجول فى شوارع تونس، كما أنها عملت فى بداية حياتها كوافيرة ثم سكرتيرة، عاشت لتحقق هذا الحلم وما أن وصلت إلى قصر قرطاج زاد طموحها وعلا طمعها، حتى أنها كانت تنوى طرح نفسها بديلاً عن زوجها فى الانتخابات المقبلة بمساعدة أفراد عائلتها وبمساعدة عدد من الشخصيات المنطوية تحت جناحها، وبدعم رسمى من فرنسا، التى كانت تدعم النظام التونسى السابق.
 
يصف الكتاب الذى يضم تسعة فصول أساليب هيمنة وسيطرة ليلى الطرابلسى مع أخوتها وأصهارها على كل شيء فى تونس، فقد تمكنت من فرض سلطتها عن طريق التداخل السافر بين عالم الأعمال وعالم السياسة والغوغائية التى ارسى دعائمها الجنرال "بن على"، وقد دخلت عالم السياسة بطرق مثيرة للجدل منها ما كانت تقوم به من توظيف بعض أصحاب الشهادات العليا والخبراء الأكفاء ممن يحترفون أساليب التعامل مع صندوق النقد الدولي، كما عينت أفرادا من أسرتها فى مناصب مهمة، واستحوذت أسرتها على ثروات اقتصادية وامتيازات متعددة، وحسب ما جاء فى الكتاب أنها مزدوجة الشخصية ومخادعة تملك مهارة المكر والدهاء إلى أن استولت على مفاتيح التأثير لتستولى بها على مقاليد الحكم، كما أنها انتزعت ولاء مدير الأمن والمخابرات التونسية، وبهذا النفوذ حيث كانت فى السنوات الأخيرة التى شهدت تدهور الحالة الصحية لـ"بن على" تعرض عليه الملفات التى تريد، وتخفى ملفات أخرى مثل ملفات العقود والصفقات، حتى وصفت أنها الحاكم الفعلى لتونس.
 
ليلى الطرابلسى تصعد "صعود مدوَ" عنوان أحد فصول الكتاب الذى يطرح مجموعة من الأسئلة: من هى ليلى الطرابلسى؟
 
 هل هى البنت السهلة المنال أم هى المومس القديمة كما يصفها البورجوازيون التونسيون دون تردد، أم هى تلك المرأة العاهرة القادمة من وسط متواضع والمستعدة لبعض التنازلات الأخلاقية كى تنجح ؟ أم هى تلك المرأة المستقلة والطموحة التى منحتها علاقاتها الغرامية فرصة الصعود السريع فى السلم الاجتماعى؟
 
أما اللقاء الذى غير حياتها فهو لقاؤها مع "فريد مختار" الذى يدير شركة حكومية لصناعة الألبان، فقد اقتربت منه وبدأت تتكشف من خلاله الطبقة الراقية فى المجتمع التونسى، وحين عاد الجنرال "بن على" من منفاه فى ببولونيا التقى بليلى واقتربت منه، وأدرك فريد مختار أن وجوده أصبح مهددا، وبالفعل دبر له بن على ملفا يتهمه بالرشوة، ولكن حدث فجأة أن مات فريد فى حادثه سيارة، لم يصدق فيها المقربون من "الطرابلسي" أنها صدفة قدرية، ليبدأ بعدها الحلم يتحقق بدخولها قصر قرطاج .
 
يذكر أن "الطرابلسى" ولدت عام 1957 من عائلة متواضعة كثيرة العدد وتعيش فى الأحياء الفقيرة، والدها كان بائع الفواكه الجافة والخضروات، والدتها تعنى بتربية أبنائها الأحد عشر، حصلت ليلى على مؤهل مهنى ثم التحقت بمدرسة الحلاقة "مصففى الشعر"، وبدأت حياتها الميدانية بالعمل فى قاعه "دنا" ككوافيرة حريمي، وهناك كانت تلتقى بكل سيدات المجتمع الراقى وتقيم معهن علاقات فى صلب السلطة، تعرفت وهى فى الثامنة عشرة من عمرها على "خليل معاوية" صاحب شركة "افيس" عشقت هذا الرجل وتزوجته وطلقت منه بعد 3 سنوات، ثم عملت فى وكالة أسفار 2000 ومن هنا بدأت ليلى تكتشف عالم رجال الأعمال وتفتحت على العالم.