السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إرهابيو سيناء من الموت فى الجحور إلى الانتحار الجماعى

إرهابيو سيناء من الموت فى الجحور إلى الانتحار الجماعى
إرهابيو سيناء من الموت فى الجحور إلى الانتحار الجماعى




كتب- أيمن عبدالمجيد


أكد خبراء عسكريون وأمنيون، أن العمليات الإرهابية التى استهدفت عدة أكمنة للجيش فى وقت متزامن بسيناء أمس الأول، تحمل تطورًا نوعيًا فى تكتيك التنظيمات الإرهابية فى سيناء، وتؤكد تلقيها دعمًا لوجستيًا ومخابراتيًا من دول أجنبية.
وقابلت قوات الجيش، الهجمة الإرهابية بقوة ردع سريع، اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 100 إرهابى بعد اشتباكات استمرت ثمانى ساعات، فيما استشهد 17 جنديًا وضابط، وأصيب 13 آخرون.
وتباينت آراء الخبراء بشأن أهداف العملية وتطور السلاح المستخدم فيها من قذائف هاون ومدافع مضادة للطائرات، ففى حين ذهب البعض إلى أن تلك العملية تأتى بمثابة انتحار جماعى لما تبقى من تنظيم ما يسمى بـ«انصار بيت المقدس»، لإدراكهم أن عمليات التمشيط التى تقوم بها القوات المسلحة ستصل بالنهاية إلى قتلهم فى أوكارهم، فإن هناك من يرى أن العملية تأتى وفق تكتيك «الضغط المتوالي» بعد عملية اغتيال النائب العام هشام بركات لزعزعة الثقة، فيما ترى وجهة نظر ثالثة أن أجهزة مخابراتية إقليمية معادية تمكنت من دعم التنظيم الارهابى فى سيناء بعناصر بشرية بهدف محاولة السيطرة على مدينة الشيخ زويد لتصوير الامر كذبا على انه شبيه ببلدان فى المنطقة وهو ما فشلوا فى تحقيقه.
وقالت مصادر لـ «روزاليوسف»: يبدو أن الإرهابيين شعروا بتضييق الخناق عليهم واقتراب نهايتهم، بعد أن أحكمت قوات الجيش السيطرة فى سيناء فى الفترة الأخيرة وقتلت العشرات من الإرهابيين والقت القبض على العشرات منهم، وعقب السيطرة على مناطق تمركزهم فى المهدية والجورة والمناطق المحيط بالشيخ زويد، احكم الجيش حصاره لهم بأكمنة جديدة لقطع طرق الامداد والتنقل فيما بينهم،  فجاءت ضربات الإرهابيين لهذه الاكمنة الجديدة مثل كمين أبو رفاعي.
 وهو ما يذهب إليه أيضاً اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق، مؤكداً أن ما حدث من عمليات إرهابية كبيرة فى سيناء، ينبع مما اسماه «حالة السعار» التى تعيشها تلك التنظيمات، وهى تشاهد قوات الجيش تنجح يومياً فى الوصول لمخابئهم، عبر عملية تمشيط واسعة ومعلومات دقيقة، ما اسفر عن مقتل وضبط المئات منهم فى الأشهر الأخيرة لدرجة صارت معها الأوضاع إلى اقتراب إعلان سيناء خالية من الإرهاب فى أغسطس المقبل.
ويضيف المقرحي: تعاون القبائل مؤخراً مع الجيش والشرطة حقق نجاحات كبيرة، فشعر الإرهابيون بإن الموت يلاحقهم فى أوكارهم، فقرروا الدخول بكل قواهم البشرية وما لديهم من سلاح وعتاد فى معركتهم الأخيرة، الانتحار، وهذا ما علمه لهم الإرهابى الأول حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، فهم بذلك فضلوا الموت فى المعركة ظنا منهم أنهم سيصعدون للجنة.
ويرى اللواء صالح المصري، مدير أمن شمال سيناء الأسبق، أن العملية تكتيك من التنظيمات الإرهابية، يستهدف «الضغط المتواصل»، لاستغلال نجاحهم فى اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، حيث اعقبت عملية الاغتيال محاولة فى اليوم التالى تفجير قسم شرطة 6 أكتوبر مساء الثلاثاء الماضى، إلا أن خطأ تسبب فى انفجار السيارة ومقتل الإرهابيين قبل بلوغ هدفهم، ثم تأتى العمليات فى سيناء متوالية، وكل ذلك الضغط المتواصل يستهدف ايفاد رسائل وتحقيق أهداف على المستويين المحلى والدولي.
وأوضح المصري: داخلياً يستهدفون ترويع الشعب، وخلخلة ثقته فى قدرة النظام الحاكم وأجهزة الأمن على توفير الحماية، وهز ثقة الجنود، وخارجياً يحاولون تصدير صورة للرأى العام الدولى أن مصر ليست آمنة، فيما يستهدفون من الهجوم بأعداد كبيرة على الأكمنة، تصوير المشهد لقوات الأمن على أن الحرب مع ميليشيات منظمة كتلك التى تخرب فى الدول المجاورة وليس مع خلايا محدودة العدد والقدرات، لإضعاف الروح المعنوية والتشكيك فى القدرة على انهاء المعركة معهم فى وقت قريب، لكن الجيش لقنهم درسا قاسياً، وقتل معظمهم.
ويؤكد اللواء جمال أبو ذكرى الخبير بشئون الأمن القومي، أن الهدف من عملية سيناء، محاولة السيطرة على الأرض فى مساحة مجاورة لقطاع غزة الذى تسيطر عليه حركة حماس المنتمية للتنظيم الدولى للإخوان، تلك الجماعة الإرهابية التى اسسها حسن البنا، بتكليف من المخابرات البريطانية، ثم جاء تأسيس حماس عبر الموساد، لإحداث وقيعة بين الفلسطينيين، لصالح إسرائيل، والسيطرة على القطاع كان الهدف منه مخطط أمريكى اسرائيلى بإدخال مصر شريك فى حل القضية الفلسطينية، عبر منح الفلسطينيين 15 كيلو مترًا فى سيناء، مقابل إخلاء غزة، وأن تحصل مصر على مساحة بديلة بامتداد صحراء النقب وهو ما رفضته مصر فى عهد مبارك،  وكان مرسى يعمل على تحقيقه مقابل دعمه من الامريكان.
وأضاف أبوذكرى: هذا الهدف يسعون لتحقيقه، والتنظيمات الإرهابية التابعة للإخوان والتى تتلقى دعما لوجستياً بالعناصر والسلاح عبر حماس تسعى للسيطرة على الأرض، فما زالت هناك أنفاق، لكنها احلام يقظة،  مصر بشعبها وجيشها وأجهزتها أقوى من تلك المؤامرات وسيتم القضاء على الخلايا الإخوانية فى مصر بمدى زمنى أقصاه ستة أشهر.
ويرجع الخبير فى شئون التنظيمات الإرهابية، صابرة القاسمي، التطور النوعى فى أساليب هجوم التنظيمات الإرهابية فى سيناء، واستخدامها لاساليب زراعة الألغام واستخدام اسلحة متطورة، إلى وصول قيادة مركزية بداعش من العراق ونجاحها فى دخول سيناء والإشراف على وضع الخطط وتدريب الإرهابيين على العمليات، إلى جانب إمداد التنظيم بعناصر محلية عبر عمليات التجنيد وعناصر أجنبية تتواجد الآن على الأرض.
وأضاف القاسمي: إن هدف القيادة الداعشية المركزية، تمكين العناصر الموالية لهم فى سيناء من السيطرة على مساحة جغرافية من الأرض، كولاية تابعة لما يسمى الدولة الإسلامية، بالسيطرة على مدينة الشيخ زويد، لكنهم فشلوا فهم لا يدركون أن مصر دولة مركزية قوية لديها جيش قوى وشعب لا يمكن أن يوفر حاضنة للارهاب بل يلتف حول جيشه.