الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الانسحاب» و«الجنسية» و«الوفاة» تهدد مرشحى الرئاسة




 
مع احتدام الصراع والمنافسة على الكرسى الرئاسى وبدء العد التنازلى لتسليم السلطة لرئيس منتخب، تصاعدت الأحداث وانتشرت الشائعات على المواقع الالكترونية خاصة على موقعى التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر لتصبح كالنار فى الهشيم لا تعرف من اطلقها أو كيف توقفها.. فالجميع فى حيرة مما يتردد من أقاويل عن المرشحين ساعة بعد الأخرى لا سيما هؤلاء الذين لم يحسموا موقفهم فى مرشح بعينه ومازالوا يبحثون عن الأفضل.
 
الانسحاب هى الكلمة الاكثر تداولاً وانتشاراً فهى شائعة طالت ابرز المرشحين فى الانتخابات الرئاسية، فردد البعض انسحاب اللواء عمر سليمان وبعد نفيه لذلك انطلقت شائعة أخرى بعد تقديم أوراق ترشحه والتوكيلات تعلن عن انسحاب الفريق احمد شفيق  ليقبل بأن يكون نائباً لسليمان وكذلك عمرو موسى.
 
وجاءت أيضًا فى الصدارة حرب الجنسيات لمرشحى الرئاسة بمجرد الإعلان عن حصول والدة حازم صلاح أبو إسماعيل على الجنسية الأمريكية، لم تتوقف الشائعات عن باقى المرشحين فانطلقت شائعة عن حمل والد د. سليم العوا الجنسية السورية وحصول د. عبد المنعم أبو الفتوح على الجنسية القطرية منذ التسعينيات ووجود أخ غير شقيق لعمرو موسى من سيدة يهودية وقد وجدت هذه الشائعات رواجاً على مختلف المواقع الإلكترونية كما تداولها الإعلام أيضًا.
 
من بين الشائعات الأبرز كانت وفاة حازم أبو إسماعيل فى حادث على الطريق الدائرى، وأخرى عن قدرته على شفاء سيدة عجوز وهو ما نفاه أبو اسماعيل كما كذب الفريق أحمد شفيق ما يتردد عن أنه أثناء قيادته قطاع الطيران المدنى قام باسناد بعض الأعمال بالأمر المباشر وأكد خلال مؤتمر شعبى ان المشروعات التى اشرف عليها تمت بشفافية كاملة وفى مناقصة تنافسية ولم يقتصر الامر على شفيق فحسب فقد حرص الكثير من مرشحى الانتخابات الرئاسية على نفى وتكذيب ما يتردد على مواقع التواصل الاجتماعى والتى تنقلها وسائل الإعلام فى كثير من الاحيان دون تدقيق بحثاً عن السبق الإعلامى.
 
تقول د. هدى زكريا استاذ علم الاجتماع السياسى بكلية الاداب: إن الشائعات هى السلاح الذى تستخدمه القوى السياسية المختلفة فى هذه المرحلة وقد لجأت له بقوة التيارات الدينية المتمثلة فى جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين من خلال ما قدموه عن انفسهم من صورة مشرقة وإطلاق الشائعات والأقاويل المغلوطة عن القوى السياسية الليبرالية والصاقها بتهمة العلمانية وتصويرهم على انهم «كفار» وكان لذلك تأثير كبير على فوزهم فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى.
 
وتوضح ان السباق الرئاسى يشهد موجة من الشائعات التى يطلقها المنافسون على بعضهم البعض وتساهم المواقع الالكترونية فى نشرها كما ان وسائل الاعلام المختلفة تلعب دوراً فى نقلها والترويج لها بين المواطنين البسطاء الذين لا يستخدمون الانترنت ويلهثون وراء الحدث دون الالتفات الى مجريات الامور  ومن هنا تجد الشائعة سبيلاً للانتشار بشكل سريع ولكنها أيضًا تتبخر بعد فترة قصيرة، مشيرة إلى أن مثل هذه الشائعات التى تنطلق بين الحين والآخر ستؤثر حتماً على اختيار بعض فئات الشعب المصرى من البسطاء والأقل تعليماً ولكنها لن تنجح مع المثقفين والطبقات المتوسطة والمرتفعة من المجتمع فهم سيصوتون بشكل حر دون تأثر بما يتردد فالشعب اصبح هو القوى الحقيقية.
 
بينما اوضحت د.فادية ابو شهبة أستاذ القانون الجنائى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية قائلة: إن حرب الشائعات الدعاية السلبية أمر متعارف عليه فى جميع الانتخابات وأيضاً مختلف الدول العالمية فهى وسائل يتبعها البعض للتأثير على الرأى العام نحو مرشح ما وهى للأسف تنجح بشكل كبيرمع الطبقات الفقيرة التى ينتشر بها الامية والجهل فهم لا يعلمون الكثير وغير قادرين على تحليل ما وراء ما يثار من الاقاويل وهو ما يمثل خطورة و يثير المخاوف خلال المرحلة القادمة و التأثير على اختيار رئيس مناسب لانهم يتأثرون بالكلام والسمع وهنا تكمن المشكلة وذلك على عكس الشخص المتعلم الذى يستطيع من الوهلة الأولى التميز ما بين الشائعة والحقيقة.
 
وتحذر د. فادية  من تداول الشباب لهذه الشائعات على المواقع الالكترونية دون تفكير أو تدقيق من المعلومات المتنقلة فيما بينهم مما يتسبب فى ذبذبة الرأى العام وتغيير مسار بعض الاحداث فهناك تكاتف وحرب من الشائعات على المرشحين المدنيين يساهم فيه مستخدمو الانترنت دون وعى وبشكل عشوائى يمكنه ان يضر بمصلحة مصر ومسار الانتخابات القادمة.