الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نفيسة العلم تنادى مريديها للاعتكاف فى خلوتها

نفيسة العلم تنادى مريديها للاعتكاف فى خلوتها
نفيسة العلم تنادى مريديها للاعتكاف فى خلوتها




كتبت- مروة مظلوم


أجواء من الهدوء والسلام  تعزلك عن صخب الحياة.. ضجيجها أبواق.. السيارات  فى الزحام.. وصرخات البشر.. أنت فى رحاب آل البيت على اعتابها اخلع هموم دنياك مع حذائك قبل الدخول.. واستزد من علم نفيسة العلوم.. قطعة من قلب القاهرة.. تعلقت بها قلوب المصريين  حيز مربع مسقوف بسقف خشبى منقوش بزخارف عربية جميلة وهذا السقف محمول على ثلاثة صفوف من العقود المرتكزة على أعمدة رخامية مثمنة القطاع. ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالسيراميك الملون البديع. وفى طرف هذا الجدار وعلى يمين المحراب باب يؤدى إلى ردهة ومنها إلى الضريح بواسطة فتحة معقودة وبوسطه مقصورة نحاسية أقيمت فوق قبر السيدة نفيسة.
السيدة نفيسة بنت الإمام حسن الأنور بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب، ولدت عام 145 هـ فى مكة نشأتها فى المدينة المنورة وتعلمت من نساء الصحابة وكانت تحب قراءة القرآن والعبادة فى حرم النبى «صلى الله عليه وسلم» وكان والدها يأخذها لحجرة النبى الكريم ويقول: «يا رسول الله أنا راض عن ابنتى نفيسة»، و تقول الحكايات أن الرسول جاء له فى المنام وقال له: «يا حسن أنى راض عن ابنتك نفيسة برضاك عنها، والحق سبحانه وتعالى راض عنها برضاى عنها»، المهم تزوجت السيدة نفيسة وأنجبت القاسم وأم كلثوم لكنهما ماتا وهما صغيران، ومات زوجها وسافرت إلى مصر وهناك اشتهرت بعلمها وحبها للمصريين جدًا وتعلقوا بها وتتلمذوا على يديها ، وكان منهم الإمام الشافعى ولما توفى قالت: «رحم الله الشافعى كان رجلاً يحسن الوضوء».
نفيسة العلم لها 19 لقبا مختلفا وكل لقب له قصة وحكاية أو معنى يدل عليه، نفيسة العلم والدارين، والسيدة الشريفة العلوية والسيدة النقية، والعفيفة والساجدة والمتبحرة وأم العواجز وفرع الرسالة، وجناح الرحمة، ونفيسة المصريين.
المكان  كان عبارة عن بيت قديم واسع عاشت فيه السيدة نفيسة متفرغة للعبادة، وتوفاها الله ودُفنت فى بيتها، وبدأ الناس يزورون قبرها، وفى سنة 482 هـ بنى  عبيد الله بن السرى بن الحكم والى مصر وقتها  مقاما فوق قبرها وازداد عدد الزوار فأمر الخليفة الحافظ لدين الله فى سنة 532 هـ بتجديد المكان وفى سنة 714 هـ أمر الناصر محمد بن قلاوون بعمل مسجد جنب المقام، ووقع حريق كبير سنة 1310 هـ وغير فى ملامح المسجد فأمر الخديو عباس باشا الثانى بإعادة البناء.
المثير أن الحجرة الخاصة بالسيدة نفيسة التى كانت تتعبد فيها  لازالت على حالتها والأجمل أنه مصرح بدخولها للزوار والاعتكاف بها ليومين أو ثلاثة ومنهم فنانون وإعلاميون ورجال سياسة.