الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدكتور مصطفى الفقى!

الدكتور مصطفى الفقى!
الدكتور مصطفى الفقى!




كتب - وليد طوغان

زادت من الدكتور مصطفى الفقى، افورت منه. صحيح صدمنا الدكتور مصطفى، بتحولات اشبه بالانحرافات المعيارية، مثل غيره السنوات الاربع الماضية،  لكن مش كده، ليست بتلك الطريقة يا دكتور، ليس بهذا الشكل يا استاذنا، ليست هكذا تورد الابل يا رموز.
فى حوار منشور أخيرًا، استمرأ الدكتور مصطفى غسل نفسه، استزاد من «تنضيف البقع»، زايد فى محاولة محو الندوب.
اعتبر الدكتور مصطفى، ان الاخوان حولوا القصاص من نظام مبارك من خلاله فى انتخابات 2005، لذلك شوهوا صورته أو أرادوا، طعنوا فى النظام عن طريقه، رسموا جماجم على بابه، بينما كان المقصود حسنى  مبارك، ونظام مبارك، كما قال.  
جدد الدكتور مصطفى ندمه على تلك الانتخابات. المرة المليون التى يعلن فيها الدكتور مصطفى ندمه، وعلى ما ترتب على تلك الانتخابات من تزوير لصالحه، ضد جمال حشمت مرشح الاخوان.
فى الحوار، صاغ  كلماته، فى براعة، وصلت الى التلميح بأنه لم يكن من الممكن ان يرفض عرض النظام وقتها ترشيحه فى دمنهور!
كما اسُقط فى يده، لما طلبوا منه الترُشح، اسقط فى يده ايضا، لما طلبوا منه الانضمام للحزب الوطنى، بعد النتيجة، فأصبح الدكتور، فجأة، نائبا فى البرلمان،  وعضوا فى الحزب الوطنى، بلا ارادة، ولا رغبة.
استمرأ الدكتور تصدير نفسه على انه قطنة ابلة نظيفة. قطنة ابلة نظيفة لا تكذب، ولا الدكتور مصطفى ايضا. قطنة ابلة نظيفة بيضاء، ناصعة، والدكتور مصطفى ايضا.
غريب السعى لبداية جديدة فى ربيع العمر!
الاعوام الاربعة الاخيرة، يتنقل الدكتور مصطفى فى كتاباته، وشهاداته، بين سلوكيات «الطابق المسحور»، وبين تهويمات الشخصية الاثيرية، الميتافيزيقية، العلوية، الافقية، الدستورية، التحررية، جامعة الدول العربية!
«الطابق المسحور» مقال شهير للدكتور، وصف فيه جيله بالذى رقص على السلم،  فلا طال عنب اليمن ولا بلح الشام. مقال طويل اعتبره البعض سيرة ذاتية للدكتور  نفسه، قدم فيه الدكتور نفسه، كما يرى هو نفسه. فهو الذى لا طال بلح الشام، ولا عنب اليمن، مع انه فعل كل شىء، ليطال اما هذا أو ذاك.
قصد الدكتور بعنب اليمن وبلح الشام، المناصب الرسمية، والوزارة. طموحه كان  فى اكثر من دبلوماسى، انهى حياته سفيرا فى النمسا، أو احد طاقم سكرتارية الرئيس مبارك. طموحه، هو الذى ادى به الى عالم التحولات، والاجراءات من اجل التحولات، والتدابير تحضيرا للاجراءات من اجل التحولات، السنوات الاربع الأخيرة.
راجع ارشيف الدكتور مصطفى الاعوام الماضية، كلامه للصحافة، وكلامه فى برامج التليفزيون، حواراته الصحفية، تصريحاته لوسائل الاعلام، كلها تنوعت فيها تداعيات الطابق المسحور، حسب الفترة التاريخية، وحسب القواعد الحاكمة للعبة كما يظنها، حسب كل ظرف زمنى.
الوقائع كثيرة، والنماذج اكثر. برامج الدكتور مصطفى على عينك يا تاجر، تصريحاته، حواراته بعينين نصف مغمضتين ثقافة وعلما، قمة التناقضات، وخالص وجهات النظر المتضاربة، وصل  بعضها الى حد تأييد الاخوان خلال حكم مرسى فى مقال شهير عنونه بـ «خيرت الشاطر»!
تقول نكتة ان سال احدهم شيخا: ماذا تريد فى السبعين من عمرك؟ فأجاب: اتحزم وارقص، باية طريقة، وفى أى فرح، على طريقتك، على طريقتى، على طريقتكم، لا يهم، المهم لا مزيد من الرقص على السلالم!