السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مثقفون: الثقافة والفنون قوة مصر الناعمة فى مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف

مثقفون: الثقافة والفنون قوة مصر الناعمة فى مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف
مثقفون: الثقافة والفنون قوة مصر الناعمة فى مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف




تحقيق - محمد خضير
الثقافة والفنون وجهان لعملة واحدة تمثل قوة مصر الناعمة، وبمثابة أدوات إبداعية وتراثية تشكل عقل المواطن المصرى وتكون مدى رقى الوطن فى مواجهة الأفكار المتطرفة ونبذ العنف.
وتتخذ مصر من خلال قوتها الناعمة فى كل الأزمان قوة ضاربة فى وجه الإرهاب والتطرف وتطوف وتجول أجواء المحروسة والمنطقة العربية والأوروبية لتصحيح المفاهيم وتأكيد أصالة وسمو الفكر المصرى وسلمية وسلامة شعبة وبلادة.
عن دور الثقافة والفن فى هذه المرحلة المهمة من تاريخ الوطن استطلعت «جريدة روزاليوسف» آراء المثقفين عن دور الثقافة والفنون خاصة بعدما تعرض لهجمات إرهابية بسيناء باعتبار أن المثقف يقع على عاتقه مهاما كبيرة لإنارة طريق المصريين على خطى الانتماء والعطاء من مثقفين ومسئولين عن الثقافة والفنون ومن المسئول الأول عن الثقافة فى مصر فى ما يلى:
فى البداية قال الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» أن الإرهاب عبارة عن مجموعة أفكار متطرفة تسيطر على عقول أفراد وجماعات تستغلهم قوى أخرى لتنفيذ عمليات إرهابية لصالح أجندات دولية، مشيرا إلى أن مواجهة هذه الأفكار المتطرفة يأتى بالفكر لمنع انتشاره، إضافة إلى المواجهة الأمنية التى تواجه بالفعل من تلطخت أيديهم بدماء أبناء الوطن.
وأشار الدكتور «النبوى» إلى أن المواجهة الفكرية تبدأ بنشر الثقافة الإيجابية، أى نشر قيم المحبة والسلام والتعايش وقبول الآخر، بالإضافة إلى مواجهة القيم السلبية فى المجتمع مثل العنف والكراهية والتعصب والتمييز وغيرها من الممارسات التى من شأنها أن تؤدى لتفكيك أواصر المجتمع، وتنشر الفوضى والعنف بين الأفراد والجماعات فى أى دولة.
وأضاف الدكتور النبوى أن مصر تمر بحالة حرب ضد الإرهاب وقوى التطرف والعملاء والخونة الذين يحاولون النيل من مصر وشعبها، لذلك فإن الأمر يتطلب قيام الثقافية بدورها فى شحذ همم الشعب المصرى العظيم الذى كان ولا زال اليد الحديدية التى تضرب قوى التطرف، مشيرا إلى أن هذه الحرب طويلة وممتدة لأنها حرب خفافيش الظلام ويجب على الجميع القيام بدوره فيها لحماية الوطن.
وأكد عبدالواحد النبوى أن الثقافة والفن والموسيقى والغناء خاصة الأغانى الوطنية هى واحدة من أيدى القوى الناعمة لما لها من تأثير كبير فى وجدان المجتمع، ولا أحد يغفل أهميتها على مر التاريخ ودورها فى حماس الشعور وتحفيز الشعب على الانتماء والعطاء وبذل النفس والمال من أجل الوطن.
وأشار الوزير إلى أن المواقع الثقافية والفنية التابعة لوزارة الثقافة تقدم بالفعل ما يمكن أن نسميه وجبات فكرية لمواجهة التطرف، لكنها تحتاج ان تكون أكثر فعالية تؤثر بشكل قوى فى المجتمع، وهو ما نسعى حاليا لتحقيقه من خلال برامج جديدة بدأنا إعدادها لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، وذلك من خلال مجموعة من الندوات والورش الفنية والأعمال المسرحية التى تركز على الموضوعات المتعلقة بأسباب الإرهاب والتطرف وسبل مواجهته.
وقال النبوى إن كل فرد فى المجتمع تقع على عاتقه مسئولية مواجهة التطرف، بينما تقع على عاتق المثقفين والمفكرين مسئولية نشر الثقافة بالتعاون مع مؤسسات الدولة الثقافية لجذب الناس وإعادة إعمار المواقع الثقافية كما كانت فى الماضى، بواجب على المثقفين النزول للناس فى الشارع ومناطق تجمعهم وتقديم الفكر المستنير لمواجهة التطرف.
وقالت الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية أن الفن المصرى هو خير سفير لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف ومن خلال فنون الأوبرا نستطيع أن نقدم فنا راقيا ونصدره للعالم كله.
وأشارت الدكتورة إيناس إلى أن الثقافة من خلال القوى الناعمة تعمل على محاربة الفكر المتطرف وتصدير كيد الإرهاب وتقف بجانب القوات المسلحة وتقوى من عزيمتهم.
وأكد المؤرخ الدكتور محمد عفيفى أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب بجامعة عين شمس والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة أن مصر ستنتصر على الإرهاب ولديها القدرة والمقومات والجيش وتلك هى حكمة التاريخ الذى يسطر ما تعرضت له مصر عديدا من هجمات إرهابية واعتداءات، وبالتالى استطاعت مصر بقواها المسلحة وقوتها الناعمة أن تنتصر.
وأشار الدكتور عفيفى إلى أن دور الثقافة والمثقفين هام جدا لأن القوى الناعمة هى وعى الأمة الشارع المصرى وفى الجامعات فى المدارس، فى الإعلام، وبالكلمة الصادقة الواعية هى أهم سلاح لمصر فى مواجهة الارهاب.
ويرى الكتور خلف عبدالعظيم الميرى رئيس قسم التاريخ بكلية البنات جامعة عين شمس، ورئيس الإدارة المركزية المشرف على الشُعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة إن ما تمر به مصر من أحداث هى منطقية جدا فى سياق التطورات وحسابات الفعل ورد الفعل، وأراها مرحلة النفس الأخير للإرهابيين وأعداء الوطن، أشبه بحالة الثور الذبيح الذى يحاول أن يضرب بأقدامه هنا وهناك، وتبدو المسألة درامية وغير منطقية فى فصلها الأخير، فهل يمكن لفصيل داعشى أو سواه أن يحارب جيشا نظاميا على مستوى عال ومتقدم كالجيش المصرى، أو أن هذا الفصيل تخيل أن المسألة أشبه بعشيرة أو قبيلة يغزوها هنا أو هناك، الوضع يختلف تماما مع مصر مقبرة الغزاة وتفسيرى أن هذا الذى يحدث من تفجيرات إرهابية هنا وهناك أنها معركة النفس الأخير للثور الذبيح.
وأشار «الميرى» إلى أن مصر تشهد نهضة وتطورا حقيقيا فى البناء منذ تولى الرئيس السيسى قيادة البلاد، وبدأت فى استعادة دورها الإقليمى والدولى بقوة وفى زمن وجيز يُبشـر بانطلاقة كبرى، وهذا لن يروق المتربصين بها، ومن ثم يحاولون إيقاف عجلة التقدم بكل أدواتهم، وبطبيعة الحال لن يستطيعوا لأن حركة البناء والتقدم قد دارت، ولا يُمكن أن تعود إلى الوراء، هذه دروس التاريخ التى تعلمناها ونعلمها، وخاصة فى ظل وجود دولة أو أمة تستفيد من أخطائها، وأعتقد أننا فى مصر قيادة وشعبا استفدنا من أخطائنا ولا زلنا نستفيد.
وأوضح الدكتور الميرى أن هذه مرحلة مواجهة وتحد حقيقى، فمصر فى لحظة تاريخية فاصلة؛ تكون أو لا تكون، وبإذن الله وبإرادة شعبها ومسئوليها تكون، فمصر على مر أغلب فترات تاريخها، دولة رائدة قائدة، تبعا لمكانتها ودورها، والدور المطلوب كبير سواء من الثقافة، أو المثقفين، وهو مطلوب من المجتمع ككل، بكل طوائفه ووزارته ومؤسساته، وهذا ماتحول أن تفعله وزارة الثقافة حاليا.
وأكد «إننا نعمل معا فى منظومة متكاملة مع الكتاب والمثقفين والشعراء والعلماء المتخصصين فى مختلف الشُعب واللجان والمتخصصين فى مختلف المجالات، يتحرك الجميع معا فى إطار من العمل الوطنى المجتمعى، وهذا ماتم التفكير فيه بالفعل ويجرى تنفيذه سواء من خلال مهرجان صيف ولادنا، أو الفعالية الكبرى التى ستنطلق بعنوان «الإرهاب فى مواجهة الإرهاب».
وقالت الدكتورة أحلام يونس رئيس أكاديمية الفنون ان مصر دائما ما تنتصر على الارهاب وأى عدو خارجى لما تتمتع به من قوة وصلابة جيشها المصرى الباسل بالإضافة إلى قدرة القوى الناعمة من خلال الثقافة والفنون التى سجل التاريخ دورها الهام على مدار السنين.
وأشارت الدكتورة أحلام إلى ان القوى الناعمة كلها تقف لجانب القوات المسلحة وتفديه بروحها لو تطلب الأمر لأنهم نسيج وقوة هذا الوطن.
قال الأديب والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، إن دور وزارة الثقافة مهم وضرورى فى هذه المرحلة، وبالتالى فالمثقفون ووزارة الثقافة عليهم دور كبير بأن يضعوا خطة إستراتيجية ثقافية شاملة لمواكبة الأحداث الأليمة والتطورات السريعة التى تتعلق بمصر خلال الفترة القادمة.
وأشار أبو سنة إلى أن مصر قادرة على مواجهة الإرهاب بأن تهدف هذه الخطط إلى مواجهة الإرهاب ثقافيًا وعلمًيا من خلال عقد ندوات ومناقشات وأطروحات لمواجهة الإرهاب الغاشم وتنظيم حملة ثقافية تواجه تطورات الموقف والفكر المتشدد والمنحرف الذى يساند الأعمال الإرهابية فى كافة ربوع مصر.
ويرى الفنان التشكيلى حسين العزبى أن ما تمر به مصر من هجمات إرهابية هى مؤامرة على مصر على مستوى أكثر من دوله لتفتيت وتقسيم مصر وهى محاولات فاشلة لأن مصر قوية برئيسها وبجيشها وشعبها وفنونها وثقافتها.
وأشار الدكتور العزبى الى ان الفن المصرى يجب ان ينتبه لأن الفنانين والمبدعين يبتعدون عن الفن التجارى وينظرون الى مصر ويظهروها فى أبهى صورة للعالم لتغيير الفكر العالمى عن بلدنا وايضا لجذب السياحة وهذا يتطلب ان نبتعد عن المشاهد التى تسىء لشباب مصر وكأنهم مدخنون وفى شبه غيبوبة من التسطير المسىء الذى يظل فى ذاكرة اﻻطفال فى إطار عشوائى كان المصريون يعشون فى خرابات ونصحى للمؤامرة على الاغنية والدراما والفيلم المصرى وطمس اللهجة المصرية.