الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ترعة السلام.. «خرابة» كلفت الدولة مليارات




استمرارا لمسلسل إهدار المال العام في المشروعات القومية العملاقة مازالت أجهزة الدولة عاجزة عن تقنين الأوضاع علي ترعة السلام أو توفير الميزانيات اللازمة لاستكمال البنية التحتية للمشروع، والتي ستتضاعف مع تكرار سرقات محطات المياه علي الترعة في ظل الانفلات الأمني.
ورغم المليارات التي أنفقتها الدولة علي المشروع خلال السنوات الماضية إلا أن الترعة والأراضي المحيطة بها تبدو «خرابة» بعد أن هاجمتها التشققات في البطانة الجبسية بسبب أشعة الشمس وجفافها منذ أربع سنوات، فضلا عن الرمال التي تغطي أجزاء كبيرة منها مما قد يحتاج إلي إعادة حفر وتطهير أجزاء كبيرة من الترعة.
كانت آخر السرقات حادث محطة المياه شرق القناة التي سرقت بالكامل وهو ما يفرض علي الدولة موارد مالية إضافية لإعادة هيكلة الترعة قبل استخدامها مرة أخري.. من جانبهم طالب المزارعون رئيس الوزراء د.هشام قنديل بالوفاء بوعده إذ أعلن في إحدي زياراته لترعة السلام وهو وزير للري قبل عام عندما قال ردا علي شكاواهم من تكرار وعود تقنين أوضاعهم وإطلاق المياه بالترعة بأنه سيكون أول المعتصمين معهم إذا لم يتحقق ذلك في أقرب فرصة ومر أكثر من عام علي الوعد.
علق رئيس قطاع الموارد المائية في شمال سيناء المهندس علي المهر قائلا بأن وزارة الري أعلنت منذ العام الماضي استكمال عدد 8 مآخذ علي ترعة الشيخ جابر «السلام» رقم 14 و12 و9 و8 و7 و6 و5 و4 و3 لري زمام 28 ألفا و292 فدانا، مؤكدا اعتماد الاستثمارات الخاصة لاستكمال تبطين هذه المآخذ من الترعة وتصل إلي 175 مليون جنيه، ومن المقرر الانتهاء منها في 2013.
وأضاف أنه سيجري طرح باقي المآخذ علي الترعة رقم 22 و20 و19 و18 لري زمام 32 ألفا و586 فدانا باعتمادات مالية تصل إلي 450 مليون جنيه، علي أن ينتهي العمل منها في نهاية 2014 مؤكدا أنه بحلول عام 2014 تكون وزارة الري قد انتهت رسميا من جميع المآخذ وأعمال البنية الأساسية من ترعة السلام لخدمة الأراضي الزراعية الواقعة علي جانبيها بمنطقتي رابعة وبئر العبد.
ويشكو المهر من تكرار حوادث السرقات بمشروع ترعة السلام والذي بات يعاني من المشاكل الأمنية التي تلحق بجميع منشآت الري علي مستوي مصر بعد أن بات الانفلات الأمني هو ضريبة المرحلة الحالية مؤكدا عدم وجود أي حساسيات أو مشاكل مع بدو سيناء قائلا «هما عارفين أن إحنا جايين نعمل لهم خدمة فلا يوجد أي مشاكل معهم».
أكد المهر أن إمكانية توصيل المياه الآن من قبل وزارة الري تقتصر علي 80 ألف فدان كمرحلة أولي لحين استكمال باقي أعمال البنية الأساسية في الترعة واستكمال باقي المآخذ لخدمة مساحات أكبر من الأراضي، وتم الاتفاق مع وزارة الزراعة من خلال اللجان المشتركة بين الوزارتين لتسيير أمور المشروع.
وأوضح المهر أن مجلس إدارة الجهاز الوطني لتنمية سيناء لا يزال يدرس تقنين الأوضاع لأبناء سيناء والبحث في تمليكهم لأراضي ترعة السلام ودراسة آلية تخصيص الأراضي الواقعة في زمام الترعة لأفراد أم الشركات الكبيرة والمتوسطة الحجم.
ورد المهر علي قرار وزارة الري بوقف المياه عن مجري الترعة، قائلا: إن المياه متوافرة ووزارة الري لا تعاني من مشكلة في ضخ المياه داخل الترعة لكن لا يمكن اتخاذ هذا القرار إلا بعد ترتيب الأوضاع من خلال وزارة الري حتي لا تتفاقم مشكلة التعديات مرة أخري، مؤكدا أنه بمجرد تقنين الأوضاع مع وزارة الزراعة ستضخ المياه في الترعة حتي لا تحدث المشاكل بين القبائل مرة أخري.
ولفت إلي أن وزارة الزراعة  بدأت بالفعل في إجراءات الحصر لواضعي اليد علي زمام ترعة السلام وتبحث تقنين أوضاعهم نافيا أن يكون جفاف المياه في الترعة قد أثر سلبا علي سلامة جسم الترعة موضحا أن أجهزة الوزارة تقوم بضخ المياه من حين لآخر بالترعة لاختبار مدي صلاحيتها ومنع حدوث أي تشققات بها منذ قرار وقف المياه في الترعة.