الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يساريون : الصراعات الشخصية وضعف التنظيم والانكماش فى المكاتب سبب تراجع اليسار




أزمة الأحزاب اليسارية والناصرية أنها تكتفى بانتقاد استحواذ الآخر حتى لو كان بعد الانتخابات النزيهة وتتجاهل الاعتراف بأخطائها وعلاجها فى الوقت الذى تتصاعد فية أسهم تيار الاسلام السياسى فى الحياة السياسية خاصة بعد صعود جماعة الإخوان المسلمين للرئاسة تعانى القوى المدنية والليبرالية بشكل عام واليسارية بشكل خاص من حالة من التشرذم والترهل مما ادى لضعف دورها، وفى الوقت الذى نشأت فية العديد من الاحزاب بعد الثورة تراجعت الاحزاب اليسارية التى كان يطلق عليها الاحزاب الكبيرة قبل الثورة وعلى رأسها حزب التجمع أو «بيت اليسار المصري» الذى عانى فى الفترة الاخيرة من الانشقاقات بعد تصاعد الصراعات الداخلية على المناصب القيادية مما أدى الى انسحاب عدد منهم وتشكيلهم حزب التحالف الشعبى الاشتراكى وهو اول حزب يسارى بعد ثورة 25 يناير وفشل محاولات عقد مؤتمره العام ليستمر الحزب فى حالة السكون فى انتظار انعقاد المؤتمر العام السابع.
 
تباينت مواقف القيادات اليسارية من تراجع دور اليسار لكنهم اعترفوا بأخطائهم لتتحقق مقولة «وشهد شاهد من أهلها» مرجعين الضعف إلى التمويل والتنظيم والصراعات الشخصية التى ساهمت فى اضعافه فى مواجهة الانتصار المستمر لتيار الاسلام السياسى، مؤكدين ان هناك مبادرة لتوحيد صفوف اليسار تنطلق عقب عيد الفطر فى محاولة الدفاع عن الدولة المدنية.
 
قال حسين عبدالرازق عضو المجلس الاستشارى لحزب التجمع إن اليسار المصرى وحزب التجمع شهدا تراجعًا فى دورة السنوات الأخيرة رغم ان ثورة 25 يناير كانت ترفع شعارات التجمع واليسار بافكاره وأطروحاته ومبادئه، وارجع الاسباب وراء هذا التراجع الى ضعف الإمكانيات المالية لليسار فى مواجهة انفاق غير مسبوق لجماعة الاخوان المسلمين والجماعة الاسلامية وحزب النور ورجال الاعمال المنتمين للحزب الوطنى المنحل وشكلوا أحزابًا جديدة بعد الثورة وجزءًا من عضوية الاحزاب الليبرالية المنتمين لرجال الاعمال.
 
وأشار عبدالرازق الى ان تراجع دور حزب التجمع يعود الى عدة أسباب أهمها ان القيادة التى تولت الحزب منذ عام 2008 فى المؤتمر العام السادس للحزب اتخذت قرارًا غير معلن بالانكماش داخل المقرات وعدم النزول للشارع وهو ما أثر على الحزب بالسلب.
 
وأكد عبدالرازق ان تأجيل المؤتمر العام السابع للحزب بحجج مختلفة جعل عددًا من قيادات المحافظات التى كانت تراهن على انعقاده وإقرار خط سياسى جديد وانتخاب قيادات جديدة أصيبت بنوع من الاحباط واليأس مما ادى الى تراجع النشاط الحزبى، بالاضافة الى الانشقاق الذى حدث فى مارس 2011 وخروج عدد من أعضاء اللجنة المركزية لتشكيل حزب آخر يتبنى نفس البرنامج وأوضاعه ليست افضل من التجمع.
 
كما ادى انتصار تيار الاسلام السياسى الذى القى بظلاله السلبية على التيار المدنى وبصفة خاصة اليسار لانة النقيض لهذا التيار المنتصر وساعدهم فى ذلك الاصوات التى تعالت بمهاجمة الاحزاب والحزبيين خلال الثورة، مؤكدًا أن هذا لا يعنى انتهاء دور اليسار أو التجمع رغم المصاعب الكثيرة التى يواجهها لانة لا يزال الفصيل المستمر فى تقديم مبادرات حقيقية فى مواجهة الازمة التى تمر بها مصر وقدم مشروعًا لدستور جديد بعد طرحه على القوى السياسية.
 
وأكد عبدالرازق انه على جميع القوى والاحزاب اليسارية أن تنحى الصراعات الشخصية والنوازع الحزبية الضيقة جانبًا وتتجه الى اعلى درجة من التنسيق وهو ما دعا إليه الحزب فى مبادرة لتجميع القوى اليسارية على نفس الأهداف للدفاع عن الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وألا يقتصر دورها على إصدار البيانات فقط وانما تتجه للحركة الجماهيرية الحقيقية فى الشارع، خاصة ان الانتخابات الرئاسية كشفت عن حقيقة مؤسفة بعد فشل مرشحى اليسار فى الحصول على نسب تصويت عالية لتؤكد ان المال أصبح عصب الحياة السياسية.  
 
وقال أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكى: إن اليسار المصرى يحتاج الى اعادة صياغة خطابة للجماهير دون غلاظة وزيادة التحامه بهم والخروج من الغرف المغلقة والمكاتب إلى الشارع، كما يحتاج الى تجديد دماء وفتح الباب للشباب لتطوير آليات العمل لتتعلم من خبرة العناصر القديمة.
 
وأشار شعبان الى ان هناك مبادرة لتوحيد صفوف اليسار من خلال هيئة أو إطار موحد يجمع كل الفصائل سيتم الاعلان عنها عقب عيد الفطر والتشاور من أجل البحث عن مصادر تمويل وطنية نزيهة والابتعاد عن أى مصادر مشبوهة وغير معلومة المصدر وذلك فى محاولة لتنظيم قوى اليسار.
 
فيما رأى سيد عبدالعال امين عام حزب التجمع ان اليسار رغم ضعفه التنظيمى والمالى الا انه لديه فرصة كبيرة بعد الثورة خاصة ان ثورة 25 يناير تبنت شعارات اليسار وعلى رأسها العدالة الاجتماعية والحريات والمواطنة، لافتًا إلى أن تعدد القوى اليسارية ليست دليلًا على ضعف اليسار وانما مؤشر إيجابى يحتاج إلى تنظيمه والاستمرار فى التنسيق على الأهداف والمبادئ.
 
وانتقد عبدالعال ما يدعيه البعض من أن نسبة التصويت الضعيفة التى حصل عليها مرشحو الاحزاب اليسارية فى الانتخابات الرئاسية تعبر عن ضعف اليسار ولكنها تعبر عن طريقة الناخب المصرى فى الإدلاء بصوته والمراهنة على المرشح الاعلى فرصة.
 
وأشار الى ان هناك ضرورة لتوحيد الصفوف فى مواجهة الاخوان وقوى الاسلام السياسى ويساعد فيه ضعف السيطرة الذهنية لهم على المصريين بعد مواقفهم الأخيرة والوعود الرئاسية التى لم تتحقق.