الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمود عبد المغنى: البلطجة لا تحل بالعنف ولكن بـ «الطبطبة»




 سطع الفنان محمود عبد المغنى منذ دخوله عالم الفن فى أدوار ابن البلد والشاب المصرى المكافح ولعل ملامحه السمراء هى التي دفعت المخرجين لترشيحه فى مثل هذه الأدوار الصعبة التى أجاد تقديمها بشهادة النقاد، وعلى الرغم من أنه شارك فى بطولة جماعية بمسلسل «طرف ثالث» إلا أنه أكثر من لمع نجمه فى فريق العمل بشخصية «دياب» التى أثرت كثيرا فى الجمهور.
 
عن تألقه فى العمل ورؤيته للطرف الثالث الذى تسبب فى العديد من الأزمات على مدار الفترة الماضية كان لـ«روزاليوسف» معه هذا الحوار:
 
▪ ما الذى جذبك لشخصية «ديبو» فى مسلسل «طرف ثالث»؟
 
- «ديبو» شخصية جريئة وجدعة وفى نفس الوقت هو شخص ممزق نفسيا ما بين ارتباطه بأهل الحارة ورغبته فى الانتقال منها والبحث عن حياة أفضل حتى لو بطرق غير سليمة ورغم ذلك يريد أن يعمل بطريقة صح لذا اعتبره بمثابة صرخة لكل الشباب المصرى الذين يفكرون فى الهروب خارج البلد كمحاولة لحل مشاكلهم فلو كل شاب فكر فى الهجرة من البلد من الذي سيظل ليبنى البلد ويقويها، فأحسست أن هذا الدور سيفيدنى فنيا ويفيد الناس اجتماعيا.
 
▪ ولكن تم توجيه نقد للشخصية من النقاد الذين قالوا إن «البلطجى» لا يمكن أن يحب ويحاول إصلاح نفسه؟
 
- هذا هو مربط الفرس فى الشخصية حيث إنه يمكن للإنسان أن يتوب ويصلح من حاله مثلما فعل دياب حتى ولو كان بلطجيا، ولكن الأزمة فى المجتمع الظالم الذى يدوم فى ذهنه الانطباع السيئ الذى كونه فى دقائق لسنوات طويلة ولا يغفر للتائب بسهولة بل يظل الناس يذكرونه بما كان عليه ويحاسبونه على كل صغيرة وكبيرة.
 
▪ كيف قمت بالتحضير للدور؟
 
- فى البداية أنا الذى ابتكرت اللوك الذى ظهر به «ديبو» فاخترت «حلقة الرأس» التى يقلدها الشباب حاليا وقصدت أن أجعل ملابسه متناسقة ومهندمة لأنه يرفض الوضع الذى يعيش فيه ويحاول أن يظهر كـ«ابن ناس» فلا يصلح لشخصيته أن تكون مثل أى شاب فى المناطق الشعبية، أما عن مضمون الشخصية فعلى الرغم من أنى ابن منطقة شعبية وهى حى «الوراق» ولكنى قمت بزيارة بعض المناطق الشعبية كى احتك بمشاكل الشباب فى وقتنا هذا لأن طباع أهل هذه المناطق قد تغير منذ تواجدى من عشر سنوات، فسكان هذه المناطق أصبحوا لا يجدون قوت يومهم وبطالة الشباب تجعلهم أرضاً خصبة لاستخدامهم كأداة للدمار مقابل المال.
 
▪ هل نهاية المسلسل بالقضاء على «الجنرال» هو حل للتخلص من ظاهرة البلطجة؟
 
- هو حل من الحلول المطروحة فهؤلاء الشباب يريدون أن يكونوا شباباً صالحين ولكن هناك دائما من يجذبهم للخلف ويحاول ابتزازهم بماضيهم ويجب التخلص منه كى يستطيعوا أن يحصلوا على حريتهم، فيجب أن نتعامل مع البلطجية بنوع مختلف لحل الأزمة بعد أن جربنا كل طرق العنف والحبس ولا ينفع أن نلقى بشبابنا كله فى السجن من أجل القضاء على الظاهرة ولكن يجب أن نتعامل معا هم «بالطبطبة» هذه المرة ونجرب اللين يمكن أن نقدر نوصل لحل لأزمتهم ونمحنهم فرصًا للعمل لخلق عيشة كريمة لهم فهم يريدون أن يجتهدوا ويعملوا بالحلال وليس أن تأتيهم الأموال لبيوتهم بدون تعب.
 
▪ لكن الطرف الثالث لا يزال موجوداً؟
 
- بالفعل فالجنرال هو نموذج واحد من الكثير من الناس الذين لا يريدون خيراً للبلد فهم يظهرون بكثرة فى الأزمات وقت الثورة وما بعدها حتى إن المصريين شعروا بعد نجاح الثورة أنهم مختلفون وقد تفوقوا ويجب أن يقوموا ببناء بلدهم وكانت هناك مواقف جيدة مثل انتظام طوابير الانتخابات وغيرها ولكن هناك أشخاصاً يجتهدون فى تجنيد هؤلاء الشباب لهدم كل ما يمكن أن نتقدم به، وعلى الرغم من تواريهم قليلا بعد استقرار الأوضاع الأمنية إلا أن انعدام الأخلاق والغضب وعدم احترام السيدات وغيرها من المواقف التى لا يتميز بها الشعب المصرى لا تزال موجودة ويجب علينا أن نقوم بثورة اخلاقية تعلمنا كيف نتعامل مع الآخر وكيف نقوم ببناء بلدنا، ولكن القضاء على الطرف الثالث لن يتم فقط بانتشار الأمن لكن يجب أن نغير واجهة الشباب الذين يقومون باستغلالهم لتحقيق أغراض البلطجة واحتوائهم بوظائف نظيفة تغنيهم عن السير فى هذا الخط.
 
▪ ألم تتخوف من ملل الجمهور من سرد الأحداث التى مرت بها مصر فى الفترة الماضية خاصة بعد شعوره بالاستقرار؟
 
- على العكس تماما فنحن عودنا جمهورنا منذ العام الماضى فى مسلسل «المواطن اكس» على أننا نعرض الأحداث والحقائق بأسلوب درامى تتخلله المشاعر ليصل للجمهور بدون ملل، وهذا ما قدمه أيضا المخرج محمد بكير من خلال الأحداث التى تم سردها وكواليسها والأشخاص الذين عاشوا بها فنحن لا نقدم نشرة أو تقريرها اخبارياً ليمل منه الناس.
 
▪ ما أهم ردود الأفعال حول دورك؟
 
- حمدا لله تلقيت عدداً كبيراً من ردود الأفعال الطيبة والتى أشادت بالمسلسل ككل وبدرى بشكل خاص من مصر ومن الدول العربية ولكن ما أسعدنى هو اتصال النجم محمد منير وإشادته بدورى بشكل خاص كما أنه أعطى لى بعض النصائح التى تتعلق بعدم التسرع فى اختيار الأدوار ويجب أن أتأنى لأننى - على حد قوله - أصبحت بمثابة مثل أعلى لكثير من جمهور الشباب، وقد قلت له أنى بالفعل لدى صبر فى اختيار الأعمال حتى اختار الصح لأننى أريد أن أكون على قدر ثقة جمهورى بى وأعمل حساب الاحترام المتبادل بيننا.
 
▪ هل تنوى تقديم عمل درامى لكل عام مع نفس فريق العمل؟
 
- نحن قمنا بتحدى أنفسنا واستخدمنا نجاحنا العام الماضى كفريق عمل بمسلسل «المواطن إكس» وقمنا بتقديم «طرف ثالث» الذى نجح على الرغم من انفصال بعض الأبطال عنا ونحن نشعر كأننا عيلة واحدة وبيننا كيمياء وروح طيبة تظهر على الشاشة ويحبها الجمهور ولكننا الآن فى مرحلة جنى ثمار النجاح ولم نحدد إذا ما كنا سنكمل كفريق عمل موحد أم لا ولكن الفكرة قائمة.
 
▪ لماذا لا تقدم بطولة فردية فى الدراما مثلما قدمت فى السينما؟
 
- عرض على العديد من الأعمال الدرامية كبطولة مطلقة ولكننى قررت اختيار «طرف ثالث» لإيمانى بموضوعه وبروح الفريق ولم اهتم بفكرة البطل المطلق خاصة أننا فى هذا المسلسل كل منا بطل مستقل ولا يقلل هذا العمل من قيمتنا أبدا، فهناك نجوم شباب - دون ذكر اسماء - قاموا بتقديم بطولات فردية ولم يحصلوا على نجاح «طرف ثالث» هذا بحكم الجمهور والنقاد وليس من وجهة نظرى الخاصة.
 
▪ ما رأيك فى عودة كبار نجوم الدراما ومنافستهم فى هذا الموسم؟
 
- فكرة وجود النجوم الكبار مع النجوم الشباب هى ظاهرة صحية وتؤكد على ازدهار الدراما المصرية وريادتها حيث إننا ندخل فى منافسة نظيفة ما بين النجوم الكبار الذين نتعلم منهم والنجوم الشباب الذين يدخلون نوعاً من الروح الجديدة على الدراما، وكلها فى النهاية فى صالح الجمهور الذى يجد أمامه كل الأنماط والأشكال ليختار من بينها.

 
محمد منير